الفصل 5

412 30 9
                                    

Enjoy 💕                                   

تتابعت الفطائر والحلوى بعد كعكة العيد، ثم نهض الكبار الى غرفهم للقيلوله قبل جلسة الشاى حيث تضاء شجرة العيد. اما بوارو فلم يتوجه الى القيلوله بل توجه الى المطبخ الضخم ذى الطراز القديم حيث اجال نظره متسائلا: هل لي ان اهنئ الطباخة على هذه الوجبة الرائعة التى تناولناها؟
مضت ظقيقة قبل ان تاتي السيدة روس بوقار لرؤيته، ومانت ذات جسم ضخم، و مفتول كانه جسم دوقة في عرض مسرحى، في غرفة الغسيل مانت امرأتان هزيلتان تغسلان الاواني، بينما تنتقل امرأه اخر ناعمة الشعر بين غرفة الغسيل والمطبخ، وبدا واضحا ان النسوة الثلاث من مجرد توابع وان السيدة روس هي الاميرة الفعلية لركن المطبخ.
قالت السيدة روس بتهذيب: يسرني ان الطعام اعجبك يا سيدى.
صاح بوارو: وأى اعجاب!
ثم رفع يده الى شفتيه في اشارة اجنبية متقنة وقبلها ونفخ القبلة الى السقف قائلا: انك عبقرية يا سيدة روس. لم اتذوق ابدا وجبة كهذه؛ لقد كان حساء المحار رائعا وحشوة الكستناء في الديك الرومى شيئا فريدا لم اجربه من قبل.
اجابت السيدة روس بتهذيبها المعتاد: من المدهش ان اسمع ذلك منك يا سيدى، فقد اعددت تلك الحشوة بطريقة خاصة علمني اياها طباخ نمساوى عملت معه منذ زمن بعيد، اما ما تبقى فكله اعد بالطريقة الانجليزية البحتة.
قال بوارو: وهل يوجد افضل من الكريقة الانجليزية؟
-هذا من لطفك يا سيدى. وانا استطيع ان اعد الاكلات الاوربية ايضا.
-انا واثق من قدراتك على اعداد اي شئ يا سيدة روس، ولكنى اقول لك: ان الطبخ الإنجليزى (وأقصد الانجليزى الحقيقى، لا ذلك الذي يقدم في اوربا، واعتقد ان بعثة خاصة قد اوفدت الى لندن في بداية القرن الثامن عشر فكتبت تقريرا ارسلته الى فرنسا يتحدث عن روائع الكعكات الانجليزية. وجاء في التقرير ما نصه: "ليس لدينا في فرنسا مثل هذه الكعكات، وان تذوق التنوع والجودة هى الكعكات الانجليزية يستحق وحده القيام برحلة الى لندن".
واندفع بوارو يلقى بنشوة وحماسة قصيدته: وفوق كل الكعكات تاتي كيكة الخوخ التي يقدمها الانكليز في عبد الميلاد كتلك التي صنعتها اليوم، فقد صنعت في الببت ولم يتم شراؤها من السوق، اليس كذلك؟
-بلى يا سيدى. انها من صنعى، وبالطريقة نفسها التى اصنعها لها منذ سنوات عديدة. عندما جئت الى هنا قالت السيدة ليسى انها طليت كعكة جاهزة من احد محلات لندن لتوفر على التعب، فقلت لها: لا يا سيدتى، هذا لطف منك، ولكن كعكة السوق لا يمكن ان تعادل كعكة العيد التي نصنعها في البيت.
ومضت السيدة روس تقترب من موضوعها المفضل بحماسة متزايدة لفنان قدير: لعلمك يا سيدى، لقد اعددت هذه الكعكة باسرع مما ينبغى عادة،  فكعكة عيد الميلاد ينبغى ان تحضر قبل بضعة اسابيع فتترك، وكلما تركت اكثر (ضمن المعقول) كان ذلك افضل، ومان من المفترض ان يكون الامر كذلك هذا العام، ولكن هذه الكعكة لم تحضر الا قبل ثلاثة ايام، قبل يوم من حضورك يا سيدى، ومع ذلك فقد حافظت على التقليد القديم، حيث كان على كل فرد في البيت ان ياتي الى المطبخ ليمزج خليط الكعك ليلا ويتمنى امنية. انه تقليد قديم
- يا سيدى - وقد حافظت عليه دوما.

القاتل العاشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن