الفصل السابع عشر و الاخير

9.8K 407 92
                                    

السلام عليكم رائعاتي
و اخيرااااا الختام ..اتمنى يعجبكن  ...انجوي
#الفصل_الأخير
#جناح_مهيض

زيارات متكررة تؤرق افكارها ،تثق به ،متيقنة انه لم و لن يرى غيرها، تعلم تعلقه الى حد المرض بها ،لكنها إمرأة ،و المرأة تغار ،و حين تغار يتشتت المنطق ،و تتزعزع الحقائق ،تلك الأفعى الصفراء ،تخطط لأمر ما ،تلك الزيارات المتقاربة ،الجسور التي تحاول مدها ،الاريحية في التعامل معه ،تكاد تفقدها عقلها
تخلل تلاعب شياطين الغيرة بعقلها عطر مألوف ،رائحة ازدادت شياطينها بها هياجا ،حين رفعت نظراتها لترى الارملة الطروب امامها ،تدق سطح مكتبها بتلك الاظافر الملونة بتأفف
"اريد مقابلة السيد عمار "
رفعت حاجبها بتمهل
"هل لديك موعد سيدة انجي؟؟ "
امالت شفتيها بسخرية ،و لهجة تنضح باستهزاء
"انا لا احتاج مواعيد حبيبتي ،هذا مكتب زوجي الاول ،انا فقط اطلب منك اعلامه بوجودي، احتراما لخصوصية مكان عمله "
اخرست شياطينها ،لاستلامها زمام الامور بنفسها
"ياااالك من مراعية للآداب ،سأخبر السيد عمار بتشريفك "
تلتمع عيناها بشراسة، تركت مقعدها بتؤدة ،بخطوات متمهلة متوعدة
بقسمات مهددة نظر اليها قلقا متوجسا
حين تفاجئ بها امامه متسائل بقلق
"ماذا هناك جويرية ؟؟؟"
ازداد بريق نظراتها شراسة ،ترتسم ابتسامة اجرامية على ثغرها
"لا شيء زوجتك الأولى بالخارج ،تطلب الأذن من زوجها الأول ..."
محاولا تبين الامر بابتسامة متلجلجة
"استهدي بالله جويرية ،ونحي تلك النظرة عن عينيك ،ووضحي الامر ..من تريد ماذا ؟؟"
بنبرة هادئة تثير قلقه اكثر من صياحها
"زوجتك الاولي سيد مورو ..الارملة الشقراء المغناج"
"تقصدين انجي ..و لكن ...انت تعلمين حبيبتي ،انه عمل ،و نحن نعمل على قدم و ساق لننهى اعمالها ..."
رفعت حاجبها تهز رأسها مظهرة الاهتمام
" لا تدعني اذن اؤخركم عن عملكم ،سأحضر دفتري ،و احاول الحفاظ علي بقايا عقلي ،حين تحافظ انت علي يدك بجانبك ،ان لمستها عمار ....."
شقت ابتسامة كبيرة متوعدة، لقاتل محترف شفتيها
"سأمزق وجهك قبل وجهها ،و صدقني سأكون منتشيه بذلك "
تلاحق خطوات تلك الافعوانية المتراقصة امامها ،ترجمها بنظرات تقطر بغض، و غيظ الي المكتب الفارغ ،تتساءل
"اين اختفي ،هل خشي من تهديدها و قفز من النافذة ؟؟"
تمد اصابعا الملونة بدلال 
"اهلا عمار ،لقد اشتقت اليك "
رفع يده امام وجهه  بابتسامة معتذرة
"اسف انجي ،لقد غسلت يدي ،و لم اجد المنشفة مكانها ،تفضلي بالجلوس "
بأناقة تجلس واضعة ساق فوق الأخر تظهر على قدر استطاعتها ما تخفيه تلك التنورة القصيرة التي بالكاد تتخطى ركبتيها..
لتدهس الاخرى صخور الغيرة ،و التقزز من ذلك العرض المنحط
تحثه بغضب مشتعل
"نحن لسنا لدينا اليوم كله، فجدول اعمالك اليوم متخم بالمواعيد.."
يرمي لها نظرة مهدأة، يحاول احتواء ذلك الغضب المتطاير من نظراتها، يخذل ابتسامة حاولت الزحف على شفتيه ، لهمس عقله
"مبارك لك عمار لقد اضحت العاقلة المتزنة، على وشك الخبل ،بل و الجنون بسبب غيرتها عليك، انها على وشك الفتك بكما فعليا..."
ذلك البريق المجنون لينبوعي الشكولاتة خاصتيها ، ذلك الزحف القرمزي الغاشم لوجنتيها، تلك النظرات البراقة الممتزجة باشمئزاز يعلم اسبابه جيدا
"خيرا انجي..."
اشارات برأسها باستهانة
"هل ستظل هذه هنا؟؟
لتضع الأخرى ساقا فوق الأخرى تسابقه الرد
"ذلك ان لم يكن لديك مانع .."
تكاد تلكم نفسها لإنعدام ارادتها
"اياك و ان تسقطي ساقك، ستكون هيئتك مضحكة، اكتمي انفاسك و حافظ على تلك الوضعية الرشيقة ،..."
ليشتعل غضبها تسب نفسها
"لم لا تستمري بحميتك ايتها النهمة الحمقاء، حتى تلك التمرينات الرياضية الخفيفة توقفت عنها، هنيئا لك تلك الدماء التي على وشك الوثب من مسام وجهك لكتمك انفاسك .."
تخرس ذلك الوسواس، المصاحب لصحوة الضمير المفاجئة بحنق
"هل هذا وقتك، دعني و ما اعانيه ،و ابتلع لسانك ان كنت تملك واحداااا..."
ترشقها بغضب مستنكر لتلك الجراءة
"بالطبع لدي العديد من الموانع، انت..."
واضعا حدا لتلك المبارزة النسائية
"وجود جوري مهم انجى ،كما قولت لك سابقا هذا مكان عمل، و هذه هي وظيفتها...."
تماطل و قد شتت دفاعه هجمتها
"انا فقط كنت اود التحدث دون مقاطعات تفقدني ما اود قوله، و احظى ببعض الخصوصية معك.."
اشار بيده متغاضيا ينهي الامر
"جويرية تطلع على اكثر الاشياء خصوصية هنا ،و كوني على يقين انها صامتة كقبر ،ما يقال و يسمع يدفن فيه..
رفعت الأولى حاجبها ترميه بنظرة مستنكرة متوعدة لتشبيهها بالقبر..
و رمته الثانية بأخرى ملتهبة ،تتلوى بحقد و غيرة كأفعى هوجم جحرها...
يقلب نظراته بين هذه و تلك، يتعذر فهمه لما يجول في خاطر كل منهما ،يؤرقه الصمت الذي يعلن بصخب عن حرب النفوس الضارية...
استهلت حربها بتملق مدروس
"منذ لقاءي بك لم استطع لجم لساني عن الحديث عنك ،و تذكر ايامنا الخوالي، حتى ان سلاف على شفا الجنون من اشتياقه لرؤيتك، دائما ما يحدثني انك ستكون بمثابة والد له، ان صدق حديثي عنك..."
ارتفعت حاجباه بدهشة تتساءل عيناه
"سلاف ابني عمار..."
بلباقة تخلو من اهتمام حقيقي
"ستسرني رؤيته بالطبع، لما لم تحضريه معك ؟؟"
اخفضت ساقيها ببطء، يستشري في اوردتها حمض مشتعل، لما تلوح به تلك القاسية ، تتنفس ببطء كي لا تجعل منها نسخة مشابهة لما تبقى من شقيقة طليقها...
لتمرر الاخرى يديها الى خصلاتها الشقراء ،لتنساب بنعومة على كتف عاري مرمري
"انه يشبهك كثيرا عمار، حتى انه يملك تلك الخصلات الناعمة السوداء، و بريق عيناك الأسود المميز ...
تلك الحقيرة كيف تنثر الاسيد على جرحه بتلك الدناءة، كيف تتباهي امامه بما يفقد، تركت لنفسها العنان
"و كيف ذلك سيدة انجي، هل هو وحم؟؟ام أمنيات دفينة؟؟"
بأحداق مشتعلة و قسمات ملتهبة ولت وجهها اليها
"انت فعلا تحتاجين لمن يلزمك حد، فتساهل عمار معك ،جعلك تنسين من انت، انت مجرد عاملة هنا، لا حق لك في الأخذ و الرد مع من تمدين اليه يدك لتقبضي على ما تلهثين وراءه طوال الشهر..."
تعالت وتيرة انفاسه يقاطع تلك السموم ..
لتقذفه بنظرة محذرة، تبرق بالوعيد، كنمرة على وشك الفتك بفريستها
"اياك ان تتدخل..."
فهم فحوها جيدا فارتد صامتا
التوت شفتيها الى اعلى بسخرية، يرافقها احدى حاجبيها
"ان كنت انا الهث وراء المال ؟؟ فانت ما الهدف الذي تلهثين وراءه؟"
زاد علو حاجبها متحديا بانتظار اجابتها
لتتشنج قسمات الأخرى بقبح
"و هل بلغت بك السفاهة و الحماقة، أن تجعليني انا و انت في مضمار سباق واحد، انظري الى نفسك حبيبتي ،فيبدو ان ترك عمار لك الحبل لك على غاربه ،موه لديك الحقائق، مجرد خيمة كئيبة، داكنة ،لم تخدعني ابدا تلك النظرات البريئة فهي تحوي لؤم الشياطين ، و لا ذلك الهدوء المخادع فما هي الا واجهة كاذبة لعقرب يتربص بطريدته..
انا اعلم هدفك جيداا، و قد حذرتك لكن يبدو انك ممن لا يفهمن بالتلميح ،فمازالت مصرة على اثارة شفقة من حولك"
بملامح متزنة، و انفعالات كاسدة
"صدقا لست انا المثيرة للشفقة هنا انجى ،لست انا من اتيت الى رجل لا يربطني به سوى عمل ملوحة معرضة بما يفتقده ،انكأ جرحه فقط لأجعله معبرا الى ما اصبو اليه...
بل لقد انحدرت من الوضاعة الى كي جرحه بأن ولدك يشبهه..
اهتزت ملامحها ،ترميه بنظرة مستنبطة لم يبطن ،فغمي عليها من سكون ملامحه ،و هدوء قسماته، فقط تلك الشرارات اللامعة السوداء اعلمتها جيدا ان احشائه تغلي على مهل...
"لا تصدقها عمار، هي تحاول الوقيعة، فقط تسمم بأكاذيبها اواصر وصالنا لتقطعها، انا فقط وددت الحفاظ على الود بيننا برؤيتك ابني ...
تشير اليها بحقد
"انها غيور ،تحبك ،السيدة المحترمة ذات الثلاث اطفال، ذات الدين، و الخلق الرفيع، المغطاة بقطع القماش من اعلى لأسفل ، ترمقك بنظرات الساقطات لا تستطيع ان تخفي شغفها بك...
تأتأت باعتراض ساخر
"عيب، هذااا عيب ،و عدم لباقة منك، ان تفشي سر شغفي به ،و حبي له على الملاء و امام عينيه ،هذا محبط لكبرياء الأنثى لدي، بل و يزيد من غرور الرجل، كنت سأقدرك كثيرا لو طلبت منه بلطف ان يظهر لي حقيقة مشاعره نحوي، او تفسري تلك النظرات التي يرمقني بها، او تلك المشاعر التي تتراقص الأن على وجهه و انت تعلنين بانتصار حبي له ..
اقتربت منه تضع طرف سبابتها على عنقه
"او ذلك النبض المرتجف بجنون هنا ، منتظرا بصبر المزيد ..
لكن للأسف كان اجتهادك احادي الجانب، موجها لي ،و قد ظننت خطأ ان زوجي و مشاعره امر مسلم به...
تدلى فكها، تجول ببصرها بينهما، كأنها ترمق زوج من المجانيين
" قل انها كاذبة، قل ان ذلك المشهد الرخيص هو مجرد وسيلة لردعي ، و ردي عن طريقك...
اصابها صمته بالجنون ، تهذي مستنكرة
"لاااااا... لا يمكنك استبدالي انا بتلك..
خطى السخط على قسماته لتشتد بقسوة
"جويرية ليست بديلة لاحد، جويرية زوجتي ، هي كل ما اردت و تمنيت ،هي دعوتي المستجابة ،هي فقط امرأتي انا...
انا لن انتقص منك ،لأرفع من قدرها، فهي عندي لا تقارن و لا تشابه ...لذا ارجوك انجي الجمي انفعالاتك،  حافظي على رباط العمل بيننا، فانا لم اعدك بشيء خارج هذا الإطار...
محاولة ترسيخ تلك الحقائق لديها، تمحو تشوش صدمتها
لكنها تصطدم ببقايا احلام تحتضر
لقد رتبت كل شيء ،لقد قصمها ،فقد عاشت بمخيلتها حياة كاملة معه و مع ولدها ظفرت فيها بكل شيء اموال زوجها السابق ،امومتها لطفل رائع،و اخيرا شباب و وسامة عمار
لكن كل ذلك اصبح هباء ،لقد انسل حلمها ممن بين اصابعها
"كيف استطعت ان تفعل هذا بي ؟فقط كييف ؟
يغالبه طبعه المراعي
"انا ابدا لم اتعمد ايذاءك انجي، لقد كنت جزء من حياتي، و انا اصون تلك الايام بيننا، انت من اخترت الانفصال ،و اصررت عليه، و انا حققت رغبتك، لتنالي ما حرمتك منه، و اظن ان فراقنا كان دون ضغائن .
ارتبكت لمنطقه، اهتزت قناعتها تخلخل احلامها، تتشح بخجل فهي من تخلت ، لتتشبث
بأخر طيف موالي
"لكن، الوضع قد تغير الأن، نحن نستحق فرصة اخرى، ارجوك امنحني تلك الفرصة،
قاطعتها الاخرى بملل و قد فاض كيل صمتها
"ذلك ليس بإمكانه ،للأسف ،ام لديك رأي اخر عمار..
حدت اشفارها تهمس بغل
"اصمت ،هل تظنين انك ظفرت به و انتهى الأمر...
اضحى الامر اكثر مللا و اكثر اثارة للشفقة، فتنهدت بصبر
تلكمها بالقاضية لتنهيه
"عمار ليس جائزة انجي ،عمار حق، حقي انا و ملكي انا، و انت تجهلين عني الكثير، لكن يكفيك ان تعلمي عني امر واحد، انا ابدا لم و لن اتنازل عن حقي فيما املك...
انبسطت قسماتها تحبو على ثغره ابتسامة رائقة ،برقة رضيع فتح عينيه بعد طول نوم على وجه امه ضاحكا مطمئنا و هو مستلق بين ذراعيها ..
"ارجوك انجي هذا الجدال يسيء اليك، وانا ابدا لا اود الإساءة اليك، لننهي الأمر عند هذا الحد، و نفترق كأصدقاء ..
ثبتت حقيبتها على كتفها بأنامل مرتعشة، توليهم ظهرها بخطوات مهتزة ترمى بعبارات تبعثرت حولها، لم يلتقطا منها
"سوى مبارك عمار، و شكرا لسعة صدرك...
زفرت براحة بعد تأكدها من مغادرتها
"الحمد لله ان الأمر انتهى عند هذا الحد، لم اظنها ستهزم بتلك السهولة...
رفع حاجبه بدهشة
"بتلك السهولة...
رنت اليه بقلق وليد يؤرق نصرها
"لكن ..ماذا لو قررت سحب اعمالها من مكتبنا عمار؟؟، هذا سيزعزع ثقة العملاء بنا، خاصة بعد ما فعلته الشمطاء الأخرى ....
رمته بنظرة ساخطة
"انت و نساءك سيد عمار، اتمنى الا اتعرقل بأخرى في القريب ..
هز رأسه برصانة مستفهم
"و هل تذكرت اخيرا المكتب و الثقة و العملاء، بعد ان انتهيت من تنظيف اسنانك من لحم تلك المسكينة ببقايا عظامها، اطمئني سيدة جويرية فانجي لن تسحب اعمالها، هي لن تجازف بما ناضلت لإجله ،فعلى الرغم من كل شيء ثقتها بنزاهتي مطلقة
ارتسمت ابتسامة اجرامية على وجهها ،ترافقها نظرة اكثر اجرام
"المسكينة، و ثقتها المطلقة، بالطبع فعلى الرغم من كل شيء هي كانت زوجتك...
هز رأسه موافقا برزانة
"هذا امر لا يمكنني تكذيبه..
تلمست ياقة قميصه تطويها بعناية بدقة زائدة
"طالما انها كانت زوجتك ،و انت تحفظ طباعها كباطن كفك، تعلم ردود افعالها ، بل و تشعر بالرثاء نحوها، و قد اصبحت انا شريرة روايتكم التي يتخلل لحم جنيتها الطيبة اسنانها.....
قطعت حديثها تجذب ياقته بشدة تكاد تمزق معها جلد رقبته
"لما لا اتنحى انا جانبا، لأيسر عليكما سلك طريق العودة..
سعل و قد ضغط قماش قميصه على حنجرته ، يتناول قبضتيها بين يديه مهدئا، يجلس على طرف مكتبه يضمها اليه
"و تتخلين عن حقك ،تتنازلين عن مليكتك بتلك السهولة سيدة جويرية...
🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂
تلهو بها الظنون ،تعلو بها تارة ،و تهبط بها اخرى، ان ما ينتابها ليس غريبا عليها ،ترد تلك الخواطر عنها باستحالة الأمر ،فلو ردت غثيانها و اضطراب معدتها الى القلق او البرد، فإلى ما ترد انقطاع عادتها الشهرية ،استقامت ببطء توازن خطواتها ، ليغشاها الدوار مرة اخرى ،فتلفها ذراعين حاميتين طالما تحصنت بهما وكانتا نعم الملاذ ،يحاوطها بقلق يدلل قلبها
"انت لست بخير جويرية، سنذهب الى الطبيبة اليوم رغما عنك ،فالهواجس تكاد تقتلني مما تعانين ..
هزت رأسها حائرة
"انا اعلم ما اعاني ،انا فقط لا افهم....انا..
يمرر اصابع متملكة قلقة علي ظهرها
"مما تعانين صغيرتي ، اريحي قلبي ..
همهمت تلتقط انفاس متقطعة
"اريد ان اجلس من فضلك عمار، لا استطيع ان اوازن رأسي..
اجلسها ببطء متردد يخشى افلاتها من بين ذراعيه
،لترفع اليه وجها شاحب يؤرقه التخبط و الحيرة ،لا تريد منحه امل كاذب ،تخشى ان تهبه ما يصبو ثم تنثره هباء
"هيا جويرية شاركيني ما اراه على وجهك ،و يستعص على عقلي فهمه ..
تدرج وجهها بخجل دخيل على محياها ،فان كانت لها تجارب سابقة ،فهي له الأولى ،تريد منحه فرحة خالصة ،ان تكون مرتهما الأولى معا ،و هي لها الأولى فتلك المرة تحمل قطعة منها و من روحها ،هو روحها و حياتها ،لذلك هي حقا مرتها الأولى ،تلتمع عيناها بلآلئ زادت من بريق بنيتيها
تهز رأسها فرحة دون فهم
" انا اظن ...اني ..اعتقد انني....
استحثها بلهفة اثارتها تلك اللآلئ البراقة
"انت ماذا؟؟؟
تصيح و قد افلت زمام تعقلها
"انني حامل ..حامل عمار ..لا افهم ،لكني على يقين من ذلك ...
سكنت حركاته، شاركتها انفاسه ظنت انها تجمدت تكريما لتلك اللحظة، حتى اهدابه هبطت خاشعة تظلل عينيه طائعة ...
فتبهت خائفة ،هل المته؟؟ ،هل ظنه امل خادع؟؟ ،هل اثارات لديه ذكريات مؤذية مشابهة مر بها خاب فيه رجائه؟؟؟
"عمار ...
هنا تفجرت النجوم حتى الكواكب المعتمة اضاءت لحظتها من بهاء ما ارتسم على قسماته ،ليخر ساجدا تتسابق انفاسه تلهج بشكر ،بل اثنان واحد لأجل طفل حلم به، و منحه الله اياه، و الثاني لأنه وهب  عطائه و امنيته منها هي ،فعقدت اسباب سعادته و فرحته مكتملة ..
اشرق وجهها بسعادة ،تمحو شحوبه تخضعه لبهجة خالصة لما يتراءى لها
مرفرفا حول وجهه حين استقام راكعا بين يديها يقبلهما
"شكرا لك ....شكرا لك
تمسح بكفيها على خصلاته تجلى النظر لتمتع بتلك السعادة الوليدة، تتشبع بتلك القسمات الحانية المبللة بدموع الشكر تقبل جبينه بحنان
"مبارك لنا حبيبي .. مبارك لنا ..
يضمها يحتضن حتى ذرات الهواء حولها ،ليتمتم على رقبتها بما لا يعيه سمعها، لكن يتلقاه قلبها مكتفيا قانعا...
.....
واضعا كفه على سطح بطنها ساكنا تارة ، ممررا اياه مداعبا بلطف و حنان تارة اخرى ،مغذيا تلك الشكوك و الظنون التي اضحت في طور النضوج
لتنهي الامر متسائلة
"عمااار ..
يغمغم بتساؤل مغمض العينان بجانبها
"انت منذ علمت الامر صباحا تبدو ....
قطعت حديثها تبحث عما تعبر به لما يجول في خاطرها
"تبدو سعيدا جداااا نعم ،راضيا جداا ،لكن ابدا لست مندهش او متفاجىء...
اعتدل يقيم رأسه مستندا على قبضته ،تلهو تلك النظرات المتلاعبة العابثة على حناياه ،و تلك الخصلات الشقية معه في كل حركاته تدغدغ مشاعرها
"و لما اندهش انا عريس جديد ،اقوم بوجباتي الزوجية على اتم وجهة
ام هناك شكوى لا اعلمها !!!!..
بضحكة منخفضة خشية من خدش سمع صغارها تتمتع بمشاغبته
"معاذ الله ،هل اجرؤ ،فتشهد علي جدران الغرفة ،تعتصر رقبتي قصاصا على الكذب و البهتان ...
صخب ضاحكا بنبراته الرجولية التي تفسد زمام سيطرتها
،و قد اضحى كل ما فيه يعيث فسادا في اعدادات عقلها و جسدها بعد ان استحوذ على قلبها ...
"لاااا ،لاا تنافقيني جوري انا مقصر ،و يجب علي اخذ خطوات حازمة صارمة  تجاه الامر ...
تجذب خيوط الجدية مرة اخرى الى حديثها
"عمار ،لا تشتت انتباهي ،بخطواتك تلك التي لا حصر لها ،انت لم تندهش لحملي!!! ،لم تتساءل!!، لم تطلب التيقن مكتفيا باختبار بسيط نتائجه قد تكون مغلوطة!! ..
بمكر و هدوء اثار سخطها
"مرة اخرى و لما جويرية!! ،نحن متزوجان حديثا ،مرت اشهر قليلة على زواجنا ،و حملك امر متوقع و طبيعي لما استهجنه او تفعل انت ...
استقامت تزيح يده عن معدتها ،مرتبكة يثير حفيظتها مراوغته
"لأن ...لأنك ...
يهز راسه مشجعا
"نعم..
تتم عبارتها بكمد
"لان انجي اخبرتني انك عقيم...
مط شفتيه يعقد حاجبان متلاعبان يهتف بدهشة مصطنعة
"و صدقتهاااا.....
انعقد حاجبها هي تلك مرة ،تضم عينيها
"و والدك!!! الذي كنت بجواره و هو يهمس لي ،مباركا ،متمتما شيء ما حول العوض و الأولاد ،لأشتت كلماته بهلع خشية جرحك...
لتتسع عيناها بفهم ،تنفس الشرر من رئتيها
"انت ادعيت ذلك ،انت ......، كيف تنسب ذلك الأمر الى نفسك !!!كيف تخدع والدك و تكسر قلبه بتلك القسوة !!!! كيف كذبت علي انا !!!!
رفع كفيه مدافعا ببراءة
"انا لم اتفوه بكلمة عن الأمر لك، انت صدقتها ،حتى دون ان تتساءلي من باب الفضول..
هنفت بحنق
"اي فضول ،انا كنت اتحسس طريقي كمن يخطو على شفرات مسننة حتى لا اجرحك حتى و لو دون قصد ، و انت تتسلى على حسابي ..
تنفس بجدية اصطبغت بها كلماته
"كانت تلك الطريقة الوحيدة لأنال موافقتكما انت و ابي ،كلاكما يزن الأمر بميزان النواقص و المبادلات ،نقص مقابل نقص ،و عيب مقابل عيب ،دون حساب لقلبي و ما اريد ، انت لم تلن  نظرتك الي ،او تحوطني مشاعرك الا بعد ان علمت ان مرضي المزعوم هو عيب قد يوازن كفتي الميزان ، امام ما تنسبيه لنفسك من نقص ،و مزايا خاصة بي ، كذلك ابي وازن الأمر بذات النظرة هذا مقابل ذاك و لازالت كفتي رابحة، اقتنص بها قوامة عليك، ..انا فقط سايرت قصور عقليكما ...
اشتد فمه بحزم مستدركا
"لكن انا ابدا لم اكذب عليك ،لو بادرت بالسؤال ،لصدقتك ،انا تركتك و ظنونك او يقينك بما سمعته ، و ابي سينسى كل شيء و هو يحمل حفيدا من صلب ولده ...
الى هنا و انتهى الامر جويرية ، لن اخوض نقاشات تجر وراءها جدال و خصام
صدقا لقد اكتفيت...
بسمة فخورة محبة لذلك الغاضب العابس، الصارم كقطعة صلب تتراءى لعينيك طيعة ،لينة ،لكن ان اصطدمت بها بهرت بصلابتها ،و متانة معدنها.
🍂🍂🍂🍂🍂🍂
"لقد اصبحت شرهة متطلبة ،جوري من يصدق ان تلك العاشقة المدللة ،هي نفسها العبوس القاتمة ،التي كادت تفقدني عقلي بصرامتها "
قاطعته تداعب انفاسها دقات قلبه ،ينبض وجهها بسعادة تواءم ذلك الرضا و الإكتفاء الذي يتلاعب على وجهه ،و كأن الدنيا بأكملها اضحت ملك يمينه..
"انا لم اصبح شرهة ،انا فقط اسيرة مسكينة "
رفع حاجبيه متسائلا ينتظر بصبر ان تلامس تلك الخفقات الدافئة قلبه ،تلك اللهجة المغوية التي تتعمد الهمس بها في خلوتهم
"اسيرة لماذا بالضبط؟؟
تمرمغ انفاسها على قلبها ،تحبس انفاسه و رائحته التي تشتت قلبها و عقلها بصدرها
"اسيرة لذلك الطفل ،الذي يعشقك من قبل ان تقع عيناه عليك ،لتلك الهرمونات اللعينة التي تيقظني من نومي صارخة مطالبة بحقها فيك ،لا تخمد و لا تهدأ الا بالتواصل معك ،و امتزاج انفاسي بأنفاسك،..
يمط شفتيه مغيظا
"و ما ذنبي انا في كل ذلك ؟؟..
استقامت بسخط تلملم خصلاتها
"ذنب ،الأن اصبح ذنب سيد عمار ،رحم الله اياما كدت اصاب فيها بالحول من كثرة دوارنك حولي ...
رفعت حاجبها بغيظ
"و الأن اصبحت شرهة و متطلبة ،و لا ينقصك الا نعتي بقلة الحياء "
كتف ذراعيه على صدره يرسم الجدية بنبرته
"قلة حيائك مفروغ منها جوري ،انا اصاب بالخجل مما تفعليه بي "
والته ظهرها تسقط ساقها عن السرير ،تعدل من قميص نومها تصيح
"اذن سأتركك لخجلك و حياءك سيد عمار ..
اعتدل مسرعا يضم كتفيها
"الي اين انت ذاهبة ؟؟
"الى غرفة عائشة سأنام معها الليلة لأزيح عنك عبء هرموناتي و اكفيك قلة حيائي "
قبل كتفها العاربة مسترضيا ،يهمس بحزم
"انت لن تغادري فراشك الى اي مكان ،هل يهون عليك مورو
زوجك المسكين ،المطيع الذي يخفف عنك عبث تلك الهرمونات بجسدك ..
كست الشراسة قسماتها
"لا تذكرني الأن بتلك البغيضة ..
بصقت الاسم من بين شفتيها
"مورو ..... الا تستحي رجل في منتصف الاربعينات ،تدللك بمورو ..لاااا و كانت على وشك لمس شعرك ،لقد كنت على وشك افتراسكما معا "
علت ضحكاته يداعبها بمكر ، يعيدها الى الوسادة بلطف ينافي ما يرتسم على وجهه من عبث
"لقد اعجبني امر الافتراس ،لما لا نضعه موضع نقاش الأن"

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 31, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

جناح مهيض "مكتملة" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن