" نَدَم لَا يُشفَى "
وَكَأيّ مُرَاهِقٍ صَغِير يَحظَى بِعائِلة دَافئَة قَلِيلِة الأَفرَاد
- أُمِي وَأبِي.. أخي الصّغير وَأنا -مُنذُ أَن كُنتُ صَغِيراً كَانَت عَائِلتي تمُيز أَخِي الصَّغير وَتُفَضلُه عَني..
لَكن لَا بأس فَهو يَستَحق ذَلك.. أَنا أُحِبُّه كَثِيراً
...........
ذَات يَوم..
عُدت مِن مَدرَستِي مُتعبٌ بَعدَ نَهارٍ عَاصِف
كُنتُ مُرهَقاً بِشِدّة..تَمَددت عَلى سَريرِي وكأننّي لَم أَرتَح لِشَهر
إلىٰ أَن سمِعتُ وَالِدتِي تَصرُخ : احضِر أخُوكَ الصّغِير للمَنزِل اليُوم عَاصِف وَهوَ مُتعَب... إِنِيٓ أُعدُّ العَشاء
تَنَهدت الىٰ مَالا نِهاية.. تَبَّا عَليَّ مُغَادِرة سَريرِي المُريح الدّافِئ..
استَقمت مِنه بِصُعوبَة لأَذهَبَ لِأُمي أُقنِعُها بأَنه لا دَاعٍ لِذلِك
وَبَعدَ مُنَاقَشة طَويلَة.. أَقنَعتُها بِنَجَاح
لأَعُودَ لِسَريرِي الدّافِئ.. أكمِل قِرائَتِي
مَاهِيَ إلا بِضعُ دَقائِق لِتُعَاوِد وَالِدتي الصُّراخ : لَقَد تَأَخّر أَخُوك..
لَم يَكن بِيدي إلّا أَن أَذهَب بِسُرعة قَبلَ أَن تَبدأَ بِنوبَاتِ غَضَبِها الهِستيرِيَّة
أَخَذتُ مِعطَفَاً وَاتّجَهت لَِمَدرسَتِه..
بَعدَ خُطُواتٍ قَليلَة رأَيتُه فِي الرّصِيفِ اللّذي يُقَابلُنِي.. لِأُلَوِّحَ لَه والابتِسامَةُ تَشُق وَجهِي
لَكن حَدثَ مَا لَم أَتوقّع..
سيَّارة مُسرِعَة.. صَريخ.. والكَثِيرُ مِن الدَّمَاء..
مَظهَرهُ وَالدَّمَاءُ تُغَطِيه شَلَّ قِوَاي.. حَرَّكتُ فَمي بِصُعوبَة أَطلُبُ النَجدَة
لَكِن فَاتَ الآوان..
...............
حَتَى لَو شُلّت ذَاكرَتي أَو أَصابَني الخَرَفُ يَوماً مَا.. أَنا لَن أَنسى ذَاك المَشهَد
أنت تقرأ
Psycho
Mystery / Thrillerالجَمِيعُ يُخبِرُني أَنَّني مَريض نَفسِيّ.. وَوجُودِي مُجَرّد آفّة