بارت6

828 67 2
                                    

أنا موظّف طوارئ، ومن واقع خبرتي.. هقدَر أقولك بمُنتهى الثقة إن أنا سمعت جميع أنواع المُكالمات اللي مُمكِن حد يتخيّلها، عارف إن أغلبكُم مستغرَب اللي بقوله أو مُمكِن يكون حتى مش مصدقه، أنا هحكيلكُم كُل حاجة، بس في البداية كدا خليني أوضّح حاجة مُهِمَة.. كُل الأسماء اللي هنا متغيَّرة عشان حماية هويات الناس، المكان اللي حصلت فيه الأحداث مش هقول اسمه، ولا هقول اسم المدينة، البلدة، أو حتى الحي..
وظيفتي هنا هي إني أرد على المُكالمات، آخد البيانات بتاعة المُتصِل كلها، وأبلّغ بيها الجهات المُختصّة سواء كانت شُرطة، إسعاف، أو مطافي، بشتغل 12 ساعة في اليوم، وخلال الوردية الواحدة مُمكِن أستقبل في حدود من 200 لـ 300 مُكالمة، لمَّا بدأت أشتغَل هنا، قالولي إن فيه 3 مُكالمات عُمري ما هنساهم، أول مُكالمة ليَّا، آخر مُكالمة ليَّا، وأكتر مُكالمة مُخيفة هستقبلها، ودي اللي جاي أحكيلكُم عليها النهاردة..
اليوم دا كُنت بشتغَل عادي زي أي يوم، ماسِك وردية ليل، يعني بشتغَل من 6 مساءً لـ 6 صباحًا، جهزت العشا وشربت قهوتي وكُنت جاهِز للشُغل، بدأت أستقبِل مُكالمات، كانت ليلة عادية، أول مُكالمة كانت عربية إتقلبت والسوَّاق مش عارف يخرُج منها، وبعد كدا مُكالمة من ولد بيشتكي إن والده بيضرب والدته، بعد كدا مُشكلة بين إتنين على مكان ركن العربية، مكانش فيه حاجة مُهِمة يعني، فرانك مده عليَّا من مكتبه وهو بيقول: " شكلها ليلة هادية يا فرانك "
ضحكت وأنا بقوله: " طالما قُلت كدا يبقي مش هنخلَص وهتكون ليلة طويلة "
ضحك هو كمان ورجعنا نكمِّل استقبال المُكالمات بهدوء مرة تانية، الغريب إن الليلة فضلت هادية بشكل مش طبيعي، حتى قُرب مُنتصف الليل لمَّا الجو بيهدا والمُكالمات بتقِل، كُنت على وشك أسخَّن العشا بتاعي لمَّا التليفون رن، بصيت حواليّا، كُلهم مشغولين في استقبال مُكالمات، أنا اللي لازم أستقبل المُكالمة دي، تنهدت بملل وقعدت عشان أرد: " ألو، 911.. إيه حالة الطوارئ اللي عندَك؟ "
مفيش رد.. سألت مرة تانية: " 911.. إيه حالة الطوارئ اللي عندَك؟ "
للمرة التانية مفيش رد، عملت بحث عن مكان الاتصال باستخدام رقم التليفون، فوجئت إن المُكالمة من الحي بتاعي، بس عادي.. دي مش أول مرة أستقبِل مُكالمات من هناك
عليت صوتي شوية وأنا بسأل: " 911.. إيه حالة الطوارئ اللي عندَك؟ "
فجأة.. الخط إتقطَع، البروتوكول بيقول إني لازم أتصل مرة تانية، وفعلًا اتصلت.. لكن الغريب إني إتحولت للبريد الصوتي، ساعات دا بيحصَل، لكنه يفضل شيء غريب، قفلت الخط وقرَّرت أتجاهَل الأمر كُله، بمُجرَّد ما قفلت الخط، التليفون رن مرة تانية، كان نفس الرقم، رديت بسُرعة: " 911.. إيه حالة الطوارئ اللي عندَك؟ "
تاني.. مفيش رد، بدأت أحس بالغضب، قُلت: " طيب، لو إنتم مجموعة من الأطفال وشايفين إن دي حاجة لطيفة وإن دا مقلب، فلازم تعرفوا إن الوضع دا لو إتكرَّر هبعت عربية شُرطة.. فاهمين؟ "
إستنيت أي رد، لكن مفيش حاجة.. قٌلت تاني: " ألو.. حد هنا؟ أنا.. "
قاطعتني صوت صرخة جمدت الدم في عروقي، رجعت لورا على الكُرسي فجأة والسماعة اتخلعت من على راسي، ركبت السماعة مرة تانية وأنا بحاول أتماسَك وبقول: " ألو؟ ألو؟ حد معايا؟ "
حاولت ألاقي إجابة لكن كُل اللي كُنت سامعه كان صريخ واحدة مرعوبة، كأن حد بيعذبها بوحشية، كانت بتعيَّط، كان صعب أحدِّد لو بتصرُخ بخوف ولا بتحاول تقول حاجة، ناديت عليها: " ألو؟ حضرتك سامعاني؟ ألو؟ "
الخط إتقطَع مرة تانية، المرة دي قرَّرت أبعت عربية شُرطة لهناك بسُرعة جدًا
بدأت أكتِب التقرير بتاعي:
المكان: (...)
المُشكلة: (اعتداء واحتمالية وجود إصابات)
ملحوظات: (الموظَف كان قادر يسمَع صوت صرخات، الموظف مقدرش يعرف أي معلومات من المُتصِل، المُتصِل قفل الخط فجأة، الموظَف هيحاوِل يتصل مرة تانية)
بعت التقرير لأقرب عربية شُرطة، ورجعت حاولت أتصل تاني.. وتالت.. ورابع.. لكن للأسف بدون فايدة، مفيش رد، حدثت التقرير وزودت جٌملة: (الموظَف غير قادر على إعادة الاتصال "
ردوا عليّا إنهم في الطريق لهناك، بدأت أتابعهم على الخريطة، التليفون رن تاني، رديت على المُكالمة فورًا وقبل ما أنطَق بولا كلمة سمعت صوت الست دي مرة تانية وهي بتصرُخ، حاولت أكلمها: " ألو؟ حضرتك سامعاني؟ "
صرخت فيَّا: " ساعدني! ساعدني! حد يساعدني! "
رديت بقلق: " المُساعدة جاية لحضرتك في الطريق، قوليلي إيه اللي بيحصَل عندك؟ "
" هو هنا، هو هنا، هو هنا، هو هنا "
سألتها: " هو مين اللي هنا يا فندم؟ "
" أنا هموت.. هموت، أنا هموت.. همووووت "
قُلتلها: " مش هتموتي يا فندم، أنا هفضَل معاكي على التليفون لحَد ما المُساعدة توصَل، هُمّا خلاص في الطريق "
حاولت أعرف منها معلومات أكتر، بس مكُنتش قادر أوصَل لأي حاجة، فجأة.. سمعت صوت غريب ومُخيف جاي من بعيد: " آبييييجييييل، يا آبييييجييييل، إنتي مُختبئة مني فين؟ خلينا نلعَب لعبة حلوة سوا، مش عايز ألعب إستغماية أنا "
سألتها: " هو حضرتك اسمك آبيجيل؟ "
" أيـ.. أيوه "
" طيب يا آبيجيل اسمعيني كويس، الشُرطة على وصول خلاص، قوليلي.. مين الراجل دا؟ "
" أنا.. أنا مش عارفة، هو.. هو ظهر في بيتي فجأة و.. وبعدين.. "
مكانتش قادرة تخلَّص جُملتها، كانت بتعيّط بخوف، الحاجة الوحيدة اللي كُنت قادر أسمعها كان صوت الراجل، صوت باب بيتفتح، صوت خطوات بتقرَّب، وبعدها سمعت صوته مرة تانية: " آبيجيل.. لو خرجتي من مكانِك دلوقتي، أوعدِك إننا هنلعَب لعبة مُمتعة "
آبيجيل كانت خايفة لدرجة إنها مكانتش قادرة ترُد، كمِّل كلامه: " آبيجيل.. أنا عارف إنك في الخزانة اللعينة! مُمكِن تخرجي عشان نلعَب؟ هوووف.. طيب، أنا هخرجِك بمعرفتي "
صوت خطواته كان بيزيد وبيعلى أكتر وأكتر، كان بيقرَّب من باب الخزانة، كان على وشك يفتح الباب لمَّا كُلنا سمعنا فجأة صوت من برا بيقول بقوة: " شُرطة! البيت مُحاصَر، تعالى وإنت رافع إيديك لفوق "
ضحك بصوت عالي وهو بيقول: " لأ.. دا واضِح إننا هنلعَب إستغماية فعلًا "
خرج يجري من الأوضة، سألتها: " آبيجيل؟ إنتي لسَّه هنا؟ الشُرطة وصلِت خلاص، إنتي بأمان "
قالت وهي بتعيَّط بهيستيريا: " لا، أنا مش بأمان، عُمري ما كُنت ولا هكون بأمان أبدًا "
الخط إتقطَع، عرفت بعد كدا من زمايلي في الشُرطة إنهم دوروا في كُل مكان في البيت، لكن للأسف.. الراجل المُخيف دا مكانش له أي أثر، مكانش فيه أي دليل على إن حد اقتحَم البيت، مفيش أي بصمات أو دليل على وجود أي شخص في البيت غير آبيجيل، في النهاية القضية إتقفلِت ضد مجهول
أنا ليه بحكي لكُم الموضوع دا؟ عشان أنا خايف، خايف منه، عارفين ليه؟
لأنه اتصَل بيَّا، نفس الصوت المُخيف المُرعِب، كان بيقول: " ألو.. أيوه يا كيفين، هاهاها، فكرني طبعًا، إيه رأيك نلعب لعبة حلوة أنا وإنت.. أقولك، تعالى نلعَب إستغماية، استخبى كويس.. عشان لو لقيتك، هتزعَل "
.
.
.
من وجهة نظري هو حاجة من إتنين..
يا راجل طبيعي بس بيعرف يختبئ بشكل أكتر من مُمتاز أو بيعرف يهرب من الشُرطة بشكل عبقري
يا كيان شيطاني مُخيف كان بيتتبع آبيجيل عشان يخوفها ويتغذى على خوفها وبعد ما انتهى منها، إختار كيفين عشان يكون ضحيته الجديدة
بالنسبة لي.. أنا هصدَّق الاختيار التاني عشان حاجة مُهمة أوي.. هو إزاي قدر يظبط إتصاله بالطوارئ اللي المُكالمات بتتوزَّع فيها بشكل عشوائي بحيث يوصل لكيفين مرة تانية
.

#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم

قصص رعب 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن