12

67 8 109
                                    






" رُوحٌ تَائِهَة"











لَقَد حَلَ صَبَاحٌ آخَر..

بِدَايَةُ جَحِيم اخرَى..

نِمتُ جَيِدَا لَيلَة البَارِحَة وهَذَا بِفَضلِ المُهَدئَات التي اَعطَانِي إيَاهَا ذَاك الشُرطِي بَعدَ اَن أَزعَجُتُهُم بِصُرَاخِي البَارِحَة


حَانَ وَقتُ قُدُومِ تِلكَ المُزعِجَة..

لَقَد تَبَدَلت الخُطَة.. أَنَا الآن سَأَتَجَاوَبُ مَعَهَا - تمثِيلَا -

لِأَنَنِي أَعلَمُ..  اختِرَاعَ ذَرَة أَسهَلُ مِن إقنَاعِهَا


أَعتَذِرُ أولِيفيا لَكِن لا حَل آخَر.. اَنَا أَستَغِلُ طِيبَتَك لِصَالِحي وَحَسب.. أُعطِيكِي آمَالا لَكِن بِلا فَائِدَة


آسِفٌ حَقَا



" لَدَيكَ زائِر"... هَا قَد اَتَت - شَهِيق زَفِير -



مَشِيتُ لِتلكَ الغُرفَة مرةً أُخرَى.. هَذِه المرَة استَقبَلتُهَا بابتِسَامَة خَفِيفَة مُصطَنَعة فَقَابَلتهَا بِضحكَة عَريضَة

تَبَا.. انَهَا تُهَشِم ضَمِيري

جَلَستَ لُتُخَاطِبَني بِنَبرةٍ دافِئَة وَكَأَنَها رَمت كُل قَلَقِهَا :

كَيفَ حَالُك.. ؟


- جَيِد جِدَا.. -أَمُوتُ كُلَ لَحظَة وَكَلِمَاتُكِ تُعِيد إحيَائِي-


نَطَقَت بِقَلَق : لِمَا تَضَعُ يَدَاك فِي جِيَبِك..؟ هَل تَشعُر بالبَرد

- لَا فَقط أَصَابِعِي قَلِيلَا لَا تَقَلقِي.. -لَقَد عَنَفتُ يَدَاي عَزيزَتِي إِن رَأيتِهِم سَأَرى دُمُوعَكِ مَرَة أُخرَى وأَكرَه ذَلِك-


شَرَدت قَلِيلَا تُحَاوِلُ إِيجَادَ مَا تَقُولَه لِاَبدَأَ أَنا هَذِه المَرة : اولِيفيَا أُرِيدُ مِنكِ طَلَبَا مَا


رَدَت بِنَبرَة مُتَحَمِسَة : ماذَا تُريد.. ؟ اطلُب مَا شِئت




" أَتَتَذَكَرِين السبائِكَ الصوفِية المُلوَنَة التي كُنتِ تُحِيكِينَهَا واَنتِ صَغِيرَة.. ؟"



أومَأت بِحمَاسٍ.. لِأُكمِل :

" أُرِيد مِنك أَن تُحِيكِين لِي مِثلَهَا.. حِبَالَا قَصِيرَة  مُلَوَنة أَحضِري لِي ثَلَاثَا كُلَما تَأتِين أَرجوكِ"


استَغَرَبَت طَلَبِي لَكِنَها أومَات لتَقُول : نَعم أَكِيد.. هَذَا بَسيطٌ جِدَا لَكِن مَاذَا تُريد اَن تَفعَل بِها.. ؟



- إنَهَا تُريحُنِي وَتُعِيدُ لِي الكَثِيرَ مِنَ الذِكرَيَات.. -.... -





" حَسَنَا كَما تُريد "

نَطَقت وابتِسامَتُهَا الجَذَابِة قَد زَيَنت وَجهَهَا..




انتَهَى الوقتُ بالفِعل لِتذهَبَ وَتُوَدِعُنِي بِلُطف..

قَلبِي يُريدُ بَقَائَهَا لَكِن عَقلِي رَافِضٌ لِلفِكرَةِ تَماماً فَيَتصَارَعُ الإِثنَان فِي مَعركَةٍ أَبَدِيّة..!

لَكن بِنَفسِ الَوَقت هَذَا يَفطُر قَلبِي..

هِي تَعمَل بُجِد وَتُرهِق نَفسَها.. تَمضِي كُل وَقتِهَا بِي وَأَنَا أُفسِدُ الأمرَ تَمَامَا

تُصَارِع نَفسَهَا وَتُخفِي حُزنَهَا وَهَالاتِها التي تُظهِر ارهَاقَهَا أَمَامِي.. تُريدُ أَن تَبقَى قوَية لِتُنقِذَنِي

لَكِني أغُوصُ وأَغرَق فِي بَحرِ الاستِسلَام

مُستَحوذَا عَلَىٰ قِواهَا..

قَتَلت أَخِي وَأُمِي والآن أَقتُل رُوحَ هَذِه الفَتاة البَريئة..!

أَنَا آسِف.. آسِفٌ حَقَا

.






.




.

Psychoحيث تعيش القصص. اكتشف الآن