بارت 9

660 65 5
                                    

هاي.. أنا صامويل، عندي 21 سنة، وأكتر حاجة بحبها في حياتي هي السفر والتنقُّل من بلد لبلد، واستكشاف البلاد الجديدة، لكن طبعًا الواحِد لمَّا بيعمِل حاجة لفترة طويلة بيزهَق منها، ودا اللي حَصَل فعلًا.. بعد شوية زهقت من الأماكِن المُعتادة اللي كُل الناس بتسافِر ليها، وكُنت بدوَّر على رحلة لمكان يكون مشوِّق ومُمتِع وجديد.
خطتي كانِت إني آخد شنطة صُغيَّرة وأسافِر لدول جنوب شرق آسيا لعدة شهور، في البداية.. كُنت مُتخيِّل إني هقضي تجربة جديدة وأرجَع مرة تانية لشغفي بالسفر للبلدان البعيدة، أرجع تاني أتسلَّق الجبال وأقابل ناس عشوائية وأتعرَّف على ثقافات جديدة.
وجهتي الأولى كانت.. الصين، الطيارة نزلت في بكين، وزي ما قُلتلكُم، كُل اللي معايا كان شنطة صُغيَّرة جدًا، قعدت لمُدة يومين في بكين في فُندق صُغيَّر، بس أنا مش جاي هنا عشان أقعد في مدينة واحدة، أنا جاي أستكشف بقية المُدن، أزور القرى الصُغيَّرة، والجبال والسهول المهجورة.
كان عندي فكرة هتضمَن لي مُتعة وتجربة لا تُنسى ونسبة نجاحها كانت 100%، وهتحوِّل الرحلة العادية دي لمُغامرة مُمتِعة، فكرتي سهلة وبسيطة، أنا هركَب أول أوتوبيس أشوفه، من غير ما أعرف هو جاي منين أو رايح فين، وبكدا أبقى ضمنت رحلة مضمونة لأماكِن غامضة في الصين، وهفضَل في الأوتوبيس لحَد ما يوصَل للمحطة الأخيرة، هنزل أستكشف المكان براحتي وأقضي فيه وقت مُمتِع، ولمَّا أخلَّص، هركَب أوتوبيس تاني من غير ما أعرف برضُه هو رايح فين أو هيُقف إمتي.
بعد كام أسبوع.. لقيت نفسي في منطقة ريفية على حدود الصين، منطقة تقريبًا مفيش أي سُيَّاح بيجوها أو بيزوروها، بس أنا كُنت في قمة سعادتي وأنا بتجوَّل بين القُرى الصُغيَّرة وبتفرَّج على عادات وتقاليد الريف الصيني.
لحَد ما في يوم من الأيام، كُنت كعادتي راكِب أوتوبيس غامِض ومش عارف رايح فين، الأوتوبيس كان مليان ناس، لحَد ما في محطة من المحطات.. كُل الركاب نزلوا وسابوني قاعِد لوحدي، في البداية كُنت قلقان، لكن بعد حوالي 6 محطات، مجموعة كبيرة من الناس ركبت، وفجأة.. الأوتوبيس كُله إتملى.
بس الغريب، إن بعد شوية.. بدأت ألاحِظ إن الرُكَّاب كُلهم وبلا أي استثناء كانوا بيبصوا ناحيتي بشكل غريب، الغريب إن الكُرسي اللي جنبي فضل فاضي على الرغم من إن أكتر من واحد فيهم كان واقِف طول الطريق.
في المحطة اللي بعد كدا، ركبت أجمل بنت صينية شُفتها في حياتي، كانت بتتصرَّف بشكل طبيعي لحَد ما شافتني، فجأة عينيها بدأت توسَع وجسمها بدأ يترعش من الصدمة، قربت مني بتردُّد وقعدت جنبي وهي مُرتبِكَة، وفي الحقيقة.. طريقتها خلتني أنا كمان مُرتبِك.
بعد دقايق قربت مني ببطء وهمست وكأنها مش عايزة حد تاني من رُكَّاب الأوتوبيس يسمعها وهي بتسألني: " إنت عارف إنت رايِح فين؟ "
ابتسمت وأنا بقول بفخر: " معنديش أي فكرة، أنا بستكشف المُدن والقُرى الصينية، بركَب الأوتوبيسات من غير ما أعرَف رايحين فين "
قالت بتوتُّر: " طيب.. أنا لازم أحذَّرَك.. عشان إنت فعلًا في خطر "
سألتها بدهشة: " ليه؟ "
وبدأت تشرَح: " المحطة الجاية هي آخر محطة، نهاية الخط، ودي قرية صُغيَّرة على حدود الصين سُكَّانها بدائيين شوية، بس الخطير في الموضوع هو السمعة اللي طالعة عليهم، بيقولوا إنهم بيستنوا السُيَّاح اللي زيَّك كدا أو اللي بيتوهوا وسط الجبال، وبيقولوا كمان إنهم.. إنهم أكلة لحوم بشر "
مكُنتش مصدَّق اللي بسمعه منها، في البداية.. تخيَّلت إنها كانت بتهزَّر، بس لأ.. ملامحها كانت جادة ومش باين عليها إنها بتهزَّر نهائيًا.
قُلتلها بعد تصديق: " إنتي أكيد بتهزري! "
قالت بجدية: " كُل حرف قلتهولك حقيقي، لو إنت فعلًا عايز ينجو من الموت، لازم تصدَّق كُل حرف سمعته مني، المنطقة كُلها بتردِّد قصص وأساطير مُخيفة عن اللي بيحصَل في القرية دي، صدقني.. كُلهم هناك أكلة لحوم بشر "
كانت بتتكلِّم بثقة جدًا، ودا معناه حاجة واحدة بس.. إنها صادقة في كلامها.
قالت وهي بتتلفِّت حواليها: " لو مش مصدقني، شوف بنفسَك.. كُل الرُكَّاب دول من سُكَّان القرية دي "
بدأت أبُص حواليا عشان ألاحِظ للمرة الأولى إن الرُكَّاب دول كُلهم بيبصولي بطريقة غريبة، عينيهم بتلمَع بجوع وشهوة.
كملت كلامها: " بمُجرَّد وصول الأوتوبيس للمحطة هتكون ملكهم وبتاعهم، محدش هيقدَر ينقذك منهم، ساعتها.. هتتحوَّل لوجبتهم الجديدة "
جسمي كُله كان بيترعش، قلبي كان هيُقف من كُتر الخوف، العرق البارِد مالي جسمي كُله، عينيهم كانت بتلمَع بشهوة وجوعهم بيزيد، كان لازم ألاقي طريقة أهرَب بيها منهم قبل ما الأوتوبيس يوصَل القرية.
فجأة.. سُرعة الأوتوبيس بدأت تنزل، كان بيبطأ شوية بشوية وهو ماشي في طريق مش مُمَهَّد.
البنت همست بخوف: " دي فرصتنا الوحيدة.. يلا بينا "
مسكت إيدي وجرينا ناحية الباب الخلفي للأوتوبيس، بسُرعة جدًا.. وقبل ما أي حد من باقي الرُكَّاب يلحَق يتصرَّف، فتحنا الباب عن طريق فتحة الطوارئ، ونطينا منه وهو ماشي، وقعنا على الأرض بقوة ورا الأوتوبيس.
من حُسن حظنا إنه كان طريق ترابي مش مُمَهَّد عشان كدا الوقعة كانت هادية ومش مؤذية، وقفت بسُرعة وبدأت تجري على جانب الطريق، شاورتلي بإيدها.. وبدون تفكير بدأت أجري وراها.
جرينا وسط الجبال بعيد عن الطريق، كُنت سامِع من ورايا صوت الرُكَّاب وهُمّا بيصرخوا بغضب، في النهاية.. وقفنا على جنب وإحنا بنتنفِّس بصعوبة.
الأوتوبيس بعد عننا بمسافة كافية، مكُنتش مصدَّق إني قدرت أهرَب منهم، قعدت على صخرة كبيرة عشان آخد نفسي، كانت واقفة أدامي وهي بتضحَك، بس ضحكتها كانت مش طبيعية، فيه حاجة غَلَط.
سألتها بخوف: " بتضحكي على إيه؟ "
قالت من وسط ضحكاتها: " عشان دلوقتي هقدر آكل لوحدي "
.
.
.
خدها قاعدة في حياتك.. مش كل اللي بيمدلك إيده عشان يساعدك بيحبك وناويلك على خير
ساعات هيكون بيساعدك دلوقتي عشان يورطك في حاجة أكبر
أو بيساعدك دلوقتي عشان خير ليه هو مش ليك انت
خليها قاعدة دايمًا أدام عينيك.. مش كُل اللي ماددلك إيده عايز مصلحتك
.

#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم

قصص رعب 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن