تكمله الفصل 6

577 20 5
                                    


Hi I am back 💃💃                      
                      
//////////////////////////////

انحنى ديزموند وامسك بمعصمها، ثم حدث الى بوارو قائلا: لا نبض لها، نبضها متوقف. يا إلهى! انها ميتة حقا!
بوارو: نعم ميتة، لقد قلب احدهم الملهاة الى مأساة!
ديزموند: احدهم؟ من؟
بوارو: توجد هنا اثار اقدام ذهبت وعادت، وهذه الاثار تشبه الى حد بعيد الاثار التي تركتها قدماك وانت قادم الى هنا يا سيد ورتلى.
صاح ديزموند: ماذا تعني؟ هل تتهمني؟ انا؟ هل جننت؟! لماذا عساني اقتل هذه الفتاة؟
بوارو: آه، لماذا؟ هذا ما يحيرني. دعنا نفكر.
انحنى بوارو فوق الفتاة وفتح بهدوء اصابع كفها المتصلبة، فشهق ديزموند وهو يحدق الى يدها غير مصدق ما يراه، فقد كانت في قبضة يدها ياقوتة كبيرة.
صاح ديزموند: انها تلك القطعة اللعينة التي كانت في المعكة!
بوارو: أأنت متاكد؟
قال ديزموند:"طبعا، انها هى بالتاكيد". وبحركة سريعة انحنى واخذ الحجر الاحمر من كف بريجيت.
قال بوارو مؤنباً: لا تفعل ذلك؛ فلا ينبغى العبث بأي شئ.
- انا لم اعبث بالجثة، ولكن هذا الحجر دليل مهم وقد يضيع. المهم الان ان نحضر الشرطة في اقرب وقت؛ سأذهب حالاً واتصل بهم.
ثم دار وركض بسرعة نحو البيت فيما تقدمت سارة من بوارو وقالت وقد شحب وجهها: اننى لا افهم شيئًا، لا افهم شيئا!
ثم أمسكت بذراع بوارو قائلة: ماذا قصدت من... من قصة آثار الأقدام؟
قال بوارو: انظري بنفسك يا آنسة.
كانت الآثار الموصلة الى الجثة ذهاباً وإيابا هى نفسها الآثار التي تركها ديزموند وهو يرافق بوارو الى الجثة.
سارة: هل تعني انه ديزموند؟ هراء!
وفجاة مزق السكون صوت سيارة مندفعة، والتفت بوارو وسارة معا ليشاهدا سيارة تندفع بعنف في الطريق. وتمكنت سارة من ملاحظة اى سيارة كانت فصاحت قائلة: انه ديزموند... هذه سيارة ديزموند. لابد انه ذهب لاستدعاء الشرطة بدلاً من ان يتصل بهم بالهاتف(شو غبية☺)في تلك اللحظة خرجت ديانا من البيت وجاءت راكضة لتنضم الى المجموعة وهي تسال بانفاس مقطوعة: ماذا حصل؟ لقد جاء ديزموند لتوه الى البيت راكضا، وقد ذكر شيئاً عن بريجيت وانها قد قُتلت ثم هرع الى الهاتف، ولكن الهاتف كان معطلاً فيما يبدو؛ فقد قال انه لم يتلق اى رد مما حمله على القول بان الاسلاك مقطوعة، وقد قال ان الطريقة الوحيده للوصول الى الشرطة هى في الذهاب بالسيارة اليهم. ولكن لماذا الشرطة؟
قام بوارو باشارة من يده فهتفت ديانا وهى تحدق اليه: بريجيت؟! ولكن بالتاكيد... اليست هذه مزحة من نوع ما؟ لقد سمعت فى الليلة الماضية شيئاً، وقد حسبت الاولاد كانوا سيدبرون لعبة لك يا سيد بوارو.
قال بوارو: نعم، لقد كانت تلك هى الفكرة؛ تدبير لعبة اخدع بها. على اي حال، تعالوا الان الى البيت جميعا قبل ان نموت هنا من البرد، فلا ارى ما يمكننا عمله قبل ان ياتى السيد ورتلى بالشرطة.
قال كولين: ولكن انتظر؛ لا يمكننا ترك بريجيت هنا بمفردها.
قال بوارو بلطف كبير: لن يفيدها بقاء اى منا هنا. هيا معى؛ انها لمأساة محزنة، محزنة جداً، ولكن لم يعد بوسعنا ان نصنع اى شئ لمساعدة الانسة بريجيت. ولذلك تعالوا الى الداخل لنتدفأ ونشرب شيئا من الشاى الحار او القهوة الساخنة.
تبعه الجميع الى البيت طائعين. وفى تلك اللحظة كان بيفيريل على وشك قرع جرس الافطار ولقد بدا غريبا له ان يرى الكل عائدين من خارج البيت في هذا الوقت المبكر وان يرى بوارو بمعطف فوق بيجامته، ولكنه لم يعلق باى شئ. لقد كان بيفيريل مايزال الخادم النموزجى وهو فى هذه السن، وما كان ليلاحظ ما لم يطلب منه ملاحظته!
دخل الجميع الى غرفة الطعام واخذوا مقاعدهم، وحين تسلم كل منهم كوبا من القهوة او من الشاى وشرع بارتشافه تكلم بوارو قائلا: اننى مضطر الى إعادة سرد بعض الوقائع. لن اكون قادرا على تقديم كل التفصيلات ولكنى ساشرح الخطوط العريضة للموضوع، وهو يخص مهراجا هنديا صغيرا جاء الى هذه البلاد ومعه جوهرة شهيرة كان سيقدمها هدية للفتاة التى سوف يتزوجها. ولكنه -بسوء الحظ- ارتبط قبل الزواج بصداقة مع فتاة جميلة شابة، وهذه الفتاة لم تهتم حقيقة بالشاب بل اهتمت بالجوهرة ذاتها، وبلغ من اهتمامها بها انها قد اختفت ذات يوم ومعها الجوهرة التاريخية الثمينة التى امتلكتها عائلة المهراجا لاجيال عدة. وهكذا وقع المسكين الشاب في ورطة فظيعة كما ترون. وما كان ليتحمل الفضيحة بذهابه الى الشرطة، ولذلك جاء الى؛ الى هيركيول بوارو، مناشدا: " استرجع لي تلك الجوهرة". حسنا، لقد كان لتلك الشابة اللعوب صديق محتال قام بالكثير من الاعمال الاحرامية(مثل الابتزاز وبيع الجواهر المسروقة)، وقد حامت الشكوك حوله دوما ولكن لم يمكن اثبات اى جرم عليه؛ فلقد كان على درجه عالية من الذكاء والدهاء. وقد بلغني ان صاحبنا، الشاب الذكى المحتال، قد جاء الى هذا البيت لقضاء عطلة عيد الميلاد. وقد كان من الضروري لتلك الفتاة المحتالة ان تبتعد عن الاضواء لبعض الوقت بعد استيلائها على الجوهرة حتى لا تتعرض للاستجواب والمساءلة، وهكذا رُتب امر قدومها الى هذا البيت متظاهرة بأنها اخت ذلك المحتال.
شهقت سارة وصاحت: آه.. لا.. ليس هنا... ليس معى هنا!
قال بوارو: بل هكذا تم الأم. وبمناورة صغيرة اصبحت انا ايضا ضيفا هنا في عيد الميلاد. كانت تلك الشابة (التى يفترض انها قد قادرت المستشفى لتوها) قد بدت متعافية تماما عندما وصلت هنا، ولكن عندما وصل خبر قدومي انا ايضا (وانا رجل تحر معروف) اصابها -مباشرة- ما اسميتموه انتكاسة. لقد اخفت الياقوتة فى اقرب مكان خطر على بالها ثم انتكست فجأة وحملت الى سريرها؛ فلم تكن تريد لى ان اراها لان عندي -بلا شك- صورة لها وساعرفها. صحيح ان ذلك كان مملا لها، ولكنها اضطرت لملازمة الغرفة فيما كان اخوها المزعوم ياخذ لها الطعام.
سال مايكل: وماذا عن الياقوتة؟
بوارو:اظن انه في لحظة الاعلان عن قدومي كانت تلك السيدة الشابة معكم في المطبخ بينما انتم تضحكون وتتحدثون وتشاركون في مزج خليط كعكات العيد. كانت خلطة الكعكات مسكوبة فى عدة طاسات فقامت السيدة باخفاء الياقوتة بغرزها فى احدى طاسات الكعك، ولكن ليس في الكعكة التي سنتناولها في يوم العيد. لقد كانت تعرف ان كعكة عيد الميلاد مسكوبة في قالب خاص، وهكذا فقد وضعتها في القالب الاخر، القالب الذى يفترض ان تؤكل كعكته في عيد رأس السنة، آملة انها ستغادر البيت قبل حلول عيد راس السنة آخذة تلك الكعكة بالتاميد. ولكن لننظر كيف يلعب القدر لعبته: فقد وقع صباح عيد الميلاد حادث، حيث سقطت كعكة العيد بقالبها الفاخر على الارض وتناثر القالب الى شظايا. فما العمل اذن؟ لقد اخذت السيدة الطيبة روس الكعكة الاخرى وقدمتها لنا.
كولين: يا إلهى! هل تعنى ان القطعة التي وجدها جدى في فمه في عيد الميلاد هي الياقوتة الحقيقية؟
بوارو: بالضبط؛ ولكم ان تتخيلوا شعور السيد ديزموند وهو يرى ذلك حسنا، ما الذى حدث بعد ذلك؟ تداولنا الياقوتة، تفحصتها انا وسكنت دون انتباه احد ان ادسها في جيبى بلا اهتمام، ولكن شخصا واحداً كان يراقب ما قمت به، وعندما اويت الى فراشي جاء ذلك الشخص وفتش غرفتى وملابسى فلم يجد الياقوتة، لماذا؟
هتف مايكل: لانك اعطيتها لبريجيت. هذه هى القضية، ولذلك قُتلت.... ولكن لا افهم. ما الذى حدث بالضبط؟
ابتسم بوارو في وجهه وقال: تعالوا الان الى النافذة قائلا: تاملوا ثانية مشهد الجريمة.
وانطلقت شهقة موحدة من شفاههم جميعا؛ فلم تكن على الثلج اية جثة! لقد اختفت كل اثار المأساة الا ثلجاً افسدت الاقدام استواءه.
علق كولين بصوت خافت: اكان ذلك حلما ام ان احظا اخذ الجثة؟
اجاب بوارو هازا راسه وعيناه تلمعان: ارايتم؟ ها نحن امام لغز الجثة المفقودة.
صاح مايكل: يا إلهى! ما هذا يا سيد بوارو؟ آه! انظروا؛ لقد مان يخدعنا طوال الوقت.
تلالات عينا بوارو اكثر من ذى قبل وهو يشرح: صحيح يا ابنائى. لقد اعددت انا ايضا نكته صغيرة؛ فقد علمت بخطتكم فرتبت لها خطة مضادة. حسنا يا انسة بريجيت، ارجو ان لا تكونى قد عانيت كثيرا في الثلج، لن اغفر لنفسى اذا اصابك التعاب رئوى.
كانت بريجيت قد دخلت الغرفة لتوها مرتدية تنورة وسترة صوفيتين وهى تضحك، وقال بوارو بصرامة: لقد ارسلت لك شرابا ساخنا، فهل شربته؟
قالت بريجيت: اجل، رشفة واحدة كانت كافية.
انا بخير الان ولكن ذراعى تؤلمنى من ذلك الرباط الذى الزمتنى بوضعه لوقف نبض المعصم. هل قمت بدورى بشكل جيد؟
بوارو: لقد كنت رائعة يا طفلتي، رائعة. ولكن دعيني اشرح لهم ما لم يفهموه. فالبارحة ذهبت الى الانسة بريجيت واخبرتها اننى على علم بالخطة وطلبت منها ان تؤدى لى دورا، فقامت بذلك بكل فطنة، ووضعت اثار الاقدام مستعينة بحذاء السيد ورتلى.
قالت سارة بصوت اجش: ولكن ما الهدف من ذلك يا سيد بوارو؟ ما الهدف من ارسال ديزموند لاحضار الشرطة؟ سيغضب رجال الشرطة كثيرا عندما يعرفون انها مجرد خدعة.(فعلا غبية☺)
هز بوارو راسه بلطف قائلا: ولكننى لا اعتقد ابدا ان السيد ديزموند قد ذهب لاحضار الشرطة، فجريمة القتل هي اخر ما يمكن للسيد ورتلى ان يرغب بالتورط فيه. لقد فقد اعصابه ولم يعد قادرا على ان يرى شيئا الا الفرصة التي سنحت له لاخذ الياقوتة، فاخذها وادعى ان الهاتف معطل ليسرع الى سيارته بحجة احضار الشرطة.
وانا شخصيا اعتقد ان هذه هى المرة الاخيرة التي سترينه فيها ولامد طويل؛ -كما اعلم- طرقه الخاصة في الخروج من انكلترا. ان لديه طائرة خاصة، اليس كذلك يا انسة؟
سارة: بلى، وقد كنا نفكر ب...
توقفت فجاة، فقال بوارو: لقد اراد منك ان تهربى معه بتلك الطريقة، اليس كذلك؟ حسنا، انها طريقة ذكية لتهريب الجوهرة خارج انكلترا، فعندما يهرب المرء مع فتاة وينتشر الخبر فلن يشك احد بانه قد قام ايضا بتهريب جوهرة تاريخية خارج البلاد. نعم، كان ذلك سيشكل تمويها رائعا.
سارة: لا اصدق، لا اصدق كلمة واحدة مما تقول!
اوما بوارو براسه الى الباب خلفها قائلا: فسالى شقيقته اذن.
التفتت سارة بحدة لترى في الباب فتاة حسناء ذات شعر اشقر بلاتيني تقف عابسة وهى ترتدى معطفا من الفراء، وكان واضحا انها في منتهى الغيظ.
-شقيقته؟! ان ذلك الخنزير 🐷 ليس اخا لى! اذن فقد اخذ الجوهرة وتركني لاتحمل  النتائج. لقد كانت العملية من تخطيطه هو، وهو الذى حرضنى وهيأنى لها. قال انها ستكون ثروة دون عناء وانهم لن يحاكمونى خشية الفضيحة، فسوف يكون بمقدورى ان اهدد دوما بالاعلان عن ان الجوهرة قد وصلتني هدية. كان المفترض ان نقتسم الغنيمة في باريس، وها هو الخنزير يتركنى ويهرب🐖. كم اود قتله! ثم غيرت الموضوع بسرعة قائلة: ينبغي ان اخرج بسرعة من هنا. هلا طلب لي احدكم سيارة اجرة؟
قال بوارو: بالباب سيارة ستأخذك الى المحطة يا انسة.
قالت الانسة: لقد اعددت لكل شئ عدته كما يبدو؟
قال بوارو: نعم، لاغلب الاشياء.

القاتل العاشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن