رواية : نَفسـي عَـزِيـزة مَـن جَفانـي جَفِّـيته لـو صَـعب عَلـى القَلـب فَرقـاه

21

كانت أيامه تمشي ببطئ و مشاعره يغلبها الحزن العميق ..
تنهد و قال لخويه : نواف وانا اخوك فضفض لي وش اللي مضيق خلقك كذا !!
بلع غصته وهو يقول :مافيه شيء بس مضغوط شوي من العمل
قال طارق وهو يطالع بعيون نواف:اذا لي معزه بقلبك يا نواف ابيك تقولي باللي فيك
سكت طارق وهو يشوف ملامح نواف اللي اعتفست بالم و حزن و فجر كل شيء بداخله:انا تعبت خلاص تحملت سنين طويله مع خوله تعبت نفسيًا حتى مع ابوي اللي محملني كل شيء تعبت وانا اشوف ولدي يكبر و مافيه احد يرعاه تعبت و انا اشوف الحياه سوداء بعيوني و بعد الطلاق قلت ببدأ حياه جديده و اطوي صفحة الماضي و بأتزوج اللي دخلت قلبي و اعيش ايام حلوه و أعوض السنوات اللي راحت بس ضاع كل شيء كل شيء..
سكت نواف و تكلم بغصه توجع القلب:انا مريض يا طارق قبل كم يوم حللت و طلعت نتايج التحليل احتمال عندي ورم بالمخ ..
صدمه الجمته وهو يطالع بخويه مسح وجهه بهدوء وهو يهمس : لا اله الا الله
مسك كتف نواف بهدوء وهو يشوف خويه و صديق طفولته و ولد عمه بهالحال ما يدري وش بيصير فيه بدونه درسوا سوا و توظفوا سوا و بإذن الله يكبرون و يعجزون سوا وقال وهو ما يحاول يطلع الغصه اللي بحلقه :الله يشفيك يا رب لا ان شاءالله وانا أخوك تتعالج و تنشفي بإذن الواحد الأحد خل املك بالله قوي و انا بأوقف معك للنهايه و تتزوج باللي حبيتها و تجيب اخوان لحسام و بعدين كثير ناس تعالجوا من المرض و بإذن الله بتكون واحد منهم
قال نواف بغصه:انا افكر اكنسل خطبتي من منى احس بيكون نصيبها مع واحد غيري ابغاها ما تحزن اذا صار لي شيء اخاف يقولون ان خطيبها واحد مريـ...
قاطعه طارق بغضب : نواف وش هالكلام لا تقول عن نفسك كذا هذا ابتلاء من الله ما عليك من الناس يمكن نقدر بمشيئة الله نعالجك لعاد تفكر بهالافكار هي اللي بتزيد فوق المرض مرض
تنهد وهو يبلع غصته بس دمعه حايره نزلت على خده
مو مصدق انه فوق هالحياه البائسة اللي كان عايشها يمرض مو معقوله ان الحياه ما راح توقف بصفه ولا لحظه

قلوب عاشقه و قلوب مشتاقه و قلوب ممتلئه بالحزن و الكدر

...

فتح عيونه و باله كل شوي و هو يروح لحبيبته وهو يبتسم كل ما تذكر لحظاته معها لحظات ما دامت الا دقايق معدودة و كانت بالنسبه له تكفيه هالذكريات انه يهوجس بها ايام و اسابيع
وهو يفكر فيها و كانها مو لحظة و بس بل واقعه تاريخيه
اشتاق لها حييييل
وهو يدرك انها مو بنفس المدينه حتى
وجودها أنار له حياته
و زينها كانت حياته جد ممله لدرجة انه فرغ كل شيء في العمل و يفكر يكمل دراسته بالخارج قبل ما تجي
و تقلب له حياته و تملأها بالأكشن
ما يدري بدونها و شلون بيعيش تنهد تنهيدة عاشق ولهان عليها اندق قزاز طاقته و طالع باللي طق عليه و اللي كان راكان
فتح الطاقه و قال: هلا اخوي بغيت شي؟
رفع راكان حاجبه و قال : يعني مسوي فيها فله اللحين ؟
ابتسم تركي وهو يقول : اخلص قول وش عندك فيني نوم بروح البيت بعد شوي مالي خلق اسهر
ركب راكان السياره وهو يقول :اقول محد طلبك تسهر يالله وصلني لبيتي بس
طالع تركي بالطريق وهو يشغل السياره و ماله خلق للهواش و مشوا