الفصل الرابع والعشرون.

10.1K 294 9
                                    

الفصل الرابع والعشرون.

سنوات حُرِمَت من الراحة لا هناء في النوم لامتعة في الحياة ألم يتبعه ألم وللمرة الأولى تنعم بنومها متدثرة بفراشها تحتضن أغطيتها لترفع مستوى راحتها، تبتسم في نومها كطفلة تحتضنها أمها لتغرق في سبات عميق ينتهي بكابوس مطبق، صرخات فزعة تسرقها بعنف من حلم وردي استحسنته لتنفرج أهدابها بغتة، وتركل أغطيتها وتنهض مسرعة باحثة بصدمة عن مصدر الصرخات، تتطلع حولها بصدمة لتكتشف أنها ليست بغرفتها، ثانية تلو الأخرى حتى تذكرت ماحدث قبل نومها لتهرول مسرعة صوب الباب على مصدر الآهات، تتجمد أوصالها، تجخظ عيناها تلثم براحتها فاهها لتخفى انفراجه وعينيها تتابع الحدث بصدمة مهولة، تقترب بخطوات مرتعشة من ملك ترفعها عن الأرض من فوق جثمان أمها؛ تحتضنها بقوة لتمتص ألمها فتنتفض بين يديها ملك وتبتعد عنها صارخة، تصدم الجميع بقولها:

ابعدي عني أهي ماتت اللي قهرتيها طول عمرها.

تدخل سعيد قائلا بحزم :

ملك ملوش لزوم كلام زي دا.

صمتت حسناء واستسلمت لفيض من دموعها تنسدل على وجهها.

تطلعت حولها لتري الحزن متجلي بعين كريم ولكنه آثر الصمت عن الحديث، ابتعدت عنهم لتذهب لأولادها فتضمهم لتستمد القوة من أحضانهم وتمدهم بأمان يحتاجونه الآن بشدة..

تحرك سعيد نحوها ليجذبها من يدها ويحيط كتفها بحنان يربت عليها هامسا بأذنها :

حمدالله علي سلامتك خدي العيال واطلعي الشقة.

تطلعت له بدهشة وعينيها مكتظة بالدموع وقالت بصوت مختنق:

مش هطلع واسيب ملك وكريم لوحدهم متخافش عليا أنا مقدرة إحساسهم.

تنهد بحزن وقال :

بس خايف تتعبي.

هزت رأسها نفيا وقالت :

انا حاسة بقوة غريبة متقلقش مش هطلع واسيبهم لوحدهم، في ظرف زي دا..

استدار عنها واقترب من ملك مسد بحنان علي شعرها واقترب من جبينها يقبله فتحدثت بين نحيبها قائلة بلوم :

موديتهاش مستشفى ليه يابابا كانوا ممكن لحقوها وعملولها حاجة.

احتضن رأسها وقال بتأثر :

والله ياحبيبتي ملحقت ربنا استرد أمانته بسرعة وبان للأعمي انها اتوفت بدل متتبهدل في المستشفى جبتها عالبيت.

اقترب كريم منها وصوته يرفض مغادرة حلقه ربت علي كتفها فاستدارت تدفن بحضنه حزنها وتصرخ بألم وفمها مكتوم بكتفه.

ماما ياكريم ماما راحت خلاص.

شدد بيده علي حضنها ليهدئ ألمها غير عابئ بنيران حزنه التي تلتهم قلبه وكل همه تهدئة صغيرته،

أقدار القمر ...للكاتبة مروة امينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن