" جُرجٌ مُدَّمى"
هَذَا جَيِّد.. كُلّ شَيءٍ جَاهِزٌ الآن..
- قَلَم ووَرقة.. حُبوب دَواء.. بيتٌ فَارِغ -
أَنَا الآن مُستَعِدٌ لِأُنهِي حَيَاتِي وأََحلَامِي وكُل شَيء..
آسِفٌ أُمِي.. آسفٌ أَبِي لَقَد خَذَلتُكما
سَأُنهِي هَاتِه الحَياةَ البائِسة.. إنَّ الأَمرَ قَد ثَقُلَ عَلِيّ ولَا سَبِيلَ لَأُكفِّرَ عَن أَخطَائِي..
وَضَعت بِضعَ أقرَاصٍ بِيدي بَعدَ أَن انتَهَيتُ مِن كِتَابَةِ وَصيَّتي.. فَتَحتُ فَمِي مُقربَاً إيّاه وأغمَضتُ عَيناي وكَأَنَني أَتجَهزُ لِرحلة.. رِحلة أَبَدية تُنهي آلامِي
لَكن اوقَفَني طَرقُ البَاب.. تَبَّا مَن هَذا المُزعج
وَضعتُ الحُبوبَ جَانبا لأستَقيمَ وَأَفتَحَ البَاب..
إنَّها عَبقَريَّةُ صِفِنا.. مالذي أَتَى بَها لِهُنا؟
نَظَرتُ لَها بِريبَة دونَ أن أَهمُس بِحَرف..
أظَنها لَاحَظَت الجَّوّ الغَريب فَتَحَمحَمت قَائلة : لَقد أرسَلَتني مُعَلِمة الصَّفِ اليَوم لِأُخبِرَكَ أَنَّه... ثُم تَوَقفَت فَجأَة وَمَرّرت نَظَراتِها المُتَفَاجِئَة حَولَ يَدايَّ
لتَنطُق بِقَلَقٍ وَخَوف : مَالذي حَدَثَ ليَداك.. ؟
ربَّاه مَا هذَا الكائِن المُزعِج.. أَولاً قَاطَعتنِي وأَنا انتَحِر والآن تَتَطَفَّلُ عَلى شؤُنِي الخَاصة..
تجَاهلتُها لأذهَب وأُغلِقَ البَاب بِبطء.. لَكنَّها اوقَفَتني بِمَسكِها لِساعديّ..
نَظَرتُ لَها بِنَظَراتٍ بَاردة كَادَت تُجَمِدهَا.. لَكِنها تَفَتقرُ لبَعضِ التَأدِيب فَقَد دَفعَتني وَدخَلت المَنزل
رَكَضَت حَولَ أَقرَاصِ الدَوَاء.. تَبَّا انَّها سَريعَة لَم أَلحَق بَها لَقد رَأَت كُلَّ شَيء
تَنَهدت لِأَسأَلها مالذي تَفعَله.. بنبرة جَلِيدِيَّة
لَكِنَّها تَجَاهَلتنِي لِترمِي الأَقرَاص فِي الحَاوِية.. حَقاً لَو لَم تَكن فَتاة لَأَوسَعتُها ضَربَاً
كُنتُ أُريدُ أَن اصرُخَ بِوَجهِها وأُخرِجُها لَكن اوقَفَتني قَطَراتٌ مَالِحة تُزَيِّن وَجنَتيها
اقتَرَبت مِني وأخَذَت تَبكي وتَتَوَسَلُني أَن لا أَفعَل هَذا مُجَدَّدا.. لَم يَكن بِيدي إلا أَن اومئ لَها لِتَهدَأ..
وهَذا مَا حَدث.. لِتُودِعني قَائِلة : انتَبِه عَلى نَفسِك وَلا تَنسَى أَن تَأتِ للمَدرَسة وإلّا سَتُفصَل..
اومئتُ لها مُجَارِيا لِنَصَائِها التَْي لَن أنَفِذَها أَبدَاً..
ثُمَّ صَعَدت لِغُرفَتِي مُسرِعا لِأَنهُ وَقتُ مَجيء أُمي..
أَنا حَقاً لا أَقوى عَلَى مُواجَهَتِهَا.. فَمُنذُ ذَاك اليَوم لَم أُكَلِمهَا أَبَداً....
أنت تقرأ
Psycho
Mystery / Thrillerالجَمِيعُ يُخبِرُني أَنَّني مَريض نَفسِيّ.. وَوجُودِي مُجَرّد آفّة