القاتل العاشق

تكمله "الصندوق الإسباني"

كان عندي مشاكل في الشبكه لهيك اتأخر البارت.

Enjoy 💕
.

.

.

.

.

-هذا أمر مثير. هل لك أن تتلطفى وتسردى لى قصة زوجة مدير مصرفكم.
-حسناً، إنها غير سارة يا سيد بوارو.
-لقد خطر لى أنها غير سارة فعلاً. استمرى.
-كان يدور كثير من اللغط حول السيدة آدامز وفنّان شاب، مما دفع السيد آدامز إلى إطلاق النار على نفسه. ومع ذلك فإن السيدة آدامز لم تقبل الزواج بالشاب مما جعله يتناول سماً ما، ولكن تم إنقاذه من الموت، وأخيراً تزوجت السيدة آدامز محامياً شاباً، وأظن أن مزيداً من المشكلات قد وقع بعد ذلك، ولكننا كنا قد عركنا كرويدون هيث وقتها فلم أعد اسمع الكثير عن المرأة.
هزّ بوارو رأسه باهتمام قائلاً: هل كانت جميلة؟
-حسناً، لم تكن من النوع الذى يمكن وصفه بالجمال، ولكن يبدو أنها كانت ذات تأثير خاص.
-ما هو بالضبط ذلك الشئ الذى تمتلكه ساحرات هذا العالم، مثل هيلين طروادة و كليوباترا؟
أدخلت الآنسة ليمون ورقة في آلة الطباغة بشئ من الحدة قائلة: الحقيقة أننى لم أفكر فى هذا الأمر سيد بوارو، فالمسألة تبدو سخيفة في نظرى. ولو أن الناس انصرفوا إلى أعمالهم وتركوا التفكير بمثل هذه الأمور لكان خيراً لهم.
وهكذا رمت الآنسة ليمون عن كاهلها الضعف والعاطفة الإنسانيين، وتركت أصابعها تحوم حول مفتاح آلة الطباعة متشوقة إلى اللحظة التى تبدأ فيها عملها.
قال بوارو: هذا رأيك أذن؟ وأنت الآن ترغبين أن أتركك تقومين بعملك. لكن عملك -يا آنسة ليمون- لا يقتصر على تسجيل ما أمليه عليك وترتيب أوراقى والرد على مكالماتى الهاتفية وطباعة رسائلى.. إنك تؤدين ذلك بشكل رائع، لكن أنا لا أتعامل مع الوثائق فحسب، بل مع البشر، وأنا أحتاج إلى مساعدتك في هذا الحقل أيضاً..
ثالت الآنسة ليمون بصبر: حاضر يا سيد بوارو، ما الذى تريدنى أن أفعله؟
هذه القضية تثير اهتمامى، وسأكون سعيداً لو أعددت لى دراسة عن تقرير صحف الصباح بشأن هذا الموضوع، وأية تقارير إضافية فى صحف المساء... أعدّى لى ملخصاً عن الحقائق.

حسناً يا سيد بوارو.

انسحب بوارو إلى غرفة جلوسه وعلى وجهه ابتسامة كئيبة، ثم أخذ يحدث نفسه: إنه لمن السخرية فعلاً أن تعمل عندى الآنسة ليمون بعد صديقى العزيز هيستنغز. أى تناقض بين الاثنين! كم كان عزيزى هيستنغز سيجد من المتعة في مثل هذه القضية. لقد كان حرياً أن يذرع المكان جيئة وذهابًا وهو يتحدث عنها واضعًا حول كل حدث من أحداثها أكثر  الافتراضات رومانسية، مصدّقًا كل ما تكتبه الصحف عنها كحقائق منزَّلة! أما هذه المسكينة ليمون، فحتى القليل الذى طلبته منها لم تجده ممتعًا أبدًا.
جاءت الآنسة ليمون بعد بعض الوقت بورقة مطبوعة قائلة: هذه هي المعلومات التى طلبتها يا سيد بوارو، ولو أننى أخشى أن لا تكون موثوقة لأن الصحف تختلف كثيرًا في تغطيتها للحدث؛ ولعلّى لا أضمن أن تكون المعلومات الواردة دقيقة بأكثر من ستين بالمئة.
تمتم بوارو قائلاً: ربما كانت تقديراتك محافظة، ولكن شكرًا علة ما تجشمت من عناء.
كانت الحقائق مثيرة ولكنها واضحة بما فيه الكفاية، فقد دعا الرائد تشارلز ريتش(الأعزب ميسور الحال) بعض أصدقائه إلى حفلة ساهرة في شقته، وكان هؤلاء الأصدقاء هم: السيد والسيدة كلايتون، والسيد والسيدة سبينس، والقائد مكلارين. وكان القائد مكلارين صديقًا قديمًا لريتش ولعائلة كلايتون ايضًا، بينما كان السيد والسيدة سبينس الشابان مجرد صديقين حديثين. أما أعمالهم: فقد كان آرنولد كلايتون يعمل فى وزارة المالية، بينما يعمل جيريمى سبينس موظفًا عاديًا، وكان الرائد ريتش في الثامنة والأربعين وآرنولد كلايتون فى الخامسة والخمسين، والقائد مكلارين فى السادسة والأربعين، وجيريمى سبينس فى السابعة والثلاثين. وقد قيل عن السيدة كلايتون إنها أصغر من زوجها ببعض سنوات.
شخص واحد من هؤلاء لم يستطع حضور الحفلة، ففى اللحظة الأخيرة تم استدعاء السيد كلايتون إلى إسكتلندا في عمل طارئ، وكان يفترض أن يغادر محطة كينغز كروس في قطار الساعة الثامنة والربع.