كانت نهايه العيد كنهاية كل اعياد الميلاد، فقد اضيئت شجرة الميلاد وجئ بعدها بعشاء خفيف بارد. واخيرا توجه بوارو ومضيفه ومصيفته الى النوم باكرا، فيما قالت السيدة ليس: طابت ليلتك يا سيد بوارو، ارجو ان تكون قد تمتعت هنا.
-لقد كان يوما رائعا يا سيدتى.
-ولكنك تبدو مستغرقا في تفكيرك؟
ان الكعكة الانجليزية هى ما افكر فيه.
سالت السيدة ليسى بلطف: اكانت ثقيلة على معدتك؟
-لا، لا. اننى لا افكر في قابليتها للهضم، بل اتامل فى اهميتها. انها جزء من التقاليد فيما ارى.
-على كل حال طابت ليلتك، وارجو ان لا تحلم كثيرا بكعك العيد وفطائره.
دمدم بوارو لنفسه وهو ينزع ملابسه: نعم، ان كعكة الخوخ تلك لمشكلة حقا؛ ثمة شئ هنا لا افهمه ابدا.ثم هز رأسه بغيظ وقال: حسنا، سنرى.
ذهب بوارو الى فراشه بعد اجراء بعض التحضيرات، ولكن ليس بهدف النوم.
لم يؤت صبره ثماره الا بعد ساعتين تقريبا، حيث فتح باب غرفته بهدوء، فابتسم لنفسه؛ لقد جرت الامور كما توقع لها. وعاد بذاكرته الى فنجان القهوة الذى قدمه اليه ديزموند لي ورتلى بكل لطف، وعندما ادار ديزموند ظهره وضع الفنجان على الطاولة لدقائق، ثم بدا انه اخذه ثانية فيما كان ديزموند يشعر بالارتياح لرؤيته يشرب القهوة حتى اخر قطرة. ولكن ابتسامة صغيرة تراقصت على شارب بوارو عندما فكر بان الشخص الذى يغط في سبات عميق هذه الليله ليس هو بل شخص اخر. قال بوارو لنفسه: ديفيد ذلك الشاب اللطيف، قلق وحزين، ولن يؤذيه ان يغط في نوم عميق لليله واحدة. ولكن لنر ما سيحدث الان.
بقى هادئا يتنفس بانتظام مرحبا بين الفينة والاخرى بالشخير، ولكن باضعف درجات الايحاء. وتقدم الشخص الى السرير وانحنى فوقه، وعندما اقتنع بنوم بوارو ذهب الى طاوله الزينه وفتش بمساعدة مصباح صغير يحمله كل امتعه بوارو المرتبه فوقها. امتدت الاصابع الى المحفظة ثم ادراج الطاولة، ثم جيوب ثياب بوارو، واخيرا تقدم الزائر من السرير ودس يده بحذر شديد تحت الوسادة. ثم سحب يده ووقف دقيقة او دقيقتين كما لو انه لا يعرف ما الذى ينبغى عليه فعله الان. دار في الغرفه باحثا داخل اوانى الزينه، ثم دخل حمام الغرفة ثم خرج منه، وبعدها خرج من الغرفة معبرا بهمهمة خافتة عن اشمئزازه.
حدث بوارو نفسه من تحت أنفاسه: اه، لقد خاب املك. نعم، خيبة امل حقيقية! كيف يخيل اليك ان هيركيول بوارو يمكن ان يخفى شيئا ثم نجده انت؟!
ثم ادار ظهره وخلد الى النوم.⚫⚫
صحا بوارو صباح اليوم التالى على دقات خفيفة على باب غرفته.
-من هناك؟ ادخل، ادخل.
فتح الباب ووقف على عتبته كولين لاهثا احمر الوجه وخلفه مايكل.
كولين: سيد بوارو، سيد بوارو!
جلس بوارو في فراشه قائلا: نعم، هل هو شاى الصباح؟ ماهذا الفزع يا كولين، ما الذى حدث؟
وقف كولين صامتا للحظات وقد بدا انه تحت وطاة شعور ما، ولكن ما اسكت كولين فعلا كان منظر قلنسوة النوم التى يرتديها هيركيول بوارو. واخيرا استجمع كولين انفاسه وقال: اظن يا سيد بوارو... هل لك ان تساعدنا؟ لقد حدث شئ فظيع!
-حدث شئ؟ ما هو؟
-انها... انها بريجيت، ملقاة على الثلج في الخارج. انها ترقد دون حراك، ومن الافضل ان تاتى وتنظر بنفسك. انتى ارتعد خوفا، ربما تكون قد ماتت!
قذف بوارو باغطية سريره هاتفا: ماذا؟ الانسة بريجيت، ماتت!
-اظن... اظن ان احدا قتلها؛ فهناك دم و... ارجوك ان تاتي!
-بالتاكيد، ساتى فورا.
ادخل بوارو قدميه في حذائه والقى معطف فراء على كتفيه فوق البيجاما وهو يقول: ها انا قادم، فورا. هل اخبرتما الاخرين.
-لا، لم اخبر غيرك حتى الان، فقد ظننت ان ذلك افضل، كما ان جدى وجدتى لم يستيقظا بعد. ان الخدم يحضرون الافطار في الاسفل ولكنى لم اخبر احدا. ان بريجيت هناك في الجانب الاخر للبيت، قرب العتبة وشباك المكتبة.
-حسنا، تقدم وارشدنى اليها، ساتبعك.
دار كولين ليرشد بوارو مخفيا تكشيرة ابتهاج. نزلوا الدرج وخرجوا من الباب الجانبى. كان صباحا صافيا لم ترتفع شمسه بعد، وقد توقف الثلج عن التساقط، وان يكن قد بدا واضحا انه تساقط بكثافة طول الليل لينسج سجادة من الثلج الكثيف لم تفسدها بعد ارجل العابرين او حركة الحياة.
بدت الطبيعة في غاية النقاء والجمال، واشار كولين بطريقة درامية مؤثرة وهو يلهث: هناك، انها هناك.
كان المنظر دراميا حقا، فعلى بعد بضعة امتار كانت بريجيت ممددة على الثلج بسترتها الحمراء وقد التف شال صوفى ابيض حول كتفيها ملطخا بالون القرمزى. كان راسها موجها الى الجهة الأخرى وجهها مغطى بشعرها الطويل الاسود، فيما استقرت احدى يديها تحت جسمها واليد الاخرى ممدودة مطبقة الاصابع، ووسط البقع القرمزية انتصب مقبض خنجر معقوف كان الكولونيل ليسى قد عرضه على ضيوفه في الليلة الماضية.
-يا الهى! كانه مشهد مسرحى!
صدر من مايكل صوت ضحكة مكتومة، وسرعان ما تدخل كولين ليتدارك الموقف. قال كولين: نعم، يبدو الأمر غير حقيقي نوعا ما. ولكن هل ترى اثار الاقدام؟ الا ينبغى ان نحافظ عليها؟
-نعم، اثار الاقدام، ينبغى الحرص على عدم افسادها.
-هذا رايى ايضا، ولذلك لم اسمح بحضور احد قبلك الى هنا، فانت تعرف ما الذى يتوجب فعله.
-لا فرق، ولكن علينا ان نرى ان كانت ما تزال على قيد الحياة، اليس كذلك؟
-بلى؛ طبعا، ولكننا اعتقدنا... أعنى اننا لم نرغب في...
-نعم، اقد اتصفتما بالحصافة؛ فقد قرأتما القصص البوليسية وتعلمان انه لا ينبغى لمس شئ في مسرح الجريمة وان من الواجب ترك الجثة كما هى. ولكننا غير متاكدين حتى الان ان كانت بريجيت ميتة فعلا، اليس كذلك؟ صحيح ان الاحتراس مطلوب ولكن الاعتبارات الانسانيه تاتي اولا، ويجب علينا ان نفكر بالطبيب قبل الشرطة، أليس كذلك؟
قال كولين وقد فوجئ قليلا: بلى، بالطبع.
مايكل: لقد فكرنا ان من الافضل ان نخبرك انت اولا.
بوارو: اذن قفا هنا بينما اذهب انا من الجانب الاخر كيلا افسد اثار الاقدام هذه. انها اثار ممتازة وواضحة، ما رأيكما؟ اثار اقدام رجل وفتاة ذهبا الى حيث ترقد بريجيت، ثم عاد الرجل دون الفتاة.
قال كولين وهو يحبس انفاسه: لا شك انها اثار اقدام القاتل.
بوارو: انها كذلك بالضبط. اثار اقدام طويلة رفيعة ذات نوع خاص من الاحذية. انها اثار واضحة يسهل تمييزها، وستكون في غاية الاهمية.
في هذه اللحظة خرج ديزموند لى ورتلى وسارة من المنزل وانضما الى المجموعة. تساءل ديزموند باسلوب مسرحى: ماذا يفعلون هنا بربكم؟ لقد رايتكم من نافذة غرفتي. ماذا هناك؟ يا الهى! ما هذا؟ كأنها...
بالضبط، كأنها جريمة قتل، أليس كذلك؟
شهقت سارة ونظرت بسرعة وارتياب الى الصبيين.
قال ديزموند: هل تعنون ان شخصا ما قتل هذه الفتاة... ما اسمها؟ بريجيت ومن ذا يهمه قتلها؟ مستحيل!
قال بوارو: كثير من المستحيلات يحدث، خاصة قبل الافطار. هكذا يقول تراثكم: "ستة مستحيلات تقع قبل الافطار"! ارجو ان تنتظروا هنا جميعا.
دار بوارو بحذر واقترب من بريجيت وانحنى للحظة فوق جسدها فيما كان كولين ومايكل يهتزان بضحكهما المكتوم، ودنت سارة منهما وتمتمت قائلة: ماذا فعلتما؟
همس كولين: هذه الشقيه بريجيت، اليست رائعة؟ لم تات بحركة!
خكس كتى؛ل:(مطبوعه كده 👉 في الكتاب) لم ار فى حياتي احدا اشبه بحال الميت من بريجيت.
نهض بوارو قائلا: أمر فظيع!
بدت فى صوته عاطفه لم تكن من قبل. دار مايكل وكولين وقد اهتزا طربا، وتساءل مايكل بصوت منخفض: ماذا نفعل الان؟
قال بوارو: ليس انامنا ما نفعله سوى استدعاء الشرطة. هل يذهب احدكم ليتصل بالشرطة. ام تريدون ان اذهب انا؟
قال كولين: حسنا، مارايك يا مايكل؟
مايكل: نعم، لقد انتهت اللعبة الان.
ثم تقدم وهو بشعر - للمرة الأولى - بعدم الثقة بنفسه وقال: انا اسف جدا، ارجو الا تغضب، لقد كانت... حسنا، كانت نوعا من تقاليد عيد الميلاد. لقد فكرنا ان نمثل لك جريمة قتل.
-فكرتما ان تمثلا لي جريمة قتل؟ وهذا ال.. وهذا...
قاطعه كولين شارحا: انه مجرد مشهد اعددناه لنسليك به.
بوارو: اه، لقد فهمت. لقد اردتما ان تجعلانى مغفل الاول من نيسان(ابريل)، أليس كذلك؟ ولكن اليوم ليس الاول من نيسان، انه السادس والعشرون من كانون الاول (ديسمبر).
كولين: ربما لم يكن ذلك مناسبا، ولكن... لا اظنك تغضب من ذلك يا سيد بوارو. هيا يا بريجيت، انهضى، لا شك انك قد جسدت.
غير ان الجسم الملقى في الثلج لم يتحرك.
نظر بوارو اليهما بامعان وقال: الغريب انها لا تسمعك كما تبدو. أأنتما متاكدان من انها مجرد مزحة؟
اجاب كولين بامتعاض: طبعا؛ اننا لم نقصد ايذاء احد.
بوارو: فلماذا لا تنهض الانسة بريجيت اذن؟
كولين: لا ارى سببا لذلك.
صاحت سارة وقد نفذ صبرها: هيا يا بريجيت، قومى وكفاك سخافة.
قال كولين بقلق: اننا اسفان جدا بالفعل ونعتذر بصدق يا سيد بوارو.
اجاب بوارو بنبرة خاصة: لا حاجة لاعتذاركما.
حدق كولين قائلا: ماذا تعنى؟
ثم دار ثانية وصاح: بريجيت، بريجيت! ما الامر؟ لماذا لا تنهض؟ لماذا تستمر متمددة هناك؟
اوما بوارو لديزموند: انت يا سيد ورتلى، تعال هنا.
اقترب ديزموند منه فقال بوارو: افحص نبضها.
انحنى ديزموند وامسك بمعصمها، ثم حدث الى بوارو قائلا: ..............⚫⚫⚫
الجوال باظ😭صار م يشحن، التنزيل حيوقف 😢يمكن اجيب جوال جديد او اصلح هاد ف راح اتاخر عليكم شوي😔😔
Have a nice day 💕
أنت تقرأ
القاتل العاشق
Mystery / Thrillerروايه ل اجاثا كريستي طبعا كل رواياتها بوليسيه وتدور احداثها حول جريمه كل مره اقراء من رواياتها تزهلني اتمنى تعجبكم💛