Part | 28

814 69 1
                                    

Part (28)
*———-*
‎دخلت الغرفة لكن لم تجده على السرير.. جالت بناظريها في أنحاء الغرفة لتجده يقف عند النافذة الكبيرة ويتأمل في السماء في السماء.. ذهبت إليه ووقفت بجانبه بهدوء ..
‎-ماذا تفعل؟
‎نظر لها نظرة سريعة ثم أعاد نظره للسماء.. أخذ نفسا عميقاً ثم تكلم
‎-لا شيء.. فقط استنشق بعض الهواء المنعش
‎-صحيح الجو اليوم جميل..
‎استدار لها ودنا منها ثم أخذ نفسا..
‎-امممم رائحة شهية..
‎لم تنتبه على قربه وتعليقه أو بالأصح تجاهلته فقط تذكرت ما أتت من أجله.. أبعدته عنها وامسكت بكتفيه قائلة..
‎-صحيح هل أنت جائع ؟!..
‎-أنا جائع جداً..
‎أبعدت عنه قائلة وهي متجه للباب..
‎-اذا هيا اتبعني..
‎-مهلا إلى أين أنت ذاهبة؟!..
‎استدارت نصف استدارة ونظرت إليه..
‎- ألست جائعا؟!
‎نظر لعينيها وهو يبتسم بهدوء.. لكن سرعان ما سبقته وتقدمت وهي تقول..
‎- لقد صنعت فطور عبارة عن عصير البرتقال الطازج و..
‎سحبها نحوه..
‎-لا أريد عصير البرتقال..
‎دفعها نحو الحائط بخفة وهي تتجاهل كل حركاته..
‎- اذا ماذا تريد؟!
‎اقترب منها وحجزها عند الجدار.. حاولت التملص منه..
‎- ااه ليس هناك عصير البرتقال فحسب..
‎هناك بعض..
‎-كفي عن التهرب يا فتاة!!..
‎ بتوتر قالت :
- عن أي تهرب تتكلم.. أنا لا أفهم ما تقصده أنا كنت اسألك عن ماذا تريد على..
‎وضع اصبعه على شفتيها..
‎-شششش أنا أريدك أنت.. أريدك أنت على الإفطار..
‎بلعت ريقها بتوتر وهو يقترب منها أكثر وينظر إلى شفتيها..
‎-أنا أريد الذهاب ل...
‎أمسك بكتفيها بقوة وشدها إليه.. إلا أن دموعها أوقفته عما كان سيفعله..
‎علت الدهشة والخوف تقاسيم وجهه..
‎-لين!.. هل أنت بخير؟!
بعد هذه الجملة أطلقت سراح صوت بكاءها..
‎لتزيد من توتر يوسف..
‎-يا فتاة ما بك؟!
‎لم ترد هي فقط تبكي.. لمس كتفيها برفق
‎- لين هل تأذيت؟.. هل آلمتك؟.. إن كان كذلك فأنا آسف سامحيني..
‎كانت تهز رأسها يميناً وشمالا بمعنى "لا" وهنا زاد توتر. .
‎-إذا ما بك؟!!
‎أخذ يهز كتفيها
‎-هيا أجيبي.. أخبريني ما بك يا لين؟!
‎وضعت رأسها على صدره وبدأت بالتكلم وسط بكاءها..
‎-لا أريد.. لا أريد فعل هذا يا يوسف!
‎دهش يوسف منها واستغرب.. أبعدها عنه ثم سألها
‎-لماذا يا لين؟.. لماذا؟.. ألم تكوني تريدين ذلك ها؟ اجيبيني!.. ألم تحاولي قدر المستطاع التقرب مني؟.. لقد بقيت في منزلي لأكثر من يومين وقد كنا لوحدنا!.. ألم تكوني تتمنين ذلك؟.. ألم تحاولي استغلال كل الفرص عندما نكون وحدنا؟.. ماذا الآن؟.. ما الذي تغير اجيبيني؟
‎قالت ببكاء :
-لا أستطيع!..
‎-لا تستطيعين ماذا؟
‎قالها بغضب ثم سكت قليلاً وأكمل كأنه فهمها..
‎- أو يبدو أن حبك لي قد قل
‎- لا
‎- يبدو أن الوقت الذي بقيت فيه بعيداً عنك قد أنساك يوسف!
‎قالت بنحيب :
-لاااا
‎-يبدو أنه لم يعد في قلبك مساحة لي..
‎أردفت بهيستيريا :
-لا لا ليس هكذا لاااااا
‎-اذا أخبريني لماذا؟!.. لماذا يا لين؟!.. تكلمي!..
‎أغمضت عينيها وقالت بغصة..
*——-—*
‎وصلوا للمشفى الساعة ١٠:٠٠...صباحاً
‎اتجهوا مباشرةً لغرفتها.. ليروا ممرضة تمشي أمامهما.. اوقفاها..
‎- اذا سمحت هل أفاقت المريضة الموجودة بالغرفة رقم ١٨٢؟
‎-لا أعرف يا أنسة..
‎- حسناً شكراً
‎- أعتقد أنه من الأفضل أن نذهب لها بأنفسنا
- هيا إذا .
*____*
‎-س سلوى!
‎هذه كانت بالنسبة ليوسف صدمة.. أخذ فترة ليستوعب.. ابتعد عنها وقال بإنفعال..
‎-ما علاقة سلوى؟!.. لماذا تدخلينها في كل شيء يا لين!
‎-أنا...
‎- حسبتك قد تغيرت.. لكن الظاهر أنك لم تختلفي عن ذي قبل.. كنت أعتقد أن الابتعاد سيجعلك أعقل لكن ما زلت تفكرين كالطفلة..
‎- لا يا يوسف..
‎-أعتقدت أنك ستكونين أفضل ولكن انصدم الآن بأنك لم تتغيري... هه هل كانت تلك خطة لتقتربي مني؟.. تمثلين أنك صرت شخصا آخر..
‎قالت بصدمة :
-لا لا..
‎صفق بيديه بسخرية..
‎-رائع!.. أهنئك على فشل خطتك يا لين
‎- لا لا أقسم لك أن الأمر ليس هكذا !..
‎- لا داعي للتبرير.. لقد عرفت كل شيء..
‎امسكت يده..
‎-أرجوك لا يا يوسف استمع لي..
‎سحب يده بقسوة من بين كفيها..
‎-وأيضا أردت أن أقول لك مبارك لقد خسرتي ثقتي للمرة الألف!
‎حضنته وهي تبكي..
‎- لا يا يوسف أرجوك لا تفعل هذا بي.. .
‎انتزعها من حضنه بقوة.. وقال بصراخ :
‎- وجائزتك ستكون خروجك من منزلي حالا!
‎انهارت وهي تسمع منه تلك الكلمات.. فعلا لقد طردت من هذا المنزل عدة مرات وجدران هذا المنزل تشهد على ذلك..
‎هنا فقدت لين الأمل.. حاولت السيطرة على نفسها.. كفكفت دموعها.. وأخذت نفساً
‎قالت بغصة :
-حسناً شكرا لك لاستضافتك لي في منزلك وأسفة إن سببت لك أي إزعاج.. إلى اللقاء.. أقصد وداعاً
‎بعدها نظرت ليوسف بعتاب ثم خرجت من غرفته ومن كامل بيته..
*____*
‎عندما أراد أنس فتح الباب فوجئ بالممرضة تفتح الباب من الداخل وهي تبتسم...
- اه هل سلوى بخير؟ .. هل يمكننا الدخول؟
‎-إنها بخير.. تفضل..
‎ابتسم أنس عندما قالت الممرضة أنها بخير ومن الواضح جداً أنها بخير وقد كانت إبتسامة الممرضة كفيلة لتشرح لأنس أن سلوى في حال جيدة .. دخلوا إليها..
‎كانت متمددة على السرير تنظر للسقف وهي مبتسمة..
‎كانت متمددة على السرير تنظر للسقف وهي مبتسمة..
- يبدو أنك سعيدة ما سر هذه الابتسامة يا ترى..
‎التفتت سلوى لأنس وابتسمت..
‎قالت بسعادة :
-أنس!
‎حاولت الجلوس لكنها تألمت بشدة..
‎فقال ‎أنس بخوف :
-سلوى ارتاحي لست بحاجة للجلوس!..
‎رجعت سلوى وتمددت واراحت ظهرها على سرير المشفى وهي تبتسم..
‎- هههه ما بك؟! لم تخبريني سر الابتسامة...
‎ضحكت سلوى بخفة ولكن كان واضحاً من خلف تلك الإبتسامة الألم الذي يزداد مع أدنى جهد تقوم به..
‎أشفق أنس على حالها.. وأحس بأن جسده لا يستطيع حمله فوضع سلوى كان يقطع قلبه لاشلاء..
‎-هههههه لا شيء أنا فقط كنت أتحدث مع الممرضة و..
‎توقفت سلوى عن الكلام واختفت ابتسامتها ما إن رأت اكوا التي خرجت قبل قليل من خلف أنس..
‎قالت بعصبية :
-ماذا تفعلين هنا يا مخادعة ها؟..
‎لم تستطع سلوى إكمال كلامها فقد وضعت يدها على صدرها والألم يجتاحها من كل مكان
‎-سلوى! يكفي لا تنفعلي انت ما زلت مصابة والجرح جديد.. يكفي ارتاحي لا تتكلمي!
‎-ألا يكفي ما فعلتوه بي والآن تأتين بكل جراءة وتقفين أمامي من جديد.. ااااه
‎-سلوى يكفي افهمي وضعك خطير وقد يزداد سوءا إن لم ترتاحي.. سأفهمك كل شيء لكن أرجوك ارتاحي!..
*____*
‎بعد خروجها... أمسك رأسه يحاول طرد ذلك الصداع المزعج الذي احتل عقله.. اختل توازنه فجلس على السرير مطأطا رأسه ويضغط عليه بقوة
‎يهز رجله بتوتر وغضب ويحاول تهدئة نفسه.. عندما طفح الكيل قام من مكانه وبقي يدور في الغرفة  وهو يفكر.. ثم اتجه إلى الجدار حيث احتجزها.. وضربه بقوة بقبضته..
‎-سحقا!!

I don't know where he came from! | !لا أدري من أين أتىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن