الفصل الثامن: عالم جديد#

17 0 0
                                    

       إبتسم جاكسون وهو يفكر بأن الحلم الذي رآه كان جميلاً وكأنه حقيقة..... فتح عينيه ليجد جوري أمامه وهي نائمة بين ذراعيه فإبتسم مرة أخرى وهو يظن بأنه لايزال يحلم.... فكر بأن ذلك يبدو حقيقياً جداً فمد يده ولمس خدها.... إن هذا حقيقي إنه لايحلم.... لقد تسلل إلى سريرها ونام بقربها وهو يحتضنها.... إرتبك وهو يفكر كيف فعل ذلك..... عليه الإبتعاد عنها قبل أن تستيقظ وتكتشف ما فعله دون قصد منه..... ماذا سيقول لها إن إستيقظت وهي بين ذراعيه؟

     كيف سيبرر موقفه؟..... تأملها وقد وجدها تبدو كالملائكة وهي نائمة بهدوء.... إنه لايريد الإبتعاد عنها.... سحب ذراعه بهدوء من تحت رأسها.... لم يستطع إبعاد فكرة تقبيلها من رأسه فقبل جبينها وخرج من الغرفة بسرعة.... دخل إلى غرفته ورمى بنفسه على السرير وهو يحاول نسيان ماحدث.... كيف فعل ذلك؟ياله من أحمق..... دفن رأسه تحت الوسادة وهو يخبر نفسه.. كيف عليه أن يواجهها الآن؟.....

      كانت الساعة قد تجاوزت السابعة صباحاً بقليل عندما إستيقظت جوري من النوم.... تلفتت حولها تبحث عنه ولم تجده....... لابد وأنه إستيقظ قبلها وغادر الغرفة....... تنهدت بإرتياح لمغادرته الغرفة
قبل إستيقاظها..... فكرت بأن ذلك أفضل.... كلما عليها فعله الآن هو التظاهر بعدم معرفتها بما حدث....

      بعد نصف ساعة دخلت جوري غرفة الطعام وهي تفكر بعبارات الإعتذار عن تأخرها على موعد الإفطار.... ولشدة صدمتها بعدم وجود أحد بالغرفة تراجعت قليلاً وفركت عينيها لتتأكد من ذلك.... لم يكن من عادتهم التأخر عن الموعد.... والأغرب من ذلك عدم وجود الجدة التي دائما تستيقظ قبلها.... وجدت من ذلك فرصة عظيمة لإعداد الإفطار لهم كمكافئة
صغيرة..... لابد وأنهم عانو كثيراً بالأمس بسببها.... فقررت صنع خبز الزبدة المحشي بالجبنة التي تبرع في صنعه وتحبه منذ أن كانت صغيرة...

       وفي تمام الساعة الثامنة دخلت الجدة إلى المطبخ وقالت بعد أن رأت جوري:
أنا متأسفة ياصغيرتي..... لا أعلم ماذا حدث لي..... يبدو أنني أصبحت كبيرة جداً.....

      ردت جوري وهي تحتضنها وتقبل جبينها:
لازلتِ جدتي الجميلة مهما حدث....

       فتحت الفرن وأخرجت الخبز وقالت:
أتمنى أن يعجبهم خبزي.... يبدو لذيذاً أليس كذلك؟...

       وجاءها الرد من باب المطبخ بصوت متحمس من فتى يبدو عليه الجوع:
نعم نونا..... إن الرائحة تزيد من جوعي....

       إلتفتت إلى بامبام صاحب الصوت وهي تبتسم وتقول:
صباح الخير بامي..... تبدو جائعاً جداً.....

      تعالت الأصوات من حولها مع إيمائة بامبام بالموافقة وقد نزل الواحد تلو الآخر وهي تراهم بسعادة يتهافتون ليعرفو مصدر الرائحة الشهية.... فأخبرتهم بأن يتوجهو إلى غرفة الطعام وستلحق
بهم مع الخبز حالاً..... وجدتهم كأطفال ينتظرون بلهفة.. فوضعت الطعام على الطاولة وهي تبحث بعينيها عن جاكسون الذي لم تراه بعد.... وجلست في مكانها المعتاد.....

حياة الوحيدةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن