Part | 96

442 42 0
                                    

Part (96)

-..اتفقنا على ما سنفعله .. جلبنا ألعاب نارية وبعضها بدخان وأصوات مرتفعة .. ذهبنا للحديقة قبلك وما إن دخلتم حتى بدأنا عملنا .. خدرنا الحراس .. عند الأبواب وأقفلناها .. ثم باشرنا بوضع المتفجرات كما كانت تبدو .. في أماكن عديدة.. ولم انطلقنا وبدأت المتفجرات تطلق أصوات ضرب نار ودخان حتى ذعر كل من بالمكان وأصبحت الحديقة في حالة فوضى .. واستفدنا من قوة آكوا والتي تستطيع بها تغيير عمرها لأي عمر تريده لمدة ٣ ساعات .. وهناك جلست بطريقة تثير الشفقة كأنما تبحث عن أحد يؤويها أو عن أم تخلصها من هذا الرعب بالنسبة لطفلة صغيرة .. كانت الخطة أن تأتي معنا .. فعندما وصلتِ لآكوا أحدثنا هنالك إنفجار حتى لا تلاحظي أن آكوا دفعتك لتسقطي على الارض .. حينها ظهرت لك لا تعلمين حجم توتري .. وفرحي في تلك اللحظة والتي كانت أول مرة ترين وجهي فيها .. مددت لك يدي .. والذي أسعدني هو أنك نظرتي لي بإعجاب .. وأمسكتِ يدي في استحياء .. بعدها ذهبت معي دون اعترض .. وحتى وصلنا إلى الغابة سألتني إلى أين سنذهب .. لم أرد إخبارك الآن لأنك بهذا الوضع سترفضين بالتأكيد لهذا بقيت ساكتًا حتى صرختِ في وجهي .. لم أعتد أن يفعل أحد هذا لي فقد كنت ملكًا آنذاك .. حينها لم أمسك نفسي وهاجمتك وشكرت ربي ان آكوا تداركت الموضوع .. وذكرتني بأننا نحتاجك في حين أن أحد لا يعلم بمشاعري تجاهك حتى أنا نفسي .. قررت أن اختفي وأفكر قليلًا بما فعلته .. اعتدت على أن أكون حادًا مع كل من يقلل من احترامي .. لكنك كنت مختلفة ولم أعي ذلك .. لكن جزء مني كانت يتساءل لماذا فعلت هذا؟
وبعدها ذهبت آكوا .. انتظرني طويلًا أعلم .. لكن .. أنا أيضًا كنت أنتظر آكوا .. حتى بدا عليك أنك تفكرين بالذهاب .. فظهرتُ مرة أخرى وأزعجتني طريقتك في الحديث معي .. لم أرك تتحدثين مع أي شخص بهذه الطريقة سوى من تكرهينه.. لهذا شعرت أنك تكرهينني ولهذا أصبحت حادًا لاذعًا معك .. لكن ما إن خرجت آكوا من بين الأشجار وكدت تصرخين لست أعرف لكن أعتقد أن عواطفي حركتني وقتها .. وقلت لا تخافي أنا معك .. وهذا ما لم يرغب عقلي بقوله .. بل قلبي أراده.. أُغمي عليك.. اصطحبتك لمنزلي .. أيضًا حاولت التعامل معك بلطف شعرت بارتعابك.. عند ذهابي للاستحمام .. وعند دخولك عليّ .. ابتسمت .. لا أقصد شيئًا لكن الموقف كان مضحكًا بطريقة ما .. على أي حال .. حصلت الكثير من الاشياء منذ ذهابي لزلال وحتى آخر يوم قبل هروب.. كنت طبيعيًا معك لدرجة اللطف نوعًا ما..لكن عندما هربتي! .. كان شعورًا سيئًا جدًا .. غضب اجتاحني وأنا أفكر بطريقة تسللك للخارج .. كما لو كنت تخدعيننا باللطف وتقربتي من أفراد عائلتي حتى تكسب ثقتنا ثم تفري هاربة .. سيطرت على نفسي وبدأنا نبحث عنك .. عن طريق رقم هاتفك إلى أن وجدناك في المطعم .. لم يكن لدينا خيار سوى اختطافك بالفعل! .. لأنك تعلمين أننا نريدك وسنبلغكم عنا فورًا .. أحضرناك لمنزلي.. كنت تصرخين بقهر .. خرج الجميع وزاد حالك سوءًا لقد انفعلت بشدة آنذاك .. خرجت عن طوري .. هل تعلمين لماذا؟ .. لأنني أحبك !.. أحبك لكن لم أعلم ذلك! ..وصراخا في وجهي لم يجرح فقط كبريائي بل جرح قلبي .. كنت تصرخين ويضربني وما زاد غيظي أنك لم تفعلي هذا لأي شخص آخر .. كل الشباب حولك تضحكين معهم وتستمتعين بوقتك .. إلا أنا تصرخين وتظلين غرضبة وأنت تعلمين الآن أني كنت أغار عليك بشدة .. وأكره تواجد الذكور حولك .. الآمر لم يتوقف عند هذا بل وتذكرت كل المواقف التي تعانقين فيها أصدقائك والتي يحملونك فيها كنتِ معهم سعيدة ولكن معي لا .. لقد عميت ساعتها .. ومن قهري بدأت أضربه بكل قوة ولم أعي أنك أمامي .. وكلمة حقير أصبحت تتردد في مسامعي لا أسمع غيرها ولا أرى سو غضبي وتلك المشاهد .. لدرجة أني في لحظات تخيلتك احدى أصدقائك.. لا تعلمين كم ندمت بعد أن استوعبت ما يحصل .. وحتى تلك اللحظة التي استطاعت كيان أن تكتشف حبي لك .. كانت مشاعري تتخبط وفضلت البقاء وحيدًا .. تعلمين أنه لولا كيان لما استطعت أن أخبرك بأي شيء الآن .. هي من شجعتني وعلمتني ما الطريقة الصحيحة للتعامل معك .. وعند رؤيتي للأذى الذي سببته لك .. وكانت دموعك تتساقط وقتها ..شعرت بألمك .. علمت كم آذيتك .. أردت إن أكفر عن خطئي لكن لم أعلم كيف أفعلها.. لذا أريد أن أعتذر لك من كل قلبي على ما فعلته في حقك .. وأني .. أني .. آه آسف! .. آسف على كل الآلم الذي سببته لك .. على كل المشاعر السيئة التي جلبتها .. على كل الليالي المريرة التي مررت بها بسببي .. آسف على كل شيء .. أرجوك سامحيني .. وصدقيني أنا أحبك بكل حواسي بكل ما فيّ .. أريدك معي وأن تكوني زوجتي بالفعل .. أريد أن نكون سعداء .. أقسم أنها ١٣ سنة وأنا معجب بك وأحبك بجنون .. لا تعلمين كم من الوقت وأنا محروق أنتظرك!.. وفي المقابل فقط أريدك بجانبي .. أتمنى أن تقبلي اعتذاري .. أنتي لا تعلمين كم كان صعبًا البوح بهذا ونطق هذه الكلمتين " آسف وأحبك"
أنهى كلامه وكله أمل أن تقبل اعتذاره وترضى بع وتتفهم حاله..
هي كانت تسمع كلامه إلى أن انتهى .. نوعًا ما كلامه أثر بها .. يبدو صادقًا بطريقة ما .. كانت تتخيل ١٣ سنة وهو يحبها ولم تشعر به .. استقامت منسحبة ببطء وحيث كان ينتظر أي كلمة منها .. قالت مغادرة :
-أنا سأذهب لأنام
ذهبت .. تنهد بتعب .. هل يمكن أن كل ما قاله لم يؤثر فيها ولو قد أنملة .. رتب الغرفة وبعد دقائق .. صعد هو أيضًا لينام.. وصل الغرفة رأها.. كانت نائمة بعمق أو ربما ليست كذلك قال بنفسه :
-'يبدو أنها متعبة من كل هذه الاشياء الجديدة التي عرفتها اليوم فنامت بسرعة'
لكنه مخطئ.. لأن النوم لا يطرق باب المهمومين الغارقين بأفكارهم .. اقترب من السرير حتى يأخذ وسادة وغطاء لينام على الأريكة كالعادة.. لكن أوقفته عندما ندهت على اسمه .. نظر لها كان ظهرها يواجهه فلم يستطع رؤية عينيها المترددتين وهي تقول :
-يمكنك النوم على السرير!
هل فعلًا ما سمعه صحيح؟ .. هل هو حقيقة؟ .. أخيرًا قبلت أن ينام بجانبها .. لم تكن ردة فعله مبالغ فيها بل لم يجبها أساسًا.. صعد على السرير بجانبها .. واستلقى قريبًا منها لم يرى كيف أغمضت عينها خوفًا ولم ترى كيف كان يحذر من أن يلامسها.. قلوبهما ترتجف توترًا لم يسبق لهما فعل ذلك .. كان شيئًا جديدًا بالنسبة لهما هما الاثنين .. كان يفكر ويقول لنفسه ..
-'لم أكن أفضل أن ننام معًا من الآن .. ليس لشيء لك يا سلوى تعلمين أني مستجد في هذا .. وتعلمين أني مُنِعتُ عنك لفترة طويلة .. ولا أستطيع التنبؤ بأفعالي .. أخاف أن أقوم بتصرف خاطئ يزعجك!'
تنهد بضيق .. واستدار للجهة الأخرى مغمضًا عينيه محاولًا النسيان إلى أن خلد للنوم.. أما سلوى فلم يغمض لها جفن ولم تستطع النوم براحة لأنها قلقة من أن تستلم وتنام ويحدث شيء ليس في الحسبان..
...
الساعة ٩:٤٠ م
أنس الآن في مكان لم يزره منذ مدة طويلة .. في الحانة هناك وأمام الطاولة الطويلة التي تقابلها كراسي تشابهها في الطول ومن الجهة الأخرى النادل والمسؤول عن المشروبات .. جلس على أحد الكراسي وهو يضع رأسه بين كفيه بتفكير .. قطعه النادل بقوله :
-ماذا تريد أن تشرب يا سيد؟
رفع رأسه نحو النادل .. كان سيخبرك أنه لا يريد شيئًا لكنه فكر قليلًا ثم قال بهدوء :
٠أعطني مشروب "الفودكا" لكن أعطني جرعة خفيفة!
-حسنًا
بدأ يتلفت حوله يبحث عن فريسة وحيدة ليفترسها بسرعة..
...

I don't know where he came from! | !لا أدري من أين أتىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن