الفصل الحادي عشر: القرار الصعب لإنهاء البداية#

18 0 0
                                    


    نهض جاكسون بسرعة ليلحق بجوري ولكن جيبوم أمسك بيده ليوقفه وقال:
ليس الآن جاكسون.....

    قالت سارة بحزن:
سأحاول التحدث معها.......

     كانت جوري تقف بحزن شديد على الشرفة وهي شاردة الذهن ولاتقوى على التفكير فيما سمعته من حمدي قبل قليل..
لم تكن تتوقع أبداً أن قصة حبها ستنتهي بهذه السرعة....ماذا عليها أن تفعل الآن؟...
كيف ستخبر جاكسون بأن كل شي قد إنتهى قبل أن يبدأ؟ كيف سيكون موقفه من ذلك؟.... إنهمرت دموعها على خديها بصمت وهي تتذكر الليلة الماضية وهو يحتضنها بعد أن أخبرته بأنها تحبه....تمنت لو أنها لم تخبره بذلك....تمنت لولم يخبرها بأنه أيضاً يحبها....

      تقدمت سارة إلى الشرفة ببطئ وهي تراقب صديقتها وتعلم جيداً ما الذي جعلها تنهض وتهرب بتلك الطريقة وقالت:
جوري أرجوك توقفي عن البكاء ودعينا نتحدث....

      نظرت جوري ناحية الصوت ودارت لترمي بنفسها في أحضان صديقتها وهي تبكي و تقول:
ماذا علي أن أفعل سارة؟....

     قالت سارة برقة وهي تربت على رأسها :
يمكننا ببساطة التحدث والتواصل معهم متى أردنا.....هذه ليست مشكلة يا عزيزتي تستطيعين أيضاً الذهاب لرؤيته في أي وقت.....

    ردت عليها بغضب و بصوت مرتفع ومتقطع من البكاء:
لا أستطيع فعل ذلك..... أنتي تعلمين جيداً بأنني لا أستطيع....

      توجهت إلى غرفتها وأقفلت الباب بعد أن أخبرت سارة بأنها ترغب بالتفكير لوحدها.....

     توجه جاكسون بقلق إلى غرفة جوري بعد أن أخبرته سارة بالسبب الذي جعل من جوري تتصرف بتلك الطريقة وبعدم رغبتها بالتحدث عن ذلك.....
      تردد كثيرا قبل أن يطرق باب الغرفة وهو ينادي عليها ولكن دون جدوى....
فتوجه إلى الشرفة وهو يفكر في ما قالته سارة.... كيف لم ينتبه أبداً بأنهم لم يخرجو من هذا المنزل طوال الشهر الذي كانو فيه هنا.... كان عليه على الأقل أن يسألها لِمَ تبدو خائفة طوال الوقت.....
ذلك مالم يكن يتوقعه أبداً.... بأن جوري التي كانت تحب الناس ويحبونها تخافهم وتخاف التواجد معهم الآن.....

       قرر التوجه إلى غرفتها مرة أخرى بكل عزيمة وهو مصمم على جعلها تتحدث معه مهما حدث.... ولكنه تفاجأ عندما وجدها أمامه في منتصف الشرفة وقد بدت من الحزن والخوف ما جعله يرغب وبشدة بأن يحتضنها بقوة ليبعد عنها ذلك وهذا فعلاً ما قام به فأسرع وضمها بين ذراعيه قبل أن تتحدث....

      قال لها وهو يربت على خديها بحنان ورقة:
أنا لن أتركك أبداً حبيبتي.....سأضل معك أينما تكونين.....

       أبعدت يديه وقالت:
لا يمكنك فعل ذلك....لا يمكنك البقاء هنا....
عليك أن تذهب.....

    لم يستطع تصديق ماقالته فقال:
هل أنتي جادة فيما تقولين؟....
هل تريدين مني الذهاب حقاً؟....

      لم تقم بالرد عليه لأنها لم تكن ترغب حقاً بذلك بل تمنت لو أنها تستطيع إخباره بالبقاء معها.....

     قالت وهي تبتعد عنه بضع خطوات :
لا يمكنني تدمير حياتك وجعلك تبقى هنا معي.... عليك الذهاب

     قال دون تفكير:
لا يوجد معنى لحياتي بدونك جوري.....

     قالت بغضب:
ماذا عن البقية؟.... ماذا عن قوت سيفن؟..
لا يمكنك أن تتخلى عنهم.... إن كنت تحبني أرجوك لا تفعل ذلك..... لا تترك قوت سيفن بسببي.....

     أمسك بيدها بسرعة عندما حاولت الذهاب وقال:
حسناً...لن أفعل ذلك... ولكن يجب عليك أن تأتي معنا....

      قالت وهي تبكي وتحاول إفلات يدها من قبضته:
لا أستطيع جاكسون.....أتركني....

       ترك يدها بيأس وقد لاحظ خوفها وعلم بأن لاجدوى مما يفعله ولكنه قال:
تعالي معي.....سأقوم بحمايتك....

     فهمت جوري بأنه يعلم فعلاً بخوفها.....
لابد وأن سارة قد أخبرتهم بذلك فمنذ وقوع الحادث وهي تخاف الخروج وإلاختلاط بالناس..... خوفاً لم تكن تعرفه من قبل.....

      في صباح اليوم التالي وكما وعدتهم سارة قامت بتوصيلهم إلى المطار بنفسها وقد كان الجميع يشعر بكآبة شديدة لعدم توديع جوري لهم فقد فضلت عدم رؤيتهم وهم يغادرون......
      لوحت لهم سارة بيدها بعد أن ودعت جيبوم ووعدته بأنها ستأتي إليه عما قريب دون ذكر جوري التي تمنت لو أنها تستطيع إقناعها بالذهاب معهم....
     فنظرت إلى جاكسون ووجدته وكأنه جثة تمشي على الأرض وقد ترك روحه في ذلك المنزل الذي يحمل إسم قلبه المنكسر لم يكن ذلك ما إعتاد أن يكون عليه ذلك الرجل الذي لم تفارق الإبتسامة شفتيه أبداً لم يكن جاكسون في تلك اللحظة سوى رجل عاشق تركته حبيبته دون أن يجد الفرصة للبقاء معها مما جعل قلب سارة يتقطع على هذين العاشقين المنكسرين فنزلت دمعتها على خدها بحزن وهي تراهم وهم يختفون عند دخولهم إلى صالة المغادرة.......


نهاية الفصل الحادي عشر.........

حياة الوحيدةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن