الفصل الخامس: قصة الحادث المروع#

20 0 0
                                    

      إبتسمت جوري وهي تتمدد في سريرها حال إستيقاظها وقد تذكرت رد جاكسون في الليلة الماضية عندما سألته إن كان البسكويت لذيذاً وقد أخبرها بأنه ألذ بسكويت قد تذوقه بحياته..... علمت بأنه كان يبالغ بردة فعله ولكنه كان لطيفاً جداً......
ياإلهي... مازالت رائحة سترته الجميلة عالقة في أنفها.... فكرت بذلك وقد أغمضت عينيها لتتذكر ملامح وجهه وهو نائم..... إنها لن تنسى أبداً هذه الصورة النادرة التي حضرتها وقد صحبتها رائحته المثيرة العالقة في عقلها للأبد......

     كان جاكسون _ولازال_ يتسائل عن السبب الذي جعل فتاة مثل جوري تنعزل عن الناس بهذا الشكل رغم أنها لاتبدو من
النوع المنعزل.... لابد من أن الحادث المروع الذي تحدث عنه حمدي من قبل هو السبب.... ولكن مانوع هذا الحادث... وهل له علاقة بالأخت الغامضة التي لم تتحدث عنها إلا مرة واحدة وقد بدت في غاية الحزن عند ذكرها؟....

      لم يستطع التوقف عن التفكير بهذا الموضوع وهو يراقب جوري من على الشرفة في عصر ذلك اليوم وهي تجلس في
إحدى الكراسي وقد كانت على مايبدو تقرأ في كتاب لم تفهم منه شيء...... لقد كانت تنظر بصدمة إلى صورة صغيرة لفتاتين توأمتين في الثانية والعشرون من العمر وجدتها في الكتاب الذي أرادت قراءته ولم تستطع بسبب الصورة التي جعلتها تبكي بعد بعض الوقت وهي تنهض فجأة هاربة إلى غرفتها وقد وقعت منها دون أن تعلم.....

      إلتقط جاكسون الصورة الصغيرة وقد إندهش لرؤية التوأمتين المتطابقتين إلا من لون الشعر والعينين والبشرة فقط..... كانت الفتاتين من الجمال والتشابه حيث أخذ يتأمل الصورة لوقت طويل وقد فهم أن الفتاة البيضاء ذات الشعر الذهبي اللامع والعينين العسليتين والتي تشبه جوري بكل شيء هي بالتأكيد أختها التوأم روز.....
وعاد تسائله عن هذه الأخت الغير موجودة.....

      إنصدمت الجدة _وقد أتت لتبحث عن جوري التي تركتها قبل قليل تقرأ هنا_ من رؤية الصورة في يد جاكسون الذي بدى في حيرة كبيرة وهي تقول بفزع:
ياإلهي.... ما الذي أتى بهذه الصورة إلى هنا.....

      قال جاكسون وقد زادت حيرته من فزع الجدة الغريب من رؤية الصورة:
لقد سقطت من الكتاب الذي كانت تقرأه جوري وهي تجري فجأة باكية..... أيتها الجدة أنا لا أفهم شيء.... ما الذي حدث
لجوري عند رؤية الصورة... إن هذه الفتاة التي معها تكون أختها التوأم... أليس كذلك.... أرجوك. أيتها الجدة أخبريني ماذا
يحدث....

      قالت الجدة بحزن:
تفضل بالجلوس ياصغيري سأخبرك بكل شيء.... عساك تستطيع مساعدة جوري....

     جلس جاكسون بجانب الجدة وقد تملكه الفضول وفتح أذنيه بتركيز شديد ليس مع قصة الجدة بدأت الجدة كلامها بإبتسامة حزينة:
((كانتا جوري وروز أجمل فتاتين صغيرتين رأتهما عيني يوماً وقد أحبهما الجميع... ورغم تطابق شكليهما إلا أن جوري تشبه السيد عمار وكانت روز تشبه أمهما من حيث شعرها الذهبي ولون وعينيها وبياض بشرتها وقد ورثتهم منها....
     أمهما السيدة روزالين البريطانية الجنسية...... لقد تدمر السيد عمار عند موت زوجته الحبيبة وقد تركت له فتاتين بعمر الثالثة فقط.... إنشغل بعمله وترك إبنتيه برعايتي.. ومضت السنوات لتصبحا شابتين في غاية الجمال والرقة......
     وعند تخرجهن من الجامعة عملت كلتاهما في شركة والدهما وقد كانت جوري شغوفة بعملها كمرشدة سياحية... عكس روز التي لم تكن تحب هذا العمل وقد أرغمها والدها على ذلك..... وكان هذا البيت هو البيت الذي تستقبل الفتاتين السياح فيه بعد أن غادره السيد عمار إلى بيت آخر بدون الفتاتين اللاتي لم يردن الإنتقال.....
       كانت جوري من المرح واللطافة
بحيث جعلت كل من حولها سعيداً جداً.....
وخلال العامين التي عملت بهما جوري إزدهرت أعمال والدها كثيراً بسبب حب السائحين لها وقد كانو يتوافدون كثيراً
لأجلها..... كانت طفلتي المسكينة محبوبة جداً....
    إلى أن حدث الحادث الذي حرمها من أختها ودمر حياتها قبل خمسة أعوام..... ذلك الحادث الذي وقع في طريق العودة
من الرحلة السياحية إلى المناطق الجنوبية وقد ماتت فيه روز وخرجت منه جوري بأجوبة وقد أصيبت فقط بجروح في
قدمها اليسرى..... لقد حطمت الشاحنة _التي أصطدمت بهم_ السيارة التي كانت تقودها روز وجوري بجانبها.... لم تكن
ترغب روز بالذهاب لهذه الرحلة ولكنها ذهبت لأن والدها غضب منها وقد أخبرها أنها إن لم تذهب فسيعاقبها بإبعادها عن
جوري.... وقد كانت الفتاتين وكأنهما شخص واحد لاتفترقان أبدا... لم يكن لهما سوى بعضهما وقد كان والدهما بعيد
عنهما... ولهذا جوري تلوم والدها على موت أختها... وعندما علمت بموت أختها دخلت المسكينة في غيبوبة لمدة أربعة أشهر من الصدمة... ولكن عندما فاقت أخيراً كان ألم فراق أختها التوأم قد جعلها تفقد حبها للحياة.....
ومر عام كامل لم تكن جوري تتحدث أو تفعل أي شيء فيه حتى نصحنا الطبيب النفسي بمحاولة عدم ذكر أختها وإخفاء
صورها وأي شيء قد يذكرها بها عساها تتحسن..... وشيئاً فشيئاً عادت جوري للتحدث ولحياة طبيعية ولكن منعزلة
ووحيدة.... والسبب في ذلك أنتم فرقة قوتسيفين.... كنتم السبب في جعلها تتحدث دون أن تعلمون وهذا عندما أتت
صديقتها سارة في يوم ما قبل أربع سنوات وقد أعطتها مقاطع فيديو لكم _على ما أعتقد_ أعجبتها جداً ومنذ ذلك الحين وهي تتابع كل شيء يخصكم وفي وجهها إبتسامة صغيرة... وبالنسبة لي كانت تلك معجزة جعلتها تتحدث.... وها أنتم هنا الآ ن ياصغاري جعلتموها تضحك مرة أخرى بوجودكم معها....))

حياة الوحيدةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن