#الفصل_الخامس_عشر
"أنس خذ اخوتك و الى الداخل ..."
بتردد يربكه صراخ عائشة ،و تحفز علي ، يمرر وجه امه الذي هربت منه قطرات الدماء امواس باردة على قلبه
لا يعلم ما عليه فعله ، هيئة ابيه الملقى على الأرض متأوه تشعل نيرانا غاضبة حانقة منه ،و عليه ، مد كفه يسند والده ليستقيم على قدميه ،يرمق زوج امه بعتاب
غاضا البصر عن ذلك العتاب ،يرمقه بصرامة
"من فضلك أنس الى الداخل أنت و إخوتك ،ان لم يكن من أجل عائشة ،فمن أجل أمك ...."
يحمل الصغيرة المتقطعة الأنفاس من البكاء ،و يجذب الأخر الذي يرمق زوج والدته ببغض تبرق عيناه بعناد ،لتشتد قبضته يجره الى الداخل ..
ليصيح آمرا
"أغلق الباب خلفك ....."
لتستعر عيناه بكراهية و بغض
"اي وضيع حقير انت !!!..."
تتوسل اليه صامته تعتصر قبضتها ذراعه ،لا تقو الا على هذا فهي بين شقي رحى...
"كيف تضع ابناءك في ذلك الوضع ؟؟كيف تخطط و تتربص لتشكل تلك الصورة الرخيصة لهم بين ابيهم و امهم ؟؟.."
تتلوى اعضاءه بألم لم يتح لها أن تبرأ منه ، يلتقط أنفاسه بصعوبة
"انا الوضيع ،و ليست تلك ..."
ليشد ذراعه من بين يديها يلوح و قد تلون وجهه بسواد
"حذار ....حذااااار...اقسم ان تلك المرة سألقي بك من هنا لتكسر رقبتك ،على درجات السلم ، اعلم أن فقط ،فقط ما يردعني عن خنقك بيدي هم اولادك ،و انك لم تشفى من عراكك الأخير بعد، لكن إن اهنتها ،او مس إسمها شفتيك بسوء أو خير ،سأتجاوز كل شيء ليرى أولادك حقيقة والدهم ،الذي دون ذراعيه ،لا يساوي شيء..."
تنوح باكية محطمة، قد هُدمت أحلامها فوق رأسها، فسحقت كل آمالها
"أرجوك عمار يكفي .... أرجوك.."
ليتنهد يخنق تلك الشياطين التي ترمى بالحقد ،تحثه على قتله لينهي الأمر برمته
"ستختفي الأن من أمامي ،و إن رأيتك هنا مرة اخرى ،فسترى جريرة افعالك..
يهتف بكلمات منهكة بين تأوهات جسده
"و أولادي ،هل تظن أني سأتركهم لكم!!! ،اريد أولادي الأن..
يضم قبضتيه ،يسب بلفظة نابية نادرا ما تعبر شفتيه
"سيهاتفك المحامي ،لينهي الأمر ،هيا الأن أغرب عن وجهي ، و احمد الله لوقفتها بيننا هذه المرة "
يلملم اذيال خزيه ، يجرجر وهنه ،و خيبته ،تسخر منه قواه التي طالما تباهى بها
منكس الرأس و العزم..ليغادر.
تحتمي بذراعيه ،تختزن ذاك الشعور الثمين بالحماية و الأمان ، تخرس بها قبضة الشؤم الذي نثرها ذلك الظالم المتجبر...
يدق الجرس ،ليطالعه وجه قلق يفتش بعينيه برهبة عن أثر
"لقد انتهى الأمر أنس ،لا تقلق ، دقائق و سنعود انا و والدتك ..."
يهز رأسه بقلة حيلة و شفقة على حالهم ،من مرارة ما كتب عليهم
"لقد غفت عائشة عمي ..خذا وقتكما ..."
متوجها بها الى شقته، يكاد قلبه أن ينفطر لتلك الهيئة الواهنة ، المستكينة ،لا يعلم ما يفعل و لا ما سيقول ،فقط قلبه ينبأه أن القادم أبدا لن يكون خير..
"جويرية أرجوك ِ ،انظري الي ..."
يتنهد يكاد يبكي من قلة حيلته تجاه ما يحدث
"ارجوك جويرية توقفي عن البكاء إن صدركِ على وشك التصدع ،ماذا كان علي أن افعل و هو يسبك؟؟ ..."
همست وسط شهقاتها المتقطعة
"ان تصمت ....فقط تصمت ..."
صاح مستنكرا
"و أذن له بضربك أيضا جويرية، ليكتمل الأمر ،ان ضربي له أقل ما يجب تجاه ما نعتك به ...."
ضمها اليه يمرر يده على ظهرها ،يسب نفسه ان تركه يغادر على قدميه
كان يجب أن ينهي الأمر بخروج روحه
"لن يحدث شيء جويرية، ثقي بي ،تلك جعجعة فارغة ، لو كان بيده شيء لفعله بدلا من حضوره الى هنا..."
شهقة أخرى ارتج له قلبه ،ينظر بهلع الى وجهها الذي استحال إلى زرقة الموت ،بوجهه المبلل بدموع قهر ،تناضل لتلتقط انفاسا تتهرب منها ..
"اهدأي جويرية ،ارجوك اهدأي ..."
يهب واقفا يجرها الى الشرفة ، علها تحظى ببعض الهواء النقي ، يسرع ليحمل لها كأس ماء ،و قد انتفضت كل خلاياه جاعلة كل ما يحاول القيام عسيرا..
"حبيبتي ارجوكِ ..."
يمرر كف مبتلا بالماء على وجهها ، يتمتم دعاء لا يكاد يصل الى شفتيه
لتنتظم أخيرا انفاسه ،بانتظام انفاسها ،و عودة الدماء الى وجهها
"سنجد حل حبيبتي ،اقسم لك أني سأجد حلا ،و سأفعل كل ما يرضيكِ ،فقط لا تفعلي هذا بينا ارجوكِ ،لو اضطررت للذهاب اليه لأجلكِ سأفعل.. "
نظرة فارغة مبتلة هي كل ما ناله ،بدت كمن خطت صك موتها ،و دمغته بروحها فقط هي بانتظار الأجل
"لنذهب الى الأولاد طالما هدأتِ ، فما حدث لم يكن هينا عليهم ..".
ايضا لا تجاوب ،يتنهد يقبض على خصلاته يجهل ما عليه فعله
لكن لتكن المواجهة مع الأولاد هي المواجهة الأخيرة اليوم فهذا حقهم على كل حال...
.......
أنت تقرأ
جناح مهيض "مكتملة"
Short Storyبتحكي عن مطلقة عندها 3 أولاد و على الرغم من طلقها الا ان ابو اولادها بيدخل في كل تفاصيل حياتها بحجة الاولاد حتى بعد ما اتجوز و لما قررت انها تستحق فرصة تانية للحياة متمثلة في مديرها في الشغل اللي بيحاول بشتى الطرق حمايتها و دعمها ،بيتدخل ويخلي حياته...