حسيت بالضيق أول ما شُفت جينا – أختي – بتتصِل بيَّا، كان المفروض توصَل الكابينة بعربيتها قبلي بأكتر من 20 دقيقة، بس على ما يبدو إني بطريقةٍ ما قدرت أوصَل قبلهم
رديت عليها وأنا حاسَّة بالدهشة: " هاي، إنتي فين؟ "
كُنت قلقانة تكون تاهِت أو دخلت من طريق غلط أو حاجة، ودا هيكون شيء طبيعي، جينا عندها مشاكِل دايمًا في الإحساس بالاتجاهات
كُل اللي سمعته كان شوشرة مش واضحة دامِت للحظات قبل ما الخط يتقطَع، عمومًا إحنا في منطقة نائية ودا كان شيء متوقِّع، يمكِن لو رجعت تاني للطريق الرئيسي الشبكة هتكون أحسن!
الكابينة بتاعتنا اللي بنقضي فيها الأجازات كانت على بُعد 3 ساعات من أقرب مدينة، في أكتر مكان نائي ومتطرف في الولاية كُلها، الطريق الوحيد اللي بيوصَّل ليها هو طريق تُرابي قديم وغير مُمَهَد، بس بالنسبة لينا.. دا كان المكان المُناسِب والمهرب الوحيد من دوشة وزحام الولاية في ليلة راس السنة
كُنا مخطَّطين نسوق عربياتنا سوا لحَد ما نوصَل هنا، بس أنا إتأخّرت شوية في الشُغل كالعادة، وهُمّا قرروا يسبقوني، الغريب.. إن أنا وصلت قبلهم، رغم إنها طالعة على الطريق قبلي
بمُجرَّد ما الشبكة إتظبطت شوية في تليفوني، اتصلت بجينا مرة تانية، المرة دي أول ما ردَّت عليَّا عرفت هي أد إيه متوتِّرة، كانت خايفة وأولادها الإتنين بيعيَّطوا في الخلفية، وهي بتحاوِل تسيطر على الأمور
سألتها وأنا قلقانة جدًا: " جينا، إيه اللي بيحصَل؟ "
قالت: " أنا.. أنا خبطت حاجة على الطريق "
سألتها: " خبطتي غزال يعني أو حاجة زي كدا؟ "
" مش.. مش عارفة، أنا راسي إتخبطت خبطة قوية لمّا عملنا الحادثة، مش عارفة أنا خلطت إيه بالظبط، بس.. بس هو وقع في الخندق اللي على جانب الطريق "
صوتها كان بيترعش مع كُل كلمة بتنطقها، مش عارفة دا بسبب الإصابة ولا بسبب الحادثة اللي هي عملتها، بس صوتها كأنها على وشك تعيّط
" جينا، إنتي بخير؟ "
قالت بتردُّد: " آه، أنا بس مصدومة شوية، بس.. "
سكتت فجأة، كانت بتبعِد عن العربية شوية عشان الأولاد ميسمعوهاش
بصوت واطي قالت: " أنا مش عارفة أدوَّر العربية تاني، مُمكِن من فضلِك تيجي تاخدينا؟ الدنيا ضلمة والولاد خايفين جدًا "
" آه طبعًا، إنتم فين؟ "
" في مُفترَق طُرق في نُص شارع جلوفر تقريبًا، بس الـ.. "
سكتت فجأة قبل ما تكمّل جُملتها، فيه حاجة حصلت خلتها سكتت، سألتها: " جينا، إنتي كويسة؟ "
