الفصل الثاني والثلاثين

2.5K 96 10
                                    


بألمانيا تجلس سامية أمام غرفة العمليات تدعو الله بأن ينجي شريكها بالحياة وحبيبها تدعوها بتضرع وهي تسجد وتصلي جذبت انتباه الجميع بتلك الدول الاجنبية بصلاتها امام غرفة العمليات
قامت ودموعها تعرف مكانها علي وجهها بغزارة
لتمر ثلاث ساعات متواصلين والتوتر و السكون ودعوات سامية ما تشق الصمت بالطرقة
خرج الدكتور
حينها شعرت سامية بان اللله استرد أمانته شعرت بأن روح أحمد الان عند خالقها شعرت بذلك نعم أحست انها أرملة
جاء الدكتور المصري المسئول عن حالة أحمد والذي صمم أحمد عليه بشدة
الدكتور ويدعي ياسر بحزن :احنا مؤمنين بقضاء الله يا مدام سامية
سامية بفزع :قول اللي هتقوله وبسرعة
ياسر بحزن :البقاء لله أستاذ أحمد تعيشي أنتي
سامية هبطت علي الارض وجمدت ملامحها ونظرت للفراغ دموعها تنزل بغزارة وبقوة
سامية لنفسها :يعني مش هشوفه تاني ...مش هيضحك معايا بعد كده ......ابو ولادي مات ....مين هيصحيني أصلي الفجر معاه .....مين هياخد باله مني ....حلم عمري معاه انتهي بالسرعة ديه .......حياتي معاه خلصت ......خلاص أحمد مش موجود
ساميه بقوة مزيفة :استاذ ياسر انا عايزة اشوفه وافهم ازاي مات وانتوا قولتوا من شهر ان نسبة نجاحها كبيرة
ياسر بحزن يا مدام سامية :استاذ أحمد قلبه كان خلاص فشل تماما والمفروض ميتحركش عشان نقدر نسيطر علي الوضع لكن ده كان بيمشي وبيتفسح وكل حاجة عادي وياما حذرته
هذه المرة لم تحتمل سامية الصدمة
فصرخت بكل صوتها هز جدران المشفي
سامية:أحمدددددد.....احمد لا ارجعلي يا احمد ،.........يا حبيبي يا احمد ......،ارجع لسامية حبيبتك ......ليه يارب ........ليه ياربي تاخدوا مني يارب انا مش قد العذاب ........يارب .........احمد حبيبي يا يارا ابوكي مات يا يارا .....سندك مات يا يارا ..............صاحبك مات يا بنتي وسندك ........اه ياررررررب
وظلت تبكي بقوة الا ان وقعت  فاقدة الوعي والجميع يخاف ان يقترب منها
حملوها لافاقتها و
جهز ياسر كل أمور نقل جثة أحمد وسامية الي مصر ليتم دفنه
_*_**_*_*_**_*_*_*_*_*_*_*_*_*_*_*_*_*_**
عند يارا تستيقظ الساعة السابعة صباحا تشعر بوجع بقلبها تشعر ان احد عزيز عليها اصابه مكروه ونزلت دموعها في صمت وكان احد ينادي لها ولا تقدر علي تلبية طلبه
قام ادم وجدها هكذا وتبكي فزع بشدة
ادم بخوف :مالك يا حبيبتي فيكي ايه حاجة وجعاكي قوليلي
نظرت يارا الي ادم بعينها التي أحمرت بسبب البكاء
يارا :مش عارفة يا ادم فيه حد قريب مني حصلوا حاجة قلبي وجعني عليه قوي ونفسي اشوفه بس مش عارفة مين
للحظة شعر ادم بالغيرة ولكن لم تستمر بسبب قلقه عليها
احتضنها ادم وهدئها
ادم بهدوء :طيب هنأجل سفرنا لطيارة الظهر ونشوف اهلك كلهم واصحابك لو عاوزة كمان
اومأت يارا ولا يزال الاحساس لديها وبقوة
ادم :يلا بسرعة استحمي علشان نصلي
ظل ادم يخفف عنها الا ان يمر الوقت بسرعة حتي يطمئنوا علي اهلها
_*_**_*_*_**_*_*_*_*_*_*_*_*_**_*_*
يمشي جاسم بالشارع وهو شارد وجد فتاة تشتري من سوبر ماركت بعض الاشياء وتخرج اموالها لتحاسب فأوقعت هاتفها دون ان تدري وذهبت
رئها جاسم واقترب حمل الهاتف وجدها تغلق باب السيارة فجري بسرعة ولكن لم يتمكن من لحاقها
فتح الهاتف ليتصل علي اي شخص
وجد صورة لفتاة وشاب بشكل حميمي
ولكن لم يعلم بان هذا الشاب التي تحتضنه هو أخاها ليس أكثر
اغلق جاسم الهاتف وشعر بدمه يغلي والغيرة تملكت منه وفاق علي مكالمه هاتفه
جاسم :السلام عليكم
ادم :وعليكم السلام جاسم انتوا فينن احنا قدام الفيلا
جاسم  بإستغراب:طيب انا جاي اهو مسافة السكة بس مش اكتر
_*_*_*_*_**_*_*_**_*_**_**__**_ _**
عند رحيل كانت بالخارج تشتري بعض الاشياء الناقصة من السوبر ماركت
دلفت البيت ووضعت الاشياء مكانها وقامت بتبديل ثيابها وتبحث عن هاتفها لتتصل علي جود
ظلت تبحث كثيرا
وتذكرت بأنه وقع منها وظلت تبكي كثيرا عليه انه هدية من جود في يوم نجاحها لا يعقل وظلت تبكي كثيرا
الا ان جاء جود
جود بفزع :مالك يا رحيل قولي حصلك حاجة
رحيل ببكاء:التليفون ضاع
زفر جود براحة
جود مبتسما :زعلانه علي التليفون فداكي الف واحد يا حبيبتي دموعك اغلي من كنوز الدنيا
رحيل بطفولية :بس ده أول واحد وهدية نجاحي منك وانت تعبت علشان تجيبه
جود بمرح :فداكي جود والف جود يا حبيبتي ويالا عايز اكل
رحيل مبتسمة :عيوني ربنا يفرحك
قبل جبهتها ودلف لغرفته ليغتسل
_*__*_*__***_*_*_*_*_*_*_**_*_*_*__*_**
وصل جاسم وجد يارا وادم يجسلون بالحديقة الخلفية
جاسم بمرح :معقولة العروسة تيجي في صباحيتها ديه عيبة والله يا ناس
احتضنها جاسم وقلبه يشعر بالحزن ولا يعرف لماذا ولكنه فكر انه بسبب سفر احمد وزواج يارا
يارا بخوف :جاسم بابا وماما فين
جاسم :طيب ندخل وانا هحكيلك
يارا :طيب بسرعة
دخلوا وارتاحوا قليلا ليهتف جاسم
جاسم بهدوء :بابا تعبان عنده القلب المفتوح
لم تتحدث يارا وقالت :وبعدين
جاسم :كان ليه عملية وكان بيأجلها علشان فرحك ويكون مطمن عليكي وكل ما بيتأخر بيتعب اكتر اكمل جاسم بعد ان اخذ تنهيدة كبيرة
حينها شعرت يارا بان الاكسجين يختفي رويدا رويدا
جاسم :سافر امبارح المانيا الفجر علشان يعمل العملية والمفروض يكون خرج من تلات ساعات ورفضوا ان اروح معاهم علشانك
يارا وهي تبكي :انتوا خبتوا عني عمليته ....يولع اي حاجة في الدنيا ديه المهم بابا يكون كويس .....
لو حاجة حصلتله مش هسامحكوا
وصعدت لغرفتها وتركت ادم بعد ان صدته ومنعته أن يصعد خلفها
وظل جالس مع جاسم يطمئنه
_________
صعدت يارا تبكي توضأت وصلت وظلت تناجي ربها كثيرا وتدعو له بالشفاء وكثير وكثير
مرت اربع ساعات بين صعود ادم بين الحين والاخر ليمطئن عليها وعلي جاسم في الاسفل
واتصل رفعت واخبره وحضر هو الاخر وهو خائف علي صديق الطفولة والشباب
__*_**_*_*_*_**_*_*_*_***_*_*_*_*_*
عند سامية لا تزال فاقدة للوعي والان هم بالطائرة الخاصة التي حجزها احمد
حيث ان احمد ظن انه سيخرج من العملية سيسافر فورا ويكمل علاجه بمصر ولكن متي نعلم الغيب ندبر علي آمل التنفيذ من الله
يجلس ياسر وهو يستمع للقراءن الذي شغله من هاتفه وهو شارد بأحوال الدنيا .................
وصلت الطائرة وتم نقل جثة احمد بعربة الاسعاف وساميه بعربة اخري وياسر بعربة احمد
وصلوا الفيلا ونزل ياسر
وقام بالضغط علي جرس الفيلا
الان الساعة الخامسة الا ربع كلما مر الوقت كلما شعرت يارا بالضيق اكثر وكلما أحست بالاختناق
لم يخلتف حال جاسم كثيرا ولكن يكتم في نفسه حتي يقدر علي مواجهة اي امر صعب كما وصاه احمد
جذب انتباه الثلاثةافراد رنين الجرس حينها احس جاسم بانه يجب الاختباء احس بانه يجب ان يفر هارباً
فتح ادم بعدما لاحظ حالة جاسم
وجد رجل غريب يغزو الشعر الابيض قليل من رأسه والحزن يرسم ملامحه بشدة
ادم :ايوة مين
ياسر :حضرتك جاسم احمد الزيني
ادم :لا انا جوز أخته وصاحبه خير في حاجة
ياسر بحزن :طيب ....احم .....
ادم: اتفضل بس جوه كده وقول اللي حضرتك عايزه مينفعش تفضل واقف برا
ياسر بسرعة :انا اللي مسؤل عن عملية أحمد ويؤسفني أقولكوا انه توفاه الله ومدام سامية مغمي عليها وهما معايا
زفر واخذ يتنفس بسرعة بعد وصلة الكلام تلك
صدم أدم ولم يقدر علي الحراك وأحس بان رجليه ثبتت بالارض
وظل يأخذ تنهيدة ويخرجها اكثر من مرة لعله يستريح
ولكن للأسف صعبت الامور حينما سمع شهقات تأتي من خلفه ولم تكن سوا لجاسم
جاسم بعد ان نزلت دموعه وأحس بشعور بشع يتملك منه زفر انفاسه التي كادت تخنقه ووتذكر كلام أحمد جيدا واستعاد رابطة جشأه بصعوبة بالغة
جاسم :تمام هما فين
ياسر :والدتك برا في عربية الاسعاف وكذلك والدك في عربية تانيه
خرج جاسم وخلفه ادم وفتح ياسر الباب واخرجوا سرير ساميه
ولكن جاسم رفض ان تدخل به وحمل والدته وصعد الي غرفته وخرج بسرعة حتي لاينهار وبعدها دخلت الممرضة لمتابعة حالتها كما أمرها ياسر
ونزل مرة أخري الي أحمد في سيارة الاسعاف وعندما رئه هكذا بالكفن وقع علي ركبتيه وبكي لم يصمد دقيقتين في غيابه كان يشعر بهذا ولكن اراد ان يكدب احساسه لعله يتوهم ......بكي وادم يتمتم بان لله وان اليه راجعون بكي وكأنه طفل اخبروه للتو بعقاب بشع ولكن ايوجد أقسي من هذا ٠،وهو ليس الا قضاء وقدر وعمر وانتهي
عاد جاسم لهدوئه وصعد وكشف وجه ابيه وجلس علي ركبته امامه وظل يتأمله بصمت تااااام الا ان شعر بان والده يضحك شعر بأن والده سعيد غطا وجهه مرة أخري وقرأ له بعض الايات وانزلوا السرير وحملوه جاسم
ومع كل خطوة وهو يحمله يفكر 
جاسم لنفسه بجنون :شاب خمس وعشرين سنه شايل ابوه وهو في كفنه شايل ابوه اللي كان بياخد ايده وهو بيحبي وهو رايح للمدرسة والده توفي صاحبه اللي كان بيخاف عليه من الهوا ويفدي بروحه راح خلاص وسابه
خد كل حاجة حلوة السند اللي ليا الاب اللي مكنش يتحمل وجعي سابني سابني لوحدي
اللي كان معايا وقت تخرجي انا شايله بين ايدي فعلا يارب يكون كابوس يارب يكون كابوس واصحي الاقيه موجود
ولكنه فاق عندما وجد ادم يسنده بعد ان كاد يقع وهو يحمله
كان رفعت يراقبه ويتذكر كل شئ لاحمد كل ذكرياته مع صديقه ويدعو له كثيرا ويقرء له بعض الايات
وضع جاسم والده في الغرفة
وخرج وجد ______________
_____*_*_*_*_*_**_*_*_**_*_*_*_*_*_*_

أحببتها كما هي بقلم (آلاء محمد عبد الحميد)  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن