10

72 6 161
                                    





" وَاقِع مُمَزِق "









أَنَا مُستَعِدَة..

- لَستِ كَذلك

بَلَا


- مِسكِينَة تُقنِعينَ نَفسَكِ بِهذَا




تَبَا لِكُل شَيء




...........


حَان الوَقت أَخِيرَا.. ارتَدَيتُ مَلابِسي وَوَضَعت شيئَا بَسيطَا عَلى وَجهِي لِيُخفِي الهَلات السَودَاء وعُيونِي المنتَفِخَة

لَقَد انتَهَيتُ... أَنَا الآن ذَاهِبَة عَلَيَّ أَن أَبقى قَوِيَة وَواثِقة


اجمَعِ شِتَاتَ نَفسِكِ يَا فَتاة






ذَهَبتُ لِلمَحكَمة وَنَبضَات قَلبِي وأَنفَاسي الغَير مُنتَظَمة تَتَسَارَعُ مَع كُلِ خُطوَة


لَقَد وَصلتُ أَخِيرَا.. جَلَست فِي الصُفوفِ الأَمَامِيَة أَنتَظِر اكتِمَال العَدَد وَحُضُر القَاضِي


رَنَ الجَرس وَبَدأَت المَحكَمة.. هَذَا الجُو يُصِبُني بالجُنونِ حَقَا

تَقَدَم دَاي هيون لِلمُنتَصَف مُكَبَلِ اليَدَين



طَرَقَ القَاضِي وَقَال بِصَوتِ مُهِيب : هَل مِن شُهُود.. ؟


لَيَرُدَ عَلِيهِ شُرطِي : "لَا سَيِدِي"


ليتَحَمحم وَيقُول بِذَاتِ النَبرَة : اذَا فَليَتَقَدم الطَرَفَان وَليُقَدِمَ كُلُّ مِنهُم دَلِيلَهُ



تَقَدَم ذَاك الذي يُرِيد اَن يُرِيحَ رَأسَه مِن التَحقِيق أَو التَفكِير بِمَنطِقِيَْة لِيَنطُقَ واللا مُبَالَاة تَملَئُ كَلِمَاتِه :

أَنَا أَظُن يَا سَيِدِي أَن الأَمر وَاضِح.. وَأَن المُتَهَم قَد قَتَلَ أُمَه بِالفِعل فَهُوَ مَرِيض نَفسِيّ فِي النِهَايَة وَأَقَارِبُ الضَحِيَة قَد مَاتُوا وَزَوجُهَا مُسَافِر.. كَما أَنَه اعتَرَفَ بِذَلِكَ بِنَفسِه

أَومَأ القَاضِي لِيَنطُرَ لِي بِمَعنى حَان دَورُك

فَتَقَدَمتُ وَأَخَذتُ نَفَسا عَمِيقَا لِأُخرِج مَا بِدَخِلي :

أَنتَ قُلتَ أَنَ المُتَهَم مَريض نَفسِيّ.. نَعَم هَذآ صَحِيح لَكِنَك استَعمَلت ذَلِك ضِده دُونَ أَي مُبَرر إِن كُنتَ قَد تَعَمقتَ قَلِيلا فِي الأَمر لَكُنتَ لاحَظتَ اصَابَته بالهَذَيَان تَحدِيدَا وَهوَ مَرضٌ لَا يَحتَاج لِتوضِيح أَم أَنَكَ تَجهَلُ هَذَا إَيضَاً.. ؟
لَكِنَكَ تُريدُ أَن تُرِيحَ بَالَك وَحَسب دُون التَحقِيق والبَحثِ عَن المُتَهَم الحقِيقِي

هَذَا رَدِي عَلى كَلامِك السَابِق فَقَط.. أَنَا لَم أَنتَهِ

نَظَرَا لِعَدَم وُجودِ أَيَ شُهُود فَبِدُونِ تَحقِيق وَدَلِيلٍ كَافِ لَا نَستَطِيع اتِهَامَه.. وإِن كَانَ هُوَ القَاتِل حَقَا إذَا أَينَ سِلاح الجَرِيمَة.. ؟ أَيَن تَخَلَص مِنهُ مَثَلا.. ؟
لَقَد بَحَثتُ جَيدِاً فِي مَوقِع الجَرِيمَة وَلَم أَجِد شَيء

رُغمَ إبغَاضِي للتَعقِيد وَمَيلِي لِلبَسَاطَة.. لَكِنَ الأَمر يَبدُو كَتُهمَة مُلفَقَة

أَعلَمُ أَنِي لَا أَملِك دَلِيلَاً أَيضَا لَكِن لَم يَكن لَدينَا مُتَسعٍ مِن الوَقت..



حَرَك القَاضِي رَأسَه مُتَفَهِمَا ثُمَ نَطَق وَهُوَ يَنظُر لذَاك الشَيء : هَل تَملِكُ رَدَا عَلَىٰ هَذَا.. ؟

لِينطِق بِنَبرَة تَملَؤُهَا السُخرِيَة :

" المُحَقِقَة التِي تَدَعِي الذَكاءَ هُنَا يَا سَادِة هِية صَدِيقة المُتَهَم وَهَذَا كافٍ لاسكَات مَنطِقيَتَها المزعُومَة"




لِأَرُد : أَنَا لَا أَدَعِي كَلَامِي أَو أَتَحَيزُ لِأَي طَرَف.. أَنَا أتَكَلُم بِوَاقِعيَة فَقَط.. أَنَا مَن أَرَاكَ مُتَحَيزَا

لَستَ هُنَا لِتَنتَقِدَنِي بَل كَلَامِي.. هَذَا إِن وِجِدَ لِلنَقدِ مَكان


احمَرَ وَجهُه غَضَبَا وَأَخَذ يَبحَثُ عَن كَلِمَات عَشوائِية يَصرُخُ بِهَا لَكِن قَاطَعَه القَاضِي بِطَرقِه لِيَقُول :

نَظَرا لِعَدم وُجُود أَية أَدِلَة ستُوَقف القَضِيَة الآن)إلَى أَن نَجِدَ حَلاً..

- رُفِعَت الجَلسَة




ظَل عَدَدُ الحاصِرين يَتَناقَص وَأَنا أُحَدِق بِ دَاي..

أرجُوكَ انظُر لِي وَلَو قَليلَا..

هاا.. لَقد استَدَار لِي لَكن مَا هذِه النَظَرَات.. ؟

لِمَ يَرمُقنِي بِهَذِه الطَرِيقَة.. ؟

وَكَأَنَه يَقُول دَعِيني وَشأنِي لِاَمُوتَ بِسَلام.. لَكنَنِي آسِفَة لَن أَفعَل..

لَن أَسمَح لَك أَن تُنهِي حَيَاتَك..

لَن أَسمَحَ لَكَ أَن تَتَخَلى عَن نفسِك..


.




.



.

Psychoحيث تعيش القصص. اكتشف الآن