" مُحَاوَلَاتِ بائِسة"
- نرجع لسرد داي -
دينغ دون.. صَوتُ السَاعَة يَدُق بِأُذُنَاي لَقَد مَلَلت ذَلك
مَلَلت العَيش مُنتَظِرَاً المَوتوَكَأَنِي مُدمِنٌ بِذَلك
هَذَا مُزعِج.. لَقَد قَتَلتُ أَخِي و أُمِي مَاذَا انتَظِر.. ؟
لِمَا لَم أَلحقهُما لِلآن.. ؟
أَنَا وَغدٌ مُجرِمٌ لَا حَق لِي بِأمنِيَة لَكنِي اَتَمَنى المَوت الآن.. -تنهيدة-
تَبَا.. اوليفيَا تُعِيق كُل مُحَاوَلَاتِي البَائِسَة
هِيَ تُرِيد إخَرَاجِي مِن سِجنٍ كَمَا تَظن لَكنِه بِالنِسبة لِي الحُريَة
أَلَا تَعلَم عُقُوبَة القَاتِل..؟
إنَهَا المَوت.. إِنَه عِقَابِي الذي اَستَحِقُه
بَل أَكثُر مِن مُجَرَدِ عِقَاب.. هُوَ مَلَاذِي الأَخِير!
" أَتَاك زَائِر.. هَيَا تَحَرَك"
الزَائِر لَا يَخِف إزعَاجَاً عَن صَوت الشُرطِي الذي صَاحَ لِي
استَقَمتُ بِتَمَلل أَلحَقُ ذَاك الشَيء.. حَسنَا سَأُسَمِيه بِذلِك مِن الآن وَصَاعِداً
ثُمَ وَصَلتُ لتِلك الغُرفَة اللَعِينة..
يَفصِلنُي بَينَها زُجَاج بَسِيط.. وَيَالَيتَ كُلُ المَسافَاتِ تَفصِلُنَا
تَكلَمت بَعد أَن اختَرَقت نَظَراتِي المُجمِدة تَحت تَوَتُرٍ مَلحُوظٍ عَلَيهَا : كَيفَ حالَك..؟ لَا تَقَلق سَأُخرِجُكَ مِن هُنَا عَن قَرِيب ثِق بِي
رَبَاه ارزِقنِي الصَبرَ قَبلَ أَن اُمَزِقَهما
- وَمَن طَلَب مُسَاعَدَتَك.. ؟ اعمَلِي بِقَضِيَة أُخرَى وَتَوَقَفِي عَن إزعَاجِي
قَطَرَاتٌ مَالِحَة عَبَرت مَلَامِحَ وَجهِهَا المَلَائِكِيَة..
تَبَا كُلُ مَا تَفعَلُه هُوَ مَنحِي سَعَادَة وَكُل مَا أَفعَلُه اَنَا هُو إفسَاد الأَمر لَكِني غَيرُ مُتَقبِل لِذَلِك
مَسَحت دُمُوعَهَا وَتَحَدَثَت بَعَدَ أَن أَخَذَت نَفَسَا عَمِيقَا :
لَا أُريد سَأتَدَخَل..
لَيسَ هَذَا وَحَسب بَل سأَنتَشِلُكَ مِن عُتمَتِك ثُمَ أَلتَصِق بِكَ كَالعِلكَة حَاوِل إِقَافِي إَن استَطَعتثُمَ وَضَعَت تَعبِيرَا مُصِرَاً عَلَى وَجهِهَا
آه تَبَا.. أَيحتَوِي رَأسُهَا عَلى صَخر.. ؟ إِنَه صُلبٌ جِدَا
كُنتُ سَأُوَاسِيهَا لَكِني أَتَرَاجَعُ عَن ذَلِك شيه- افعَلِي مَا شِئتِي.. كُلُ هَذَا بِلَا أَيِ نَفع
تَكَلَمتُ مُستَفِزَاً لتَعبُس قَلِيَلا ثُمَ تَنطِق بِتَحَدِي :
حَسَنَا لِنَرى.. سأ....أوقَفَ كَلَامَهَا صُرَاخ ذَاك الشَيء اللَعِين : انتَهَى الوَقت
آه تَبَا لَه بِفضلِه لَم تُكمِل جِملَتَهَا..
وَدَعَتنِي ثُمَ قَالَت " أرَاك غَدَا" كَالعَادَة لَم تَنتَظِر ردِي لِأَنَهُ مُخَيِبَا لِلآمَال ..
عُدت لِزِنزَانَتِي وَأَغمَضتُ عَينَاي لَعَل النَومَ يُشفِق عَلَي وَضعِي المُزرِي وَلَو قَلِيلَا
لَكِن ذَلَكَ لَن يَحدُثَ بِالطَبع..
فِبَينَمَا كُنتُ أُحَاوِلُ أَن أَغفُو رَأَيتُ خَيَالَا...
اُقسِمُ أَنَني أَرَى أُمِي وَأَسمَعُ نَحِيبَهَا.. وَلَو اتَهَمُونِي بِالجُنُون
بَدَأتُ أَصرُخُ وَاقتَرِبُ مِنهَا.. مَدَدتُ يَدِي مُحَاوِلَاً تَجفِيفَ دَمعِهَا لَكِنَهَا اختَفَت كَالسَرَاب
أَرَاهَا تَمُوتُ أَمَامِي.. أُحَاوِلُ أَن أَجمَع آثَارَهَا المُتَلَاشِيَة فِي الهَوَاء
لَكِن بِلَا أَيَة فَائِدَة..!
هِيَ ذهبَت وَلن تَعُودَ مَرة أُخرَى
هَذَا مُؤلِم وَقَاسٍ حَقَا... لَقَد مَاتَت بَعدَ أَن عَانَت البُؤسَ وَكُلُ هَذَا بِسَبَبِي
أُرِيدُ أَن أَلحَقَهَا والآن.. تَبَا
أَضرِبُ الحَائِطَ بِيدَاي اللتَان زَيَنَهُمَا اللَونُ الأَحمَر
لَكِن بِلَا أَي فَائِدة.. ذَلِك لَن يُعيدُهُم
مَهمَا نَدِمت هَذَا لَن يُعيدُهُم.. هَذَا يَقتُلنِي
أَنَا عَالِقٌ بِجَسَدٍ حَي وَرُوحٌ مَيتَة وضَمِيرٌ يَجلِدُنِي
وَلَا مَفَر مِن كُل هَذَا سِوَى المَوت
.
.
.
أنت تقرأ
Psycho
Mystery / Thrillerالجَمِيعُ يُخبِرُني أَنَّني مَريض نَفسِيّ.. وَوجُودِي مُجَرّد آفّة