الليلة الخامسة

1.8K 181 30
                                    

" ديميني تاي تاي مُتْعِب "

تَحْدُث بِنَفْس مُتَقَطِّع ، يَلْهَث وَكَأَنَّهُ كَانَ يَجْرِي لاميال

تَوَقَّف غَيْر مُعِيرٌ اهتماماً إلَى أَخِيهِ وَجَلَسَ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ الْخَالِي الَّذِي كَانَا يَمْشِيَان بِه

تعرقة الْبَارِد و تَنَفُّسُه الْمُضْطَرِب و لَوْن بَشَرَتَه الَّتِي بَاتَت شاحبة دَلِيلٌ عَلَى مُدًّا تَعَبِه وَرُبَّمَا مَرَضِه

لَمْ يَعُدْ بحيويتة الْمُعْتَادَة وازعاجة اللَّطِيف

جيمين لَاحَظ أَخِيه المتعب و لَمْ تَغِبْ عَنْه حقيقة كَوْنِهِمْ لَمْ يَأْكُلُوا شَيْءٍ مُنْذُ يَوْمَيْنِ وَهَذَا هُوَ الْيَوْمَ الثَّالِثِ وَاَلَّذِي قضوة بِالسَّيْر مبتعدين عَنْ مَكَانِهِمْ السَّابِق

الْجُوع أَمَر سَيِّء

الْجُوع شُعُور قَد يَجْعَلَك تَفْعَل أَيِّ شَيْءٍ

أَيِّ شَيْءٍ من أَجْل الطَّعَام

بِنَفْس الْوَقْت الْجُوع يَجْعَلَك تُشْعِر إِنَّكَ عَلَى حَافَّةِ الْمَوْت ، تُشْعِر وَكَان رُوحَك تَسْلُب بِبُطْء خُصُوصًا عِنْدَمَا تَقُوم بِعَمَلٍ مَّا يَسْتَلْزِمُ طَاقَة مِنْك

هَذَا مَا كَانَ يَشْعُرُ به الطِّفْلاَن

الْجُوع . . . . الْجُوع الَّذِي يَأْتِي مَعَهُ تَعِب و إرْهَاق و شُعُور قَرِيبٌ بالانهيار

وَلَا يُعْرَفُ هَذَا الشُّعُور إلَّا مِنْ يجربة ! !

" تاي تاي أَبْقَى هُنَا "

سَار مبتعدا عَنْ أَخِيهِ نَحْو أَيِّ مَكَان قَدْ يَجِدُ به طَعَامًا لَهُ وَلِأَخِيه

فِي الشَّارِعِ حَيْث يَقِف شابان يَبْدُو أَنَّهُمَا فِي الجَامِعَةِ

اتَّجَه نَحْوِهِمَا بِمَا أَنَّهُمَا أَوَّلُ مَا وَقَعَ عَيْنَيْه عَلَيْه

كَان يُحَارِب دُمُوعُه مِن اجل أَنْ لَا تَسْقُطُ

وَقَف إمَامِهِمَا وَهُمَا أَيْضًا انْتَبَهَا لِأَمْرِه

رَفَعَ رَأْسَهُ نظراً لِطُول قامتهما

فِي تِلْكَ اللَّحْظَةَ تَوَسَّعَت أَعْيُن الشابان عَلَى رُؤْيَةِ شَكْل جيمين

انا أولاً ... أُقّتُلنِيِ أولاًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن