" البَارت الأوَل "

7K 230 259
                                    


رَفع يَده غارِساً إياها بَين خُصلات شَعرِها حالِك السَواد ، يشِدّه بِقوّه لَعل وَعَسى أن يُطفئ نَار غَضبِه

"أعِيدي حَديثك إن كُنتي تَجرُئين"
أردَف بَينما يَصِرّ عَلى أسنانه وشَراره الغَضب تَخرج مِن حَدقيتاه السَوداء
مُتجاهلاً لَمعان عَيناها وأنينَها المُتألم ، مُتجاهلاً كَونها بَشر لا حَول لَه وَلا قُوّه ، واخيراً .. مُتجاهلاً كَونها حَامِل بِشَهرها السَابِع

"سأُعيده مِراراً وتِكراراً حَتى يُصبح حَديثي شَبحاً يُلاحقك فِي أحلَامك ، سأُعيده حَتى يَجعلك تَعي حَجم أغلاطِك أيُها اللَعين السَافِل
حَتّى تَعي مَامعنى ضَرب زَوجتك ، وضَرب أطفالَك الَذي-"

وسُرعَان مَا قَاطعها بِدَفعها بِقُوّه عَلى الأرض ، غَير رَاغِب بِسَماع المَزيد مِن العِتاب الفَارغ بِالنسِبه إليه .. رَفعها ودَفعها عَلى الحائط بِقوه صانعاً إرتطاما قَوياً بَين ظَهرها والحائط ، أمَسكت الإمراه مَعِدتها كَرده فِعل خوفاً مِن ان يَحدث أي شَيء لِطفلها الَذي سَتُنجبه قَريباً ، ذَرفت عينَاها الدمُوع كونَها تَعِبت .. تَعِبَت وأُرهقت لِلحَد الَذي لايَجعلُها تُريد أن تَتَمنى شَيئاً سِوَى المَوت

أمسَك الرَجُل عُنقها بِكلتا يَداه وضَغط ناوياً خَنقها بِلا أي رُوحٍ إنسانيه ولَا رَحمه ، وصرّح بِغَضب شَديد

"إستَمعي إلي أيتُها السَاقِطه ، أُقسم لَك بِجَميع الآلهه إن فَكرتي مُجدداً بِالرَد رداً لَعين مِثلك سأُريك شيئاً لَن يُعجبك بتاتاً ، وَلن يُعجب اطفَالك العَهره كَذلك"

وهُناك ، يَقف أمام مَدخل الغُرفه بِعينان لَامعه وحَدقيتان مُهتزه .. وَقع كلام والِده كالسُم عَلى مَسامعه البَريئه

شِفتاه وقَدماه لاَتَكُفان عن الإرتجِاف ، يُريد حقاً أن يَترجّل ويَقوُم بِدَفع والده وإنقاذ والِدته المُتألمه ، لَكن .. طِفل بَريء وصَغير مِثله مَاذا سَيُمكنه أن يَفعل بِمَوقف مُرعب كَهذا غَير البُكاء ؟

خَبئ عَيناه بِكَفيه يُحاول حَجب المَنظر الشَنيع الَذي يَحدث امَامه وبَدأ يَنتحب بِخفُوت ، يَنتحب بِإنكسار شَديد "الَم يَكفيك تَعذيباً لِروح والِدتي الضَعيفه؟"

رُهاب الحُبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن