الفصل الأول
...........
بحزم تواري خصلاتها البنية ،تزم حجابها ،دبوس هنا و اخر هناك ،فمناوشات عائشة و قبلات علي ،قادرة على اقتلاع الزهر من الصخر .صباح جديد مشرق بالاكتفاء ،متشح بالثبات ،دافئ بأحضان عائلتها الصغيرة الكبيرة، هكذا حدثت نفسها ،كعهدها منذ طلاقها ،لم تكن كمثيلاتها ،من مدعي القوة ،و الاستقلالية ،و المساوة بين الرجل و المرأة.
كانت تخيط أحلامها ،بمقدار ما تؤمن إنها دنيا ،دار ابتلاء ،كما كانت تردد دائما جدتها العجوز الحكيمة ، جل ما كانت تصبو اليه دار تستند علي ربها ،تحظى باحترامه، و رعايته ،تنهدت وهي تثبت خمارها علي شعيراتها العسلية تحدث نفسها بمواساة
"لقد كافحت كثيرا ،للحفاظ علي تلك الحياة البسيطة "حاربت لتجعلها كما تتمنى ،فقط لتتزود و أبناءها بحماية رجل ،في مجتمع ذكوري فاسد الفطرة لا يؤمن بصلاح المرأة الا و هي تحت جناح ذكر ،حتي و لو كان جناح مهيض ،لا تنال من خفقاته ،الا صفعات متتالية.
رسمت ابتسامتها ،التي تنبع من روحها ، تتجه لغرفة اولادها
تهز هذا، تدغدغ ذاك، و تمطر قبلاتها على اخر
"هيا ايها العصابة ،لقد تشوق العالم لمصيبة اخرى من مصائبكم
و قد تم شحن طاقتكم بنجاح "
"أمي.. اذا كنا نحن عصابة ،فصدقيني...
قطع تثائبه حديثه و هو يتم
انت زعيمتنا"
زجرته بمرح
"احترم نفسك ،قل صباح الخير أولا ،ثم ابدأ بتفريغ شحنتك المتجددة"
تقدم إليها يحتضن خصرها
"صباح الخير امي "
انحنت تقبل رأسه تهمهم
"صباح الخير ،يا عين امك"
تناول أنس يدها مقبلا
"صباح الخير ، يا وردة المنزل ،اقسم أمي إن تدليلك لهذا القزم سيفسده ،بل لقد بدأ ذلك بالفعل "
داعبت شعر بكريها تمسح نظراتها وجهه بفخر
"أبدا لن يحدث هذا ،يا صاحب اللسان السليط ،ان كنت انت اخيه و قدوته فلمن سيكون فاسد"
اجتاحها يقبل وجنتها
"ضربه موفقه امي ،لقد الجمتِ فليسوف العائلة ،هل استيقظت مدللتكِ ،ام أُغير عليها حتي انتشلها من امام وجبتها اليوم"
التفت الجميع ناحية الباب ،لتعلوا ضحكاتهم ،على تلك الصغيرة التي تفرك عينها بيد، و تحك شعرها المنفوش بالأخرى
"أمي لقد حلمت اليوم، أني أتناول السمك على الافطار ،هل اعددتهِ حقا !؟"
رفعتها بحنان تداعب خصلاتها السوداء
"لا يا وردتي ،كان هذا حلما ، لكن سأعده لك في نهاية اﻷسبوع ،هذا وعد"
تأفف مشاغبها الصغير بضجر
"أمي لا يمكن ان نظل نأكل وفقا لأحلام وردتكِ ،ثم بالله عليك أمي- اي وردة تلك؟ ،بخصلاتها الثائرة هي تميل للصبار او التين الشوكي"
"سأضربك علي حتى تستغيث بأمي، كبنات صفي "
هم إليها يضم قبضته مهددا
"لسانك الطويل هذا ،لا يمكن أن يكون لفتاة مهذبة ،أنت بائعة فجل متمرسة في الاسواق"
ضمت شفتيها تستعطف امها
"أمي -علي يقول أني بائعة فجل "
ضحكت مغيظة
"لقد ظلم بائعة الفجل حبيبتي "
لم تنتهي مشاكساتهم، و ضحكاتهم حتى بانتهاء محنة الافطار و ارتداء الزي المدرسي
ودعتهم بحب ،و قلق دائم يلفح قلبها عند مغادرتهم لم تنجح أبدا في نفضه عنها
"علي -اذا تشاجرت مرة أخرى اقسم اني سأقتص اسبوع من مصروفك المدرسي ، أنس- توقف عن مجادلة المعلمين فقد انتهى معلم الرياضة من شعر رأسه و بدأ نتف شعر حاجبيه منك ،و انتِ حبيبتي ارجوكِ توقفي عن جذب الطعام من يد زملائكِ و ابتلاعه ، لقد تعبت من رسائل اولياء الأمور في جروب المدرسة من طول لسانكِ و سبك لأطفالهم ،ارجوكِ عائشة،انتِ فتاة مهذبة وكبيرة الأن "
مسدت الصغيرة جديلتها و هي تشعر بعدم ارتياح بسبب تلك الأربطة الوردية التي تُصر والدتها على تزين جديلتها بهم
"أنهن يستحققن ،كائنات لزجة لا يتوقفن عن الشكوى و البكاء،ثم انا لست كبيرة انني في الصف الثاني الابتدائي"
هموا بالمغادرة ، تصاحبهم تمتمتها، استوداعها الله لهم ،في حفظه و امانته ، و نصائحها التي لا تنتهي.
أنت تقرأ
جناح مهيض "مكتملة"
Short Storyبتحكي عن مطلقة عندها 3 أولاد و على الرغم من طلقها الا ان ابو اولادها بيدخل في كل تفاصيل حياتها بحجة الاولاد حتى بعد ما اتجوز و لما قررت انها تستحق فرصة تانية للحياة متمثلة في مديرها في الشغل اللي بيحاول بشتى الطرق حمايتها و دعمها ،بيتدخل ويخلي حياته...