16

109 9 151
                                    

" تَم لَكن.."







- أوليفيا -




يَومُ آخَر.. يَومُ آخَر يَملَؤُه الإرهَاق

مَن قَد يكَون.. ؟

هَذَا السؤُالُ بِالكَادِ يَرحَمُ عَقلِي قَبَل أَن أُصَابَ بِالجُنون


جَالِسة فِي غُرفَتِي بَعدَ أَن عُدتُ مِن السُجن

إلَى الآن لَا اَدرِي سَبَب انزِعَاجِ أُمِي مِن ذَهَابِي

رَن الهَاتِف..

مَدَدتُ يَدِي بِتَكَاسُل لِأَرَى أَنَهُ رَقمٌ غَرِيب

رَدَدَتُ عَلَى الاتِصَال

" مَرحَبَا هَل أَنتِ المُحَقِقَة رِيس؟"

لَقَد بَدا الخَوفُ يَسَيطِرُ عَلَي حَتَى عَلى كَلِمَاتِي فَمَا عُدت اُمَيز مَا أقَول.. لَكِنِي أَظُن أَنِي أَجَبتُ بِنَعَم


" بَعدَ غَد سَينتَهِي الوَقت إِن لَم تَجِدِي دَلِيل كَافِي لِبَرَائَتِه سَيُحكَمُ عَلِيه بِالإِعدَام "


- حَسَنَا وَاَغلَقت

أَظُن أَنِي قُلتُهَا بِنَبرَة مُخَدَرَة أَو رُبَمَا لَم أَقُل.. كُلُ مَا أُدرِكُه الآن أَنِي سَقَطت

لَيس جَسَدِي بَل كُلِي..!

مَاذَا أَفعَلُ الآن..؟!

لَقَد مَر شَهرٌ وَدَاي بِالسِجن.. لَقَد نَفِذَ الوَقتُ مِني

اليَوم حَتمَا لَن أَنَام قَبلَ أَن أَجِدَ القَاتِل

إنِهَا فُرصَتِي الأَخِيرَة



طَرَدتُ كُلَ تِلكَ الأَفكَار المُظلِمَة مِن بَالِي وَبَدَأتُ أُفَكِر أَكثَر..

إِلَى أَن غَرِقتُ بِالنَوم..





يَومُ وَثَلَاثَة عَشَر سَاعَة

الوَقتُ يَنفَذُ مِنِي.. أَرَى عَدَادَ حَيَاةِ دَاي يَمضِي أَمَامِي

إِن لَم أَجِدَ القَاتِل لَن أُسَامِح نَفسِي




بَدَأتُ بِالعَمَلِ مِن جَدِيد ثُمَ قَرَرتُ الذَهَابَ عِندَ دَاي

اَشعُر بِشَيء سَيء لَا أَستَطِيعُ وَصفَه


قَادَتنِي قَدَمَاي لِذَاكَ المَكان لِأَصِلَ أَخِيرَاً


" مَرحَبَاً دَاي كَيفَ حَالُك"

نَطَقتُ وَأَخِيرَا بَعدَ أَلفِ تَنهِيدَة دَاخِلِية


- بِخَير.. انظُرِي

رَفَعَ يَدهُ مُلَوِحَا لِتِلك السَبائِك التِي أَهدَيتُه إَيَاها فَقَد رَبَطَهَا عَلَى هَيئَة أَسَاوِر

لَطِيف.. بَسمَتُه مُخَدِرِي


- بَعدَ غَد


قُلتُ بِقَلَق اَسأَلُه : بَعدَ غَد مَاذَا؟


- بَعدَ غَد سَيظهُرُ الحُكم.. لَا تُرهِقِي نَفسَك بِالعَمَل
سَأَنَالُ العِقَابَ الذِي أَستَحِقُه

حَقَا.. تَوَقف عَن هَذَا

فِي كُل مَرَة تَقُولُ هَذَا أَستَشعِر مَدَى اليَأسِ وَالأَلَمِ مِن كَلَامِك

وَكَأَنكَ مِن فَرطِ الجِرَاحِ بِدَاخِلك انهَارَت قِوَاك فَمَا عُدتَ رَاغِبِا بِالمُحَاوَلَة حَتَى



" لَا فَائِدَة مِن نَصَائِحِك.. فَقَد وَجَدتُ دَلِيلَ بَرَائَتِك"

قُلتُ بَعدَ أَن أَظهَرتُ تَعبِيرَا مُصِرا



- حَقَا.. ؟


" نعم"

يَالَهَا مِن كَذِبَة مُبتَذَلَة.. أَأُطَمئِن نَفسِي أَعم أَعِيشُ الوَهم



- حَسَنَا لَا بَأس.. أَينَ الأَسَاوِر الصُوفِيَة.. ؟



" اه كِدتُ أَنسَى "

قُلتُهَا بَعدَ أَن مَدَدتُ يَدِي أُعطِيه إِيَاهَا





- شُكرَا أولِيفيا





" عَفوَاً "

ثُمَ وَدَعتُه لِأَعُودَ لِلمَنزِل مُكمِلَةً عَمَلِي

حِينَ وَصَلتُ سَمِعتُ صَوتَا غَرِيبَا لِذَا اقتَرَبتُ مِن مَصدَرِ الصَوت

صَفعَة أَو كُوبُ مَاءٍ مَغلِي
هَذَا يُشبِه مَا سَمعتِه

.




.





.















لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 01, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Psychoحيث تعيش القصص. اكتشف الآن