"أستيقَظت من النوم وهى لا تتذكر أي شئ.. تنظر حولها.. ويدور في رأسها أسئلة كثيرة منها "من أنا؟!.. أين أنا؟!.. ومن تلك الأمرأة التي تنظر إليّ بفرح .."
-سمر أنتي فوقتي يا حبيبتي.. اللهم لك الحمد والله ما مصدقة أنا لازم أكلم الدكتور أقوله أن أنتي فوقتي.. كل ده ياسمر .. سنين وأنا مستنياكي تصحي
-أنتي مين؟!
-أنا أمك ياحبيبتي..أنتي مش فكراني؟!
-لا أنا مش فاكرة أي حاجة خالص..
-أنا هكلم الدكتور... أيوة يا دكتور ألحقني سمر فاقت بس مش فاكرة أي حاجة..
-حاضر حاضر أنا جاي..
"وسمر بتقول في نفسها.. يا ترى أيه اللي حصلي.. وهل فعلا أنا أسمي سمر زي ما الست دي بتقول!.. و ياتري هي دي أمي فعلا؟!.."
-تعالى يا دكتور أتفضل سمر في أوضتها جوا.. شوفت قولتلك أنها هتفوق وأنت كنت بتقولي مفيش أمل
-ربك رب معجزات يا أم سمر.. كل حاجة بتمشي بأمره..
"يتقدم خطوات إلى غرفة سمر "
-أزيك ياسمر؟
-أنا مش فاكرة أي حاجة..
-أهدي بس كده و غمضي عينك وقوليلي أخر حاجة فاكراها هي أيه؟
"أغمضت عيناها للحظات.. لم ترى إلا ظلام ولا يأتي في رأسها أي مشهد يُذكرها ماذا حدث بها! "
-مشوفتش أي حاجة غير ضلمة.. أنا حاسة بصداع وعايزة أنام بعد أذنك سيبني و أخرج
-يعني مش فاكرة أي تفاصيل عن الحادثة
-لا مش فاكرة..
-تمام..
****************************
"خرج الدكتور من الغرفة وينظر إلى أمها نظرة يأس"
-للأسف يا أم سمر بنتك مش عارفة تفتكر أي حاجة
-طب والحل يا دكتور؟
-ربنا يعينها.. وياريت لو أفتكرت أي حاجة كلميني
-حاضر يا دكتور
**************************
"تنظر إلى سقف الغرفة وتشعر بدوخة شديدة ثم يأخُذها نومًا عميق"
-سمر.. سمر.. قومي
-سليم.. أنت فين.. أنا صحيت لقيت دنيا غير الدنيا اللي كنا أنا وأنت عايشين فيها.. صحيت لقيت واحدة بتقول أنها أمي.. وأنا مش فاكرة أي حاجة في الدنيا دي ولا فاكرة أني عيشتها
-سيبك منهم يا سمر.. أنا معاكي أهو متخافيش
-مخافش أزاي بس.. هعيش مع واحدة وأنا معرفش إذا كانت أمي ولا لأ..
-تعالي أقعدي..
-أقعد فين؟
-أقعدي معايا شوية يا سمر.. بسرعة كده وحشتك الدنيا اللي أنتي مش عارفة فيها حد
-أنا عاوزة أقعد معاك على طول مش شوية...
-بس مينفعش.. مش بأيدينا.. أنا روحت دنيا غير الدنيا اللي أنتي فيها.. روحت مكان مفيهوش لا غل ولا حقد.. روحت دنيا مفيهاش دم.. كلها جمال وحاجات تملى العين من فواكه و أنهار وحاجات كتيرة أوي حلوة..
-أنا عاوزة أقعد معاك هنا.. خليني معاك و متسبنيش تاني ..
-والله ما بأيدي... كل واحد له نهاية يا سمر وأنا نهايتي جت من بدري.. إنما أنتي ربنا لسة مأذنش أن نهايتك تيجي.. أعملي كل حاجة كويسة تخليكي تجيلي المكان ده.. أوعي الدنيا تلوثك
-لا يا سليم لا..... متمشيش
*********************
-سمر..سمر قومي يا حبيبتي..
-نعم
-تعالي أقعدي مع أبن عمك شوية جاي يزورك
-أبن عمي مين.. لا مش عاوزة أشوف حد وأطلعي برا
-يا بنتي عيب ده جه لما عرف أنك فوقتي وعاوز يشوفك
-طيب
"تخرج من غرفتها وهي شادرة في صورة معلقة على الحائط رجُل كبير في السن.. شعره أبيض.. تملء التجاعيد وجهه .. وجهه مليء بالحزن والذكريات الأليمة..ثم تنظر لأبن عمها "
-أزيك يا سمر أنا محمد أبن عمك.. فاكراني؟
-لأ...
-متقلقيش ده بس تأثير الحادثة.. شوية وهيرجع كل حاجة زي الأول وترجعي تمارسي مهنة الطب زي الأول يا دكتورة
-هو أنا كنت دكتورة
-أه و دكتورة شاطرة كمان..
-......... هو أنت تعرف مين اللي في الصورة اللي ع الحيطة ده !
-ده أبوكي يا سمر أنتي مش فاكراه هو كمان!
-أبويا... طب هو فين طيب؟
-ماات بقاله سنين كتيرة يا سمر الله يرحمه
-طب أنا عاوزة أخرج أتمشى
-بس أنتي لسة تعبانة
-لا أنا مش تعبانة... بس أخرج معايا عشان أعرف أرجع هنا تاني..
-حاضر.. ده بعد أذنك طبعا يا مرات عمي
-ماشي.. بس خلي بالك منها يا محمد أنا مصدقت أنها فاقت
-دي في عيني
"ثم يصطحبها أبن عمها ويخرجان معًا إلى الشارع..وترى وجوه ينظرون إليها بكل دهشة.. ثم يقترب من ناحيتها شخص وهو ينظر إليها بكل شر"
"يتبع"