الفصل السابع

4.7K 188 10
                                    

يااامساء البليلة 😂😉
#جناح_مهيض
#الفصل_السابع
تلك النغمة المشئومة ،المصاحبة لمن هو اكثر شؤم
"السلام عليكم "
"بنبرته التي باتت لإذنها مستفزة
"و عليكم السلام ،اختي ستأتي لزيارتكم اليوم او غدا ،كوني في المنزل لاستقبالها ....
ذلك استفزاز علني ، الم تكن تلك الحرباءة  بالخارج ،ما الذي ذكرها بهم الأن
"هل عادت من سفرها؟؟ ...
بلهجته المنفرة
"لا ستأتي اليكم في طرد ..بالطبع عادت ،و تريد رؤية ابناء اخيها ،جهزي الاولاد جيدا ،و مريهم بحسن استقبالها و التأدب معها لتسعد بالزيارة "
لتسعد بالتلظي في حمم الجحيم ،و انت بجانبها ان شاء الله
"الم تعطها رقم هاتفي ،لتهاتفني قبل زيارتها ..
بزمجرته الغاضبة التي يظن انها تخيفها
"و هل ستأخذ الأذن منك لزيارة بيت اخيها ؟
سرت لأنها اخير ستمنحه بعض ما يستحق
"هذا بيتي و بيت اولادي ،و بالطبع هي لا تحتاج لإذن ،فقط انا لست متفرغة للزيارات ،بسبب عملي و دراسة الأولاد ،لذلك اريد ان اعلم وقت مجيئها لنتفرغ لاستقبالها كما يجب "
يشعر ان هناك اهانة مبطنة ،هناك استهزاء بين طيات الكلمات ،و لكن عقله القاصر يعجز عن ادراكها
"سأخبرها ان تهاتف سيدة الاعمال بعد ان تحدد الوقت ،
احسن ضيافتها ،و عاملها كما يجب ،انا لا اريد اي شكوى من سوء معاملتك ...
ان عاملتها بما يجب ،فسيكون مضيفها الخف و مكان جلوسها هو حيث مأوى رأسك و لسانك المرحاض
نحت حديث نفسها تجيب
"بالطبع ..فهي عمة الاولاد.....
اسأل الله لها و لك عمى دائم يشفي صدري منكما 
اضاف و قد انتفخ صدره بنشوة التحكم و فرض ارادته قبل ان ينهي محادثته
"ارسلي سلامي للأولاد "
هذا بالضبط ما ينقصها ،تلك المتصابية البغيضة ،التي تنطق نظراتها قبل كلماتها بالبغض ،و الحسد ، اي مستنقع رمت نفسها و ابناءها به .
🍂🍂🍂🍂🍂
شردت تتذكر تلك الصفعات التي نالتها منه و من عائلته
كونها صفعات معنوية لا يجعلها اقل الم  ،و لا اخف اثر ،
يوم اتى متبخترا و قد لانت معاملته لها طوال اليوم
لا صياح ،و لا حجج واهيه يتبعها مشاجرات ،كان كقط يقظ يتحين لحظة انقضاض ،و حانت بالفعل بعد ان استسلم الاطفال لسلطان النوم ،و لم يتبق سوى عائشة تصارع سلطانها بتلك المناغاة المحببة للمواليد .
متكأ على فراشهما ،يطالعها لا بشغف و لكن بتلك النظرة الحائرة المتسائلة، تعلم ان ما يخفيه يخالف ما يظهره ،هو يعلم جيدا انها كثيرة عليه ،عائلتها كانت اكثر ثراء من عائلته ،هي اكثر ملاحة من بنات اسرته ،لها شخصية هي مزيج عجيب من ضعف وقوة و كرم اصل و كبرياء و ثقة بالنفس ، تتحدى اي كائن يشعر بالنقص ان يمسها ،و قد كان هذا ساحة صراعه .
يكره انها لا تحتاج المزيد ،لا تتسول اهتمام ،تكتفي بما لديها ،لا تطالعه بذلك الانبهار الذي ترمقه به زميلات العمل ،كما يطلق عليهن ،بل و الآنكى و الذي يجعله يتميز قهرا لا تغار ..ابدا لم تشعره بالغيرة ،انه رجل يستحق ان يغار عليه ،ان تحوذ هي فقط على اهتمامه ،ان بإمكانها ان تقتلع عين من تنظر له ، وقد صارحها بذلك مرات حين كان يستفزها عامدا لإثارة غيرتها ،فتكتفي بنظرة غير مكترثة ،تظلل وجهها اللامبالاة ،من تلك المحاولات الصبيانية التي تقلل منه لا تزد.
"جويرية اترك ما تفعلينه و تعالي "
اتجهت اليه متسائلة
"خيرا ،تلك النبرة لا تبشر بخير اشرف "
كانت تحفظه ككف يدها ،طفل كبير غير ناضج ،لا يرى الصواب و الخطأ الا بعينه ، كل المبادئ لها معايير مختلطة مختلفة لديه ،قاس المراس لذا انتهجت المهادنة سبيلا ،صعب الإرضاء لذا نفضت يديها مؤخرا من محاولة الوصول اليه
"انا اريد الزواج جويرية ...
اسرع يتم حين حاولت مقاطعته مستنكرة
"لا لعيب فيك لا سمح الله ،لكن هي سنة الله و رسوله ،و انا رجل لدي صحة و مال ، و اريد ان اعيش حياة اكثر هدوء بعد انشغالك بالأولاد ...
ابتلعت السباب التي كادت ان تبصقه بوجهه ،ترفع حاجبها باستفهام ساخر
"انت تريد هدوء ،بعد انشغالي انا بالأولاد ، هذا علي اي اساس ،انهم اولاد غيرك مثلا!!!! "
اشار بيده نافيا
"هم اولادي بالطبع ،و انت تعلمين مدى حبي و ارتباطي بهم ،و لكن اصبح ازعاجهم دائم ،الصراخ ليلا و نهارا ،مشاجراتهم التي لا تنتهي ،صياحك عليهم ،لهذا شرع الله للرجل ان يكن لديه بيتان و اكثر ،فحين لا يجد راحته في بيت ،يتجه للأخر ...
هتفت بسخرية
"يا له من هدف سام نبيل ان الله شرع الزواج الثاني ليريح رأس الرجل من اعباء بيت زواجه الأول ..
مطت شفتيها تهز رأسها رافعه حاجبها
"ما شاء الله و من صاحب هذه الفتيه الألمعية ،بالتأكيد هو احد اصدقاءك ،الذين تتناول معهم شطائر الفول و الفلافل ،و قد تجشأ تلك الفتوى مع تجشأه بعد تناوله زجاجة المياه الغازية
لفض معركة عصر الهضم التي تدور في معدته "
اعتدل و قد اعتلاه الغضب من سخريتها
"انا لا انتظر فتوى من احد ،انا لست طفل ،انا من حقي الزواج و سأتزوج لأحظى ببعض الهدوء و الدلال الذي افتقدهم في بيتي "
حاولت نزح المياه لتصل الى قاع البئر
"و هل تلك الأخرى التي سترضى برجل متزوج ، لديه ثلاثة اطفال ، ليس لها حقوق ،فهي تريد زوج لها يدللها ،و تبحث عن الاستقرار و انجاب طفل يزيد الاواصر بينها و بين من ستتزوج ،اي انه ازعاج و صراخ و انشغال اخر "
نفى بحماس
"لا انا سأشترط عليها عدم الإنجاب ...
همس محدثا نفسه لا يشغله انصاتها له
"و لم اشترط عدم الانجاب!!! انا سأتزوج عقيمة لا تنجب ،سأبحث عن ارملة لا تنجب ،فانا لن اتزوج بمطلقة علي اي حال ،لا احب ان تقع عيني على رجل سبقني الي امرأتي ....
تطلعت بعينيها نحو السماء ترتجي عونا و صبرا
"ما شاء الله و تشترط ايضا ، انا اعلم انك اناني اشرف ،اعلم و اتغاضى ،و اتغافل ،لكن ان تصل انانيتك ،و تجبرك ،و استخفافك بي لتلك الدرجة ،فهذا يصدمني بحق ، و ماذا ستقدم انت لتلك المسكينة التي سترتضي بك؟؟ ،ماذا ستمنحها ؟؟،انت لست ثري لتلك الدرجة ،التي تستطيع ان تأمن لها حياة مريحة ،فمازلنا نعاني من سداد اقساط سيارتك الجديدة ،و لن تمنحها طفل  ،و لا دلال فانت ستتزوج لتأخذ لا لتعطي ،و اعذرني انت لا تمتلك تلك الوسامة المهلكة التي تجعل النساء تقع صرعى طلتك البهية ..
تلون وجهه وهي ترميه بسهام لسانها
"سأمنحها بيت ،و رجل تحتمي اليه ،و امان تعيش بظله ،انت الانانية هنا، تريدين الاستئثار بالنعمة لنفسك ، و لا تنظرين لمئات النساء لا يرتجين سوى ظل رجل يلجأن اليه ،رجل يوفر لهن ابسط رغباتهن كنساء ،بدل الفجور الذي استشرى حولنا بسبب انانية مثيلاتك ،ممن يعتقدن انهن امتلكن الرجل ،بل و اخيرا تجحدين بتلك بالنعمة ايضا ..
علمت انه لا يرتجى من وراءه فهم ،و لا راد لما نوى عليه
فأشهرت سلاحها الأخير لتنهي الأمر
"افعل ما تشاء اشرف ،و لكن قبل ان توثق عقد زوجك ،ستصلني ورقة طلاقي "
و اشتعلت حرب الأعصاب ،و دحض الكبرياء ،و لمن ستكون الكلمة الاخيرة ، ساندته فيه تلك الحية الرقطاء ،عشرات الصور عبر تطبيقات الهاتف ترسل اسبوعيا ، ليمنحها رأيه في وجه احداهن و في جسد الأخرى.
🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂
تستند الى كفيها تضع رأسها بينهما بصعوبة ،تفتش عن مخرج لما هي فيه ،لن يدعها و شأنها ،و لو علم بانتقالها الى مكان اخر
لأقام القيامة حولها ،خاصة و تلك الحية ،قد عادت و ستظل تحوم حولها و حول ابناءها ،تتنهد ببؤس لا تعلم ما عليها فعله ، لن ينصفها اخيها ابدا ،سيدور فقط رأسه حول كونها امتلكت شقة خاصة بها ،بل و ملك لها ،سيظل يأنبها لكنزها المال كما يعتقد ،و التقطير عليه حين يسألها المساعدة عند حاجته ،و هو دائما محتاج ،دائما يشكو من ضيق حاله و قلة موارده ،لا ينظر الى من تعيل ثلاثة ابناء ،بينما طفل واحد فقط بعنقه ،لكن مادامت تعمل و يرسل لها طليقها مصروفات اولادها ،فلم لا تساعده .
خرج من مكتبه يتسأل بقلق عما بها
"جويرية ماذا بك ؟هل انت مريضة ؟
رفعت وجه يتناوب عليه القلق و السقم
"انا بخير ،هل تريد شيئا ؟
جلس يتفرس ملامحها المجهدة
"لا انت لست بخير... لقد ناديتك عدة مرات .و لم تجيب "
تنفست ببطء
"انا فقط متوترة قليلا ..هل تسمح لي بالمغادرة ؟
"بالطبع جويرية ،اذهب متى شئت ،لكن سيصحبك سائق المكتب لقد عاد توا ..
لم تقاطعه فقط هزت رأسها تلملم اشياءها
"جوري لقد انتهت شقتك ،و هي جاهزة لانتقالكم اليها ،متى ستذهبين لرؤيتها ،انا سأذهب معك..
همت بالاعتراض
"اصطحبي الاولاد معك جويرية ،انس كبير الأن بما يكفي ،او اخيك حتى ليطمئن و يرى مكان اقامتك الجديد ..
كتمت ضحكة ساخرة ،تشير برأسها
"لنترك هذا الحديث لوقت اخر، فأنا لست بحالة جيدة للجدال معك "
ابتسم بمشاكسه
"و هذا مناسب جدا لاتخاذ جميع القرارات المتعلقة بك "
لم تردعه تشوح بيدها مودعة ،ليشيعها بنظرة قلقة ،لا يخفف عنه سوى اصطحاب السائق لها .
🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂
استعدت لزيارتها كما يجب ،فهي ان كانت تحسن شيئا بعد الصبر على ابتلائها ، فهو كيد النساء .
كان بيتها يبرق من النظافة ، و الأولاد كأنهم بانتظار العيد ،حصنتهم بما تحفظ ،و استعاذت بالله من العين و الحسد ،و اعدت نفسها كعروس رغم بساطة ملامحها لكن الرضى و الثقة بالنفس اورثا قسماتها سحر خاص ،طبعت عيناها البنيتان ببريق نصر يأسر الناظرين ، و شفتاها الممتلئتان المرسومتان كثمرة فراولة ناضجة بحمرة و اكتناز متحدي..يحسدها عليه اكثر النساء انوثة ،و قد شع وجهها الدائري الصغير بذهبية و كبرياء سنابل هفافة قد تميل حين تشتد الرياح لكنها تأبى الا الاستقامة دائما و الى النهاية .
وضعت ساق فوق الاخرى ،بعد ان وضعت كؤوس العصير ،و اطباق الحلوى ،تشير لأنس
"اعطي عمتك ،كأسها انس ،و ضع صحنها امامها "
التفتت اليها
،لقد شرفتنا بالزيارة تحيه "
حدت شفراتها تبدأ معركتها
"لقد افتقدت اولاد اخي ،و اردت ان يتعرفوا على عمتهم ،فمنذ طلاقك لم اراهم الا مرة او اثنتين ،و لكن ابناء اخي مثل ابيهم ازدادوا قوة و صحة ،فقد صار انس رجل ....
كبرت في سرها ،تطالعها بمقت
"تبارك الله ،هكذا هم الأطفال يتغير حالهم ...
رفعت الاخرى حاجبها
"و لكن انت ازداد وزنك جويرية ، و ترهلت اردافك ،يجب ان تحافظي على قوامك اكثر من ذلك ،ان لم يكن لأجل زوجك بعد طلاقك ،فلأجل صحتك "
انتزعت احلى ابتسامتها تجيب
"راحة البال ،و توفر النعم يفعلان العجائب تحيه ،انا ابدا لم اكن نحيفة ،دائما انا كقطعة ملبن غضه ،و انا اكثر من راضية ...
اتمت و هي تطوف بنظراتها على تلك المسطحة امامها
"ان اوصف بالملبن بدل من عصى المكانس كما يوصف البعض ..
زادت ابتسامتها تحثها
"اشربي عصيرك حبيبتي ،انا لن اضايفك في بيتك ...
انطلقت شرارات الغل تصاحب انعقاد حاجبيها
"بالطبع تتقلبين في نعيم اخي ،و حسن معاملته حتى بعد ان تخلى عنك ،تحيين في هناء و سعادة ،خالية البال لوجود رجل بكرم اخلاقه "
صاحت بضحكات لم تحاول ردعها
"بالطبع ،حتى ان ادعو لك دائما ان تهنأي هنائي ،و تسعدي سعادتي ،و ان تتقلبي في نعيم يماثل نعيمي ،و ان يرزق الله ابنتك بزوج بكرم اخلاق و حلاوة لسان و حسن سريرة اخيك ،آمني على دعائي...
انقلبت سحنة الأخرى و عقد لسانها ، ترفع رايتها البيضاء
تمرر زيارتها باستجواب الاطفال عن حالهم ،و كيفية معاملتها لهم ،و لا ضير من لمزة هنا و غمزة هناك كانت لها هي بالمرصاد.

🍂🍂🍂🍂🍂🍂
استطالت برأسها بدهشة ،تستنشق تلك الرائحة الطاغية التي امتزجت بهواء غرفتها ،يهفو بصرها الي بابها المشرع ،و قد امتزجت تلك الرائحة بجسد لا يقل عنها فتنة و انوثة
يتوجه خصلات ذهبية ،تتباري مع بشرة حلبية ،مسومة بأرقي منتجات التجميل ، لتجعل من صاحبتها علي اهبة الاستعداد لخوض المعارك الانثوية و التربع علي عرشها
و قد اكتملت الصورة بتلك الأجراس الذهبية من حنجرتها
"هل السيد عمار بمكتبه ؟
هزت رأسها ،تحث لسانها علي العمل
"نعم ، اسمك من فضلك لأطلعه عليه "
تخطتها بغنج يرسمه حذائها العالي الكعبين
"لا يهم ،انا سأعرفه نفسي ، بنفسي"
  اسرعت تلاحق خطوتها تهتف
"و لكن .. يا أنسة...
قطعت حديثها ، و هي تري تلك الفتنة المجسدة تمد يدها نحوه
"اااااه ، مورو اخيرا التقينا ، لم اصدق نفسي حين اخبرتني دينا، انك اصبحت رجل اعمال كبير"

جناح مهيض "مكتملة" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن