بارت 1

6.8K 206 30
                                    

" والدك هيرجَع يعيش معانا تاني كمان أسبوعين "

كان عندي 12 سنة لمَّا ماما بلَّغتني بالخبر دا، الخبر اللي بدأ كُل حاجة، كانت بتشتغَل في ورديات ليل في مطعم محلي، وكانت بتقلق عليَّا لمَّا بتسيبني في البيت لوحدي بالليل، أعتقد إنها شافِت في والدي الحل المُناسِب عشان تبقي متطمِّنَة عليَّا، والدي اللي سايبنا من سنين طويلة، بس على أي حال قرَّرت أسكُت، الأمور بتكون أسهل لو سكت

تاني يوم، في طريقي وأنا رايح المدرسة، شُفت ست واقفة بعيد، كانت واقفة على الرصيف ومش بتتحرَّك، يمكن على بُعد 200 متر تقريبًا، كانت واقفة في وشي، باصَّة ناحيتي، مش قادر أشوف ملامحها لأن شعرها الأسود الناعِم كان بيطير على وشها بسبب رياح الشتا الباردة، كانت لابسة فستان أبيض طويل، ومش لابسة حذاء في رجليها، تردَّدت شوية بسبب وقوفها في طريقي، في النهاية قرَّرت ألف وأروح المدرسة من طريق تاني عشان أتفاداها، والحقيقة إني مشُفتهاش تاني اليوم دا

لكن شُفتها تاني يوم، المرة دي كانت واقفة بتبُصلي من ورا شباك في الدور التاني في بيت صُغيَّر قديم مهجور على جانب الطريق، حاولت أبُص بعيد عنها، بس عينيَّا غصب عني كانت بتتشد ناحيتها، بشرتها الشاحبة ووشها اللي ملامحه مش واضحة أوي كانوا بيشدوني ليها غصب عني، حاولت أقاومها لأطول وقت مُمكِن، أثناء عودتي للبيت كُنت بفضَل باصِص في الأرض من أول ما أخرُج من المدرسة لحَد ما أوصَل البيت، مش برفَع راسي إلا ما أتطمِّن إن باب البيت مقفول

الأمور فضلت ماشية بالشكل دا لمُدة أسبوعين، كُنت بشوفها كُل يوم من بعيد، ساعات واقفة في شباك البيت القديم المهجور، ساعات واقفة بين الشجر، وأحيانًا بتكون واقفة على جانب الطريق عادي، عُمرها ما حاولت تتعرَّض ليَّا جسديا ولا حتى كانت بتتحرَّك أصلًا، بس خوفي وعدم ارتياحي ليها كانوا بيزيدوا مع مرور كُل يوم، حاولت كتير أتجاهلها، بس دا تقريبًا كان شبه مُستحيل

لحَد اليوم اللي والدي انتقل فيه عشان يعيش معانا في البيت، دا كان اليوم اللي هي قرَّرت فيه إنها تقرَّب مني خطوة، كانت واقفة أدامي على الرصيف زي أول يوم شُفتها فيه، المرة دي كانت أقرَّب، وكانت مُبتسِمَة ابتسامة مُخيفة، سنانها كانت بيضا زي بشرتها، ومُدبَّبة زي أسنان الحيوانات، كانت مُبتسمة وكأنها بتستعِد عشان تعضني في أي لحظة، ما إتحركتش إلا ما أنا بدأت أجري، بدأت أجري في شوارع وأزقة جانبية عشان تتوه مني، حاولت أبعد عنها، مكُنتش عايز أضيَّع وقتي وأبُص لورا عشان أتطمِّن هي بعدت ولا لسَّه ورايا، أنا كدا كدا حاسِس بحضورها قوي وقُريِّب، مش مُهم أنا بجري بسُرعة أد إيه، كُنت دايمًا حاسِس بحضورها، كُنت عايز أوصَل البيت عشان أقفل الباب عليَّا وأرتاح منها، بس في نفس الوقت أنا كُنت خايف أروَّح.. لأني عارف إني هضطر أواجه بابا هنا

قصص رعب 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن