بارت 16

315 41 2
                                    

طبعًا فاكِر الليلة اللي الموضوع حَصَل فيها، حتى لو حاولت أعمِل نفسي ناسيها مش هقدَر، دي واحدة من الليالي اللي بتغيَّر الحياة للأبد، بس عشان تفهَم كُل حاجة لازِم أبدأ لك الموضوع من الأول.
أنا كُنت بشتغل مُحامي في واحدة من شركات المُحاماة الشهيرة لمَّا قابلت ميليسا لأول مرة، كان حُب من النظرة الأولى، من أول مرة شُفتها.. عرفت إن هي دي المخلوقة اللي أنا عايز أكمِّل حياتي معاها، ميليسا كانت ست كاملة.
يوم جوازنا مكانش يوم عادي، كُنت أسعَد راجِل في الدنيا، وهي كمان كانِت فرحانة بشكل مش طبيعي، وعدتني إن عُمرها ما هتسيبني أو هتبعد عني في يوم من الأيام، ووعدتها إني دايمًا هكون موجود جنبها عشان أحميها وآخد بالي منها، وإن عُمري ما هسمَح لأي حد أو لأي حاجة إنها تؤذيها مهما كان التمن.
لمَّا رجعنا من شهر العسل، عشنا في بيت صُغيَّر لطيف على حدود المدينة، جهّزت مكتبي الخاص وبدأت شُغل فيه لحسابي الشخصي، وميليسا قرَّرت تكون ست بيت، حياتنا كانِت جنة، كُل لحظة كانِت بتعدِّي علينا كانِت بتبقى أحلى من اللي قبلها.
كُل يوم.. بخلَّص شُغل، أكلِّم ميليسا وأقولها إني جاي في الطريق عشان تبدأ تجهِّز العشا.
لكن كُل دا إتغيَّر في ليلة من الليالي..
خلصت شُغلي كالعادة، وكلِّمت ميليسا عشان تبدأ تجهِّز العشا، لكن المرة دي.. مردتش على التليفون، دي كانِت أول مرة تعمل كدا، عشان كدا فهمت على طول إن فيه حاجة غَلَط!
ركبت عربيتي وسُقتها ناحية البيت بأقصى سُرعة مُمكِنة، أول ما وصلت البيت.. شُفت الباب مفتوح، في اللحظة دي.. كُنت مُتأكِّد جدًا إن ميليسا في خطر، ميليسا محتاجاني عشان أحميها، دايمًا بيكون معايا عدة في شنطة العربية عشان الطوارئ، طلعت الشاكوش من شنطة العدة بسُرعة ودخلت البيت.
ناديت عليها بقلق: " ميليسا، حبيبتي.. أنا هنا، إنتِ فين؟ "
مردتش عليَّا، الصمت كان مسيطر على كُل حاجة، المطبخ كان فاضي، العشا بيتحرق على البوتاجاز، طفيت النار وبدأت أبُص حواليا، كُل حاجة كانِت في حالة فوضى، الأطباق مكسورة في كُل مكان، الحلل مرمية بعشوائية.
مسكت الشاكوش في إيدي بقوة أكبر، وبدأت أدوَّر في البيت، كُنت بنادي عليها، لحَد ما لقيتها، كانت واقعة على الأرض في أوضة النوم، هدومها كانت متقطَّعة، وشها مليان جروح وكدمات، بس كانت لسَّه عايشة.
جريت عليها وأنا بسألها: " ميليسا! إيه اللي حَصَل؟ "
قالت بألم: " مش عارفة، بس فيه راجِل اقتحم البيت.. كان عايز فلوس.. قُلتله إن مفيش معايا أي فلوس.. بدأ يضربني.. كان عايز يقتلني.. حاولت أقاوم بس كُنت ضعيفة.. أنا.. أنا مش قادرة أتحمِّل الوجع.. "
حاولت أهدّيها: " متقلقيش يا حبيبتي، أنا هنا خلاص.. كُل حاجة هتبقى تمام "
شلتها ونقلتها للعربية، ومشيت بيها ناحية المدينة، سألتني: " هنعمل محضر في القسم؟ "
قُلتلها: " أكيد.. بس الأول.. لازم أوديكي المُستشفى عشان أتطمِّن عليكي "
كُنت سامعها بتتألِّم، إصاباتها كانِت خطيرة، أنا اللي غلطان.. كان لازِم أكون جنبها عشان أقدر أحميها زي ما وعدتها، لازِم أنقلها المُستشفى في أسرع وقت مُمكِن.
الدنيا كانِت زحمة، والطريق واقِف، حاولت أضرب الكلاكس عشان أنبّه الناس إن معايا حالة حرجة محتاج أنقلها المُستشفى، بس فعلًا الطريق كان واقِف.
فجأة سمعتها بتصرُخ: " أهو! هو دا! "
سألتها بحيرة: " مين؟ "
" الراجل اللي اقتحم البيت وضربني! هو دا! هو دا! "
بصيت على الراجِل اللي كانِت بتشاوِر عليه، كان قاعِد في عربية قُريّبة مني، هو كمان مستني الطريق يمشي.
سألتها: " مُتأكِّدة؟ "
بدأت تصرَّخ بهيستيريا، عيطت وهي بتشاور عليه وبتقول: " هو دا! هو دا! "
لمَّا الطريق اتفتح، ركنت العربية على جنب، جسمي كُله كان بيترعش من الغضب، نزلت من عربيتي وشديته من عربيته، خدته لشارِع جانبي ضلمة، من حُسن حظي إن كله كان مستعجل يمشي أول ما الطريق إتفتح، محدّش كان مركّز معايا، كان في نيتي أضربه وبعدين أسلمه للبوليس، لكن للأسف.. محسيتش بنفسي غير بعد ما مات، هدومي كانت غرقانة دم، رجعت العربية بسُرعة.. إتأكّدت إن محدش شافني ولا خد باله مني، خبيت الشاكوش في شنطة العدة ومشيت بسُرعة ناحية المُستشفى.
من حُسن حظي إن جروحها لسّه بتنزف، عشان كدا فكروا الدم دا دمها، ساعدتها تنزل من العربية، صرخت فيهم وطلبت نقالة، قُلتلهم إن حالتها حرجة، بس فجأة.. ميليسا وقفت، مسكت إيدي بقوة وهي بتصرُخ وبتشاور ناحية واحد من المُمرضين: " هو دا! هو دا! "
حاولوا يهدّوها، لكنها كانت في حالة هيستيرية، لحَد ما ظهر الدكتور، ساعتها صرخت وهي بتشاور عليه وبتقول: " هو دا! هو دا! "
أنا عارِف إن ميليسا في حالة مش طبيعية، وعارِف إنها تحت تأثير صدمة رهيبة، بس خليني أعتذِر لك.. أنا وعدتها هحميها، ولحَد ما تفوق من صدمتها، أي حد هتشاور عليه وهتقول هو دا.. هموِّته!
الموضوع مش شخصي، وإنت ملكش ذنب غير إن حظك الوحش خلاها تشاور عليك!
حاول تقدّر موقفي وتفهمني.. وسامحني!
وإدعي ربنا متكونش واحد من اللي شاورِت عليهم!
.

شرح القصه
ست دخلت في حالة صدمة نفسية وبقت تتخيَّل أي راجل حواليها هو المُجرم اللي اعتدى عليها
وزوج فاهم الموضوع غلط، ومُتخيِّل إنه لمّا هيقتل الناس اللي هي بتقول عليهم هيكون بيحميها وبيعوَّض ليها عدم وجوده في البيت وقت وقوع الحادثة
وبينهم أكتر من واحد ماتوا بدون أي ذنب
الزوج تم القبض عليه بعد ارتكاب عدة جرايم وهو دلوقتي بيتحاكم والزوجة تحت الرعاية الصحية

قصص رعب 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن