Part | 95

452 41 0
                                    

Part (95)

كور وجهها بين يديه وهو يبتسم حاول أن يقترب منها .. لكنها اقتربت منه رافضة وأرخت رأسها على كتفه وقالت :
-لا .. ليس هكذا .. أنا لا أريد منك أي شيء خصوصًا الآن وحاليًا سوى ان تحتويني وأن تساندني على الأقل كصديقة..
نظر للفراغ يحاول أن يفهم شعورها تجاهه لكن لكنه لن يستطيع هي دائمًا غامضة.. رفع يده نحو رأسها ومسد على شعرها.. وقال بلطف :
-حسنًا .. كما تريدين.. أهم ما عندي الآن أنك تحبينني كما أفعل..
-شكرًا لك
-أخبريني لماذا أنت حزينة هكذا .. ما الذي يزعجك؟
-فعلًا لا أعلم .. لكن الأمور التي حدثت في الفترة الأخيرة أعتقد أنها السبب
تنهد
-لا بأس سنتخطى ذلك
-أتعلم .. أعتقد لو كانت كيان هنا .. لفرحت عندما تعلم أننا نحب بعض..
أومأ لها وابتسم بانكسار وهو يتذكرها تمردت دمعة من عينيه .. لاحظته !. رفعت يدها .. مسحت دمعته..
-لا تبكي .. لم أكن أقصد إزعاجك أو أحزانه
-لا الأمر ليس كذلك .. لكن فكرة أنها كانت لتكون سعيدة بنا .. إنه مفرح وجميل لدرجة أني دمعت من جمالها..
ابتسمت بركود .. ثم قالت :
-زلال هل تسمح لي بأن أنام بحضنك أنا متعبة للغاية
-يبدو عليك ذلك .. لم تنامي جيدًا الايام الفائتة .. ثم بالطبع يا مجنونة!
قال آخر جملته بمزاح .. فخارت عليه بينما يحتويها كما طلبت بين ذراعيه..
......
الساعة ٩:٠٠ م
كانا يشاهدان التلفاز بملل بعد العشاء .. سلوى تقلب بالقنوات بضجر وهي تجلس في منتصف الأريكة .. وسايان يتابعها من الجهة اليمنى من الأريكة .. إلى أن انتشل منها جهاز التحكم..
دب في داخلها الغضب من فعلته .. وهي تقريبًا لم تغضب منذ مدة ليست بقصيرة .. قالت بتهجم :
-لماذا فعلت ذلك؟! اتركه حالًا أريد مشاهدة هذا البرنامج!
قالتها وهي تتجه نحوه لتأخذ الجهاز منه .. لكنه رفعه بعيدًا عنها حتى لا تصل إليه
-أيها..
مدت يدها للجهاز وهي تمسكه حتى لا يتحرك .. بديت كأنهما يتعاركان
-أعطني الجهاز!
حرك رأسه رافضًا..
اقتربت منه حتى كادت تسقط عليه وهي مصرة على أخذ جهاز التحكم..
في لحظة مباغتة رفع يده اليسرى والمواجهة لها .. ليحيط بها خصرها مقربًا إياها منه بإحكام .. منزلًا الجهاز على الطاولة..
شهقت ما إن ألصقها به .. نظرت له بتفاجؤ .. وبلعت ريقها بغرابة .. لم يتم لمسها هكذا من قبل .. شعرت بتدفق دمها بقوة وسرعة .. وشعرت بارتفاع "الادرنالين" بجسمها .. مكان يده أصبح دافئًا يبث لها إحساس مريب..
-ماذا تفعل؟ ابتعد!
قالتها محاولة الإفلات منه لكن يده متصلبة وتثبتها مكانها..
-علينا التحدث! .. هناك الكثير لأخبرك به وسأوضح كل الأمور المساءة فهمها بيننا
-ابتعد ليس الآن
-لا.. يجب علينا الحديث بها حالًا .. لا أريد للأمر أن يطول أكثر من ذلك ..
-إذًا اتركني لست مرتاحة هكذا..
نظر لعينيها .. لاحظ يدها التي تحاول فك قبضته عنها .. قام بإفلاتها..
استقامت سريعًا كأنها طير قد اطلق سراحه للتو.. ابتعدت عنه مغادرة المكان .. قال ولم يتحرك من مكانه :
-سلوى! .. أريد محادثتك تذكرين؟!
قالت مبتعدة :
-لست مجنونة ولا غبية سأذهب لأجلي بعض الماء .. اعتقد أننا سنحتاجه لجلسة طويلة ستبدأ
بعد ذهابها وضع يده على رأسها وقد ظهر توتره..
-يبدو أن الامر أصعب مما كنت أتخيل..
دائمًا ما تتصرف دون أن تنبئ بما تفعله
عادت وبيدها كأسان من الماء .. أعطته كأسه وجلست.. جلست متربعة على الأريكة تنتظر أن يبدأ..
باشر بقوله :
-في البداية قبل أن ابدأ أنا بالحديث أو سرد حكايتي .. هل لديك أي أسئلة تريدين طرحها؟
-بالطبع لدي .. عندي الكثير من الأسئلة لكن أخشى ألا تجيبني
-سلوى أنا أريد الآن أن تعلمي كل ما لا تعرفينه من الخفايا وسأحاول أن أجيبك على كل أسئلتك
-كنت تريدني لتحيي أمك من جديد .. فقبلت بذلك واستيقظت والدتك .. لما بقيت ورائي حتى بعد ذلك .. لماذا جعلتني زوجتك؟!.. إن كان كل ما تريده عودة والدتك؟! .. أريد سببًا مقنعًا لكل ما فعلته ..
-هذا ما سأوضحه الآن .. لديك سؤال آخر
-حسنًا أنتم الآن مستذئبين وأتذكر أنك أخبرتني أنكم فريدون من نوعكم؟ كيف ذلك؟
-لقد كنا ككل المستذئبين لكن السحر الذي طلبه والدي من الساحرة والذي كان ممنوعًا .. هو ما أعطاني قوة خارقة .. لقد أعطى لكل فرد من القبيلة قوى خاصة به .. وقد كنت أستطيع التخفي .. هذه القوى تتطور مع مر السنين ..لتعلو بالدرجة بمرور الوقت ..
-ربما الأسئلة الأخرى لها علاقة بالحديث الذي ترغب بسرده لذا إن كان لدي أمر ما سأقوم بسؤالك إياه بعد أن ننتهي..
أومأ لها وبدأ بـ
-إذًا لنبدأ من البداية .. حين أخبرتنا جائشة بأن نبحث عنك وأنك انت الفتاة الوحيدة التي تستطيع مساعدتنا .. ورغم أني لم أكن مقتنعًا ولا مهتمًا بذلك .. لكن كيان أصرت..فانصاعت لرغبتها وبدأنا نبحث وهم يبحثون بحماس وأنا بضجر.. إلى أن وجدك زلال.. ذهبنا إليه فأشار إليك.. علمت أن المواصفات التي طلبتها الساحرة كانت لفتاة جميلة .. لكن لم أتوقعها بهذا الجمال .. بديعة الجمال بعينيك الساحرتين .. وهما أكثر ما جذبني إليك.. كنت رائعة بمعنى الكلمة .. سحرت بتفاصيلك .. لكن ظننت أنه مجرد إعجاب ظاهري ولأن رأيت فتاة جميلة أخرى لشعرت بذلك أيضًا .. لم أبالي كثيرًا .. إلى أن قالت كيان هذه !.. كنت تبلغين وقتها الثانية عشر فحسب وكنت أنا في الخامسة عشر .. بعدها علمنا أنه علينا الانتظار حتى تبلغي ٢٥ زيادة على أننا لم  نكن عاقلين أو راشدين كفاية لفعل شيء.. فقررنا الانتظار.. وكما قلت لك سابقًا لم يهمني عودة أمي للحياة فأختي كانت تحل مكانها وخصوصًا أني لم أشعر قط بحنانها .. عدنا لمنزلنا .. وفي صباح اليوم التالي .. كان من المفترض أن يكون صباحًا عاديًا بالنسبة لنا .. لكن اليوم كان بداية الاسبوع الدراسي .. لذا فقد جاءني فضول لمعرفة كيف ستذهبين للمدرسة .. وما الذي ستفعلينه.. فتبعتك حتى مدرستك .. كنت أنيقة .. لطيفة .. مرحة .. طيبة القلب كما قالت جائشة .. ذكية .. رياضية ومرنة .. كنت تتقنين أغلب الرياضات .. كنت تحبني المزاح ولا تعجبك المشاجرات .. وكانت المدرسة تقريبًا كلها تعرفك .. اجتماعية وابنة ملياردير من أكبر التجار.. كنت قوية تتحملين كل المصاعب التي تمر بك.. أعجبت بكل صفاتك ومواصفاتك.. لا سيما ابتسامتك وضحكتك الجذابة .. لكن الأمر السيء في الموضوع هو أنك لا تعلمين بوجودي حولك دائمًا .. كنتُ أغلب الأحيان أبقى معك.. مرة في المدرسة ومرة قبل أن تنامي.. وحتى تغطي في النوم .. كنت أتأملك .. ثم أعود لمنزلي .. ومع مرور الايام أصبحت معلقًا فيك جدًا .. لا أستطيع إكمال يومي دون أن أراك.. لقد أدمنت رؤيتك.. عشت معك في لحظات فرحك وحزنك.. أفرح لفرحك وأحزن لحزنك .. وكان من المؤلم أنك لا تشعرين بوجودي.. لا ترينني ولا تعرفين من أنا .. كنت قد تعلقت بك كثيرًا والسيء أني أصبحت أغار عليك أيضًا .. صرت أكره تواجد ذكر بقربك .. والأكثر إزعاجًا أنك تضحكين معهم بكل فرح واستمتاع .. علمت أنهم أصدقائك .. لكن ذلك لم يغير حقيقة أني أنزعج لوجودهم بجانبك .. كم أردت أن أكون بجانبك بدلًا عنهم .. أن نتبادل الأحاديث.. أن نضحك كما تفعلين معهم.. لكن هيهات لم يكن ذلك ليحصل في ذلك الوقت .. والمشكلة أني نفسي كنت أكابر ولم أعترف لنفسي بمشاعري فقط أخفيتها عن الجميع وعني أيضًا .. إلى أن أتى ذلك اليوم كنت في الـ ٢٤ وقد بقي لك ٥ أشهر تقريبًا كي تدخلي في الـ٢٥ من العمر .. كان علينا إخبارك بكل شيء .. و ٥ أشهر كانت وقتًا جيدًا حتى نستطيع إقناعك بالأمر .. فبدأنا نرى خططك اليومية وما ستفعلينه خلال اليوم .. إلى أن استقررنا وفي نفس اليوم على الموعد والمكان .. وكان حديقة الحيوانات.. لا تسألي كيف عرفنا .. فبطبيعة الحال كنت أتحسس عليك .. عذرًا لهذا .. لكن كنت مضطرًا لذلك ..
...
يتبع..

I don't know where he came from! | !لا أدري من أين أتىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن