ساد صمت رهيب.. هرب الكلام من كل منهم و خذلتهم الحروف..
كان كوك يحدق بها بعجز لانه يعلم ما تفكر به الان..
خانته الكلمات ليخرجها و يشرح الموقف.. نسي نفسه لدرجة ان كفيه لا يزالان على كتفي سيرا.. اما صغيرتنا اينيو.. فعيناها لا تفارقان عينا سيرا.. تتأكد مرارا..
هل هي نفسها ؟.. لا.. لا مجال للشك..
هي لم تتغير ابدا..
تلك العيون الرمادية الكبيرة.. شفاهها الدموية المنتفخة.. شعرها الاسود الحريري المنسدل الذي يصل الى اخر رقبتها.. بشرتها الثلجية التي لا يغطى منها سوى الضروري فقط بواسطة ثوبها الاسود الذي يبرز مفاتنها بطريقة جنونية.. جسدها المنحوت الذي فعلا.. لا يضاهيه جسم اي انثى في هذا العالم..
هي تشعر الان بالصغر..
الخذلان..
الالم..
التعاسة..
هي تشعر بكل شيء سيء في هذا العالم..
جمالها لا يساوي شيئا امام هذه الفتاة.. تنظر فقط كم هما ملائمين لبعضهما .. لترتكز نظراتها مجددا في عيون كوك..
تضاربت الكثير من الافكار في عقلها.. لتترجم على شكل دمعة حارقة تمردت من عينيها.. تحت انظار كوك العاجزة.. و بسمات سيرا الماكرة..
لم تشعر اينيو الا و هي تركض نازلة بسرعة من الدرج متجاوزة هانا التي نادتها و لم تشعر.. فذعرت الاخرى و توجهت مسرعة الى امها تعلمها..
____
ما ان خرجت اينيو حتى استفاق كوك من حالته تلك ليتوجه مسرعا خلفها لكن سيرا اعترضته ممسكة ذراعه.. فالتفت اليها باستغراب من جرأتها..
سيرا: دعك منها كوك !.. لدي خبر لك..
اردفت بدلع و هي تقترب منه.. و ما ان كادت ان تضع يدها على صدره مجددا.. حتى وجدت نفسها مرمية على الارض اثر صفعة اقسمت ان صوتها سمع في القصر كله..
كوك: اياك و وضع يدك علي مجددا.. تلك التي خرجت الان.. هي اينيو التي سبق و اخبرتك انني تلك الليله تخيلتك هي.. ذلك خطئي و اتحمله بابقائك هنا لكن ذلك لا يسمح لك ابدا بتجاوز حدودك معي او التسبب في حزنها.. لو لم اتعرف على اينيو لقلت انكن كلكم بلا كرامة !!.. تلك الدمعة التي نزلت منها.. ان نزلت واحدة اخرى بسببك.. ستدفعين حقها بدمائك هل فهمتي ؟؟..
رمى كوك بكلماته تلك بصراخ غاضب و هو يوجه سبابته نحوها بتهديد ثم خرج مسرعا.. اما هي فاكتفت بوضع يدها على مكان الصفعة بعدم تصديق و فمها مفتوح جزئيا.. لكن سرعان ما تحولت الى نظرات شيطانية و توعدت الويل لهذين الاثنين..
___
خرج من الغرفة و هو يصرخ باسمها و ينادي كالمجنون.. مما جعل هانا و ميو التي سمعت بما حصل لاينيو توا يخرجان..
هانا: سـ.. سيدي هي ليست هنا..
التفت كوك كالثور الهائج ليتقدم نحو هانا و يصرخ بها اي اين هي..
هانا: لقد.. لقد خرجت من البيت سيدي.. لا اعلم اين ذهبت.. لم ترد علي..
" اوماا "..
التفت الجميع الى ذلك الصوت الخافت ليجدوا جونسان قد خرج من غرفته و هو يحك عينيه.. الواضح انه استفاق من نومه للتو.. نظر اليهم جميعا بنعاس ليردف بشك..
جونسان: لما انتم مجتمعين هكذا.. ابا كوكي اين اوما ؟..
هانا: جو.. جونسان.. اوما ذهبت لشراء بعض الاشياء.. ستعود قريبا حسنا ؟.. هيا لتعد الى النوم الان.. هيا..
قالت هانا بحنان و توتر و هي تسحب جونسان معها الى داخل الغرفة مجددا تاركة كوك مع امها..
ميو: الحق بها سريعا كوك.. قبل ان تفعل شيئا ما بنفسها..
كوك: لا اعلم اين ذهبت.. ماما ماذا افعل.. لم يكن ذلك عن قصد صدقيني.. *بنبرة تدل على انه سينفجر باكيا..
ميو: اخبرتك يوم احضار تلك الافعى الى هنا انها ستفتعل شيئا ما لك.. لكنك تمسكت بها بسبب طيبتك !.. *بنبرة عتاب..
كوك: لكنني سلبتها عذريتها و ذلك ذنب يجب ان اتحمله !..
ميو: انت تقول ذلك لكني لا اصدقه بأي شكل من الاشكال.. اذهب خلف زوجتك الان و اشرح لها كل شيء منذ تلك الليلة اللعينة.. و ادعو ان تتقبل و تسامحك مجددا.. حبها لك عظيم و يربطكماا الان ما هو اكبر من مجرد مشاعر.. لا شك انها ستضع ذلك في الحسبان..
اومأ كوك لها بسرعة.. ليلبس قميصه كيفما اتفق و يخرج الى سيارته متعقبا اثارها..
كوك: ليس كما تظنين اينيو.. صدقيني ليس كذلك..
____
" ها نحن هنا مجددا.. و ماذا الان "..
تكلمت اينيو بنبرة تخلو من الاحاسيس او المشاعر.. ها هي كالعادة.. عند الشاطئ.. وقفت مقابل الامواج ليرتطم نسيم البحر المنعش ذاك بوجهها ليدب الحياة فيها مجددا.. اغمضت عينيها مستمتعة به يتلاعب بخصلات شعرها.. و في الوقت نفسه غطست في افكارها..
__ ineo pov __
ماذا الان.. هل ساتركه لها ؟؟.. هل سأستسلم الى الابد.. ماذا لو كان يحبها و يتلاعب بي فقط من اجل جونسان.. لكن لا يزال هناك احتمال انه يتلاعب بها هي و يحبني انا.. في الحالتين هو على خطأ صحيح ؟؟.. ماذا سافعل الان ؟؟.. كيف ساتأكد.. كيف سأعاقبه.. اخشى ان عاقبته ذهب اليها.. هي بالطبع ستستقبله برحابة صدر.. ماذا لو فقط بقيت جانبا و ارى ما سيفعله حيال ذلك ؟؟.. لا يجب ان امرر الامر بهذه البساطة.. لكن لا يجب ان اتركه لها بلا مقاومة ايضا.. ااااه سينفجر عقلي لا محالة !!..
__ ineo pov end __
كانت تتمتم بتلك الكلمات بينها و بين نفسها و هي تجوب المكان ذهابا و ايابا بتوتر و انفعال.. فجأة توقفت اثر تجمع الحبات المالحة مجددا في عينيها لتنهمر بشدة..
اينيو: الرحمة ! انا بشر !!..
همست بضعف ثم سقطت جالسة على الارض و ضمت ركبتيها الى صدرها و انفجرت باكية كالاطفال.. تبكي وتصرخ بحرقة كبيرة.. لا تعلم ما تفعل.. لكنها تعبت من كل ذلك بحق.. لا تعرف كيف يجب ان تتصرف.. تتمنى ان يكون مجرد كابوس و تستيقظ منه لتجد نفسها قبل خمس سنوات.. مع زوجها تعيش بهناء تعتني بحملها .. كانت تبكي و تبكي بصراخ قوي اخرج كل مكبوتات قلبها.. فجأة شعرت بأحدهم يديرها ناحيته و يغرس رأسها في صدره بقوة بينما يد على راسها و الاخرى تحيط خصرها متمركزة على ظهرها..
كوك: ارجوكي اينيو.. لا تفعلي هذا.. دموعك تحرقني بحق.. صحيح اخطأت معها لكن الامر ليس كما تظنين اقسم لك..
لم تبدي اي ردة فعل.. فقط صراخها و شهقاتها تعالت بقوة اكثر.. تلك التي كانت تستقر كالسهام القاتلة في قلبه.. هو لا يحتمل بكاءها.. فما ادراك بنحيبها هذا و الذي تسبب به هو..
اينيو: انها.. انها جميلة.. هي جميلة جدا.. هي اجمل مني.. انت استبدلتني بها الان.. كما فعلت تلك الليلة ايضا.. انت لم تعد تحبني انت مفتون بها الان !!..
صرخت اينيو وسط شهقاتها بينما صوتها مغموم بسبب التصاقها بكوك.. اما هو فتوسعت عيناه لبرهة ثم ابتسم بخفة حيث شد العناق عليها اكثر..
كوك: ايتها الغبية.. هل هذا كله بسبب الغيرة ؟؟.. *سأل بحنان..
جذبت نفسها منه و اصبحت تصرخ و تضربه بضعف على صدره الحديدي..
اينيو: الامر يؤلمني بحق.. تؤلمني رؤيتك مع فتاة غيري !.. ما ادراك مع الهة جمال كتلك !.. سأكون مضطرة لرؤيتكما معا كل يوم الان بسبب ابني.. نفسيته تعاني بسبب علاقتنا هذه.. ليته لم يعلم من تكون.. ليتني ابقيت الامر سرا الى موتي.. ليتني لم اعد الى سيؤول..
خارت قواها و ضعفت كثيرا..تشبثت بيديها على قميصه و ارخفت رأسها على صدره.. لتكمل كلامها بهدوء..
اينيو: اللعنة عليك ابن جيون.. منذ ذلك اليوم.. انت قلت لها جسدك لا تضاهيه اي انثى في العالم.. اتفق معك.. انا لا املك فرصة معها.. لا املك حتى حق الغيرة منها.. لا املك شيئا مميزا عنها.. كنت سأسلم روحي اليك مجددا.. التي لم اخذها اساسا.. روحي المعلقة بجيون لعنة كوك !.. *بغصة بكاء *.. انا.. انا لا استطيع حتى شرح ما اشعر به !!!..
كان كوك فقط يتأملها و يراقب حركاتها العشوائية و هي تبكي بسبب غيرتها عليه و يستمع الى شرحها حبها له بهيام.. عانقها بقوة مجددا كأنه يخبؤها بين طيات قلبه المجنون بها.. و ابتسم براحة حين احاطت ذراعيها حول خصره تدفن رأسها فيه باكية كما كانت تفعل قبلا.. هو وفى بوعده ذاك.. و اعادها كما كانت.. تهرب منه.. اليه..
كوك: في الواقع انا قلت شيئا مختلفا بعد تلك الجملة التي حفظها عقلك الفارغ هذا.. لكنها لم تكن في التسجيل..
____يتتبع... جفاااااافف *تبكي في الزاوية. . .. . .
أنت تقرأ
اسف - Sorry *مكتملة*
Romans#آسف...... 💔 #اسف... تلك الكلمة التي نقولها حين ندرك خطأنا.. قد تمحو الخطأ لكن هل تمحو اثاره في نفس من اخطأنا بحقه ؟؟.. #أسف.. تشه هل يعقل ان تمحو كلمة صغيرة بثلاثة حروف.. عذاب سنوات من الماضي و ايام من الحاضر ؟؟.. #ٱسف.. حقا ؟؟.. حقا اسف ؟؟.. الن...