البداية!

71 7 2
                                    

بعد تلك المعركة المفاجئة والتي حدثت من غير توقع إطلاقًا..!!
احتفل المحاربون فيما بينهم وكانت وجوههم مستبشرة الجميع بهذا الفوز !!
ويعود الفضل لحوراء بطلة المعركة ، وتخطيط ثاقب الذكي الذي لولاه لما حققوا هذا النصر العظيم! !
جميع من في هذه القرية وقع أسيرًا في حب حوراء ، واحتفوا بها ، وعاملوها بحب واحترام شديدين!

-حوراء أنتِ تمتلكين قوة لم أرها في فتاة قط !!!
-يجب أن تبقي معنا حتى وصول حاكمنا ليكافئك!!
- أنتِ بطلتنا بلا شك!
-لم أرى فتاة مِثُلكِ أبدًا ، أنتِ تمتلكين قوة مائة رجلاً!
-يالكِ من فتاة عظيمة!
-الشوق يملؤني لقول حاكمنا بعد أن تصله الأنباء عن نصرنا!!

وفي خضم ذلك الضجيج الصاخب..
تقترب حوراء من أذني ثاقب ..
وتأمره بأن يذهب بسرعة ليخبر مرجان عن كل ما جرى من أجل إيصال ذلك كله لياقوت في طريقه ..
حوراء: فالتهم مسرعًا بخيلك لتحق بمرجان على الرغم من أنني أشعر بأن الأوان قد فات .. لذا سأخبرك مرة واحدة أين هم تحديدًا!..
يركض بخيله بكل ما أوتي من قوة
يركض ..ويركض..
ولكن يبدو بأنه لن يُدركه مهما حاول بجد..
...
وفي غضون ساعاتٍ قليلة وصل مرجان إلى ياقوت ..
ودخل ذلك المنزل الصغير الذي يقع وحيدًا في منتصف الصحراء متهالكًا ..
به نافذتان صغيرتان تَتخَلَّلَ من خِلالها أشعة الشمس الدافئة لتنير عتمته من الداخل
وبجانبه نخلة معمرة..
تعلو خطوات مرجان اللتي تلامس الرمال الذهبية الناعمة وتقترب ..
يفتح مرجان الباب ويخفض رأسه من أجل أن يدخل في ذلك المنزل الصغير ..
وفي أثناء دخوله رأى ياقوت مستلقيًا
التقت عينا مرجان بأشهب وآدم وهما يجلسان بجانب ياقوت وبسرعة انتشلا سيفهما بإتجاه مرجان ..
أشهب : من تكون ياصاحب الشعر الرمادي !؟؟
يضحك ياقوت : على رسلكما هذا صديقي العزيز مرجان !
تعلو الابتسامة وجه مرجان لتظهر غمازتاه الظريفتين..
ويقترب بسرعة ويحضن ياقوت بكل قوته !..

مرجان موبخًا: لقد مضت مدة لم نرى فيها بعضنا البعض!!! أقدم على خطوة متهورة وسترى ماسيحدث لك لاحقًا !
ياقوت بسخرية : كفاك مبالغةً ولتسرد لي آخر الأخبار عن القرية
مرجان: حسنًا كما ترى عندما رحلتُ عنها كانت هادئة جدًا! ، والسلام يعم الأرجاء ..
بعد رحيل تلك العاصفة التي عصفت بنا بشكلٍ غير متوقع ..
لاجديد الكل بأمان هناك!!.
آدم: قرية أي قرية؟ ماتكون تلك القرية التي تتحدثان عنها ؟؟
ياقوت : إنها قريتنا التي نقطن فيها هل تريد أن تذهب في رحلة لها برفقتنا؟
أشهب : ذلك سيكون رائعًا جدًا لا أمانع!
مرجان : بالمناسبة من تكونان ؟؟
ياقوت: إنها قصة طويلة ومضحكة هؤلاء الرفاق ممتعان جدًا!!
تيقنت بأنهم متهورين بشكل غير متوقع !!!
نعم يامرجان كل ما أقدم عليه لايضاهي شيئًا أمامهما...
أشهب يرد بنبرة إحراج شديدة: كما ترى خضنا قتالاً بسيطًا مجرد قتال ..وهذا ما آلت إليه الأوضاع..
مرجان بنبرة حادة:ماذا !!إذًا أنتم من تسبب بذلك كله لياقوت!!!
ياقوت: هون عليك لقد كان ذلك منذ فترة طويلة .. ولا يُعد شيئًا الآن! ، وأيضًا قدما لي أفضل رعاية برفقة عجوزنا الطيب الذي يستحق الكثير من التقدير والمكافآت !!
مرجان: بالطبع يجب عليهم أن يقدما لك أفضل رعاية فهم من أخطأوا بحقك !!، كفاك سذاجة..!
آدم: على رسلك يا مرجان فنحن شبه أصدقاء الآن لننس الماضي..

مع إجتماع الشّبان الغير متوقع سويًا ..
تتعالى أصوات ضحكاتهم..
والبهجة تحيط ذلك البيت المهترئ ..
أصبح وكأنهم على معرفة ببعضهم البعض منذ زمن طويل..

تتدرج ألوان السماء الزرقاء ببطء ..
حتى وصلت للون الغروب..
اقتراب المساء ..
مع الصحراء الذهبية..
والبدر الذي يستولي على السماء البهية بأكملها !..
سرب من الطيور الهائل يزين سماء تلك الصحراء الواسعة الجافة ..
طقطقة خيل قادمة من بعيد ..
للبيت الصغير..
وإذا به ثاقب قد وصل أخيرًا لوجهته المنشودة ، محملاً بالكثير من الأخبار التي قد تصدمه!!
دخل عليهم..
ياقوت بصوتٍ عالٍ: ثاقب القصير الصغير مرحبًا لم أرك منذ زمنٍ طويل!...
لقد قمت بمناداته من أجل ألا توجها سيفكما بإتجاهه أيضًا يا أشهب وآدم..
مرجان: ماللذي أحضرك إلى هنا هل حصل أمرٌ طارئ؟؟
ثاقب : مرحبًا أيها الحاكم ياقوت لقد أتيت إلى هنا وبحوزتي الكثير من الأخبار السّارة الصادمة!
أشهب وآدم: سنخرج قليلاً لتحضوا بالقليل من الخصوصية.. وبينما هما يخرجان
سمعاه وعلامات التعجب تعتري وجهيهما.. ((ماذا حاكم؟؟ ياقوت؟ من يكون؟؟))

ياقوت يضع يده على كتف ثاقب و بنبرة قلقة : حسنًا فالتجلس أولًا ولتشرب ماءً!! ولتشرع بقولها فورًا!...
ثاقب: تلك الفتاة الحسناء التي تدعى حوراء استمرت بتكرار أنها تعرفك ويجب عليها أن تكون ضمن المحاربين في تلك المعركة ، لقد فاقت توقعاتنا حقًا إنها أفضل من خمسين رجلًا فلولاها لم نستطع أن نحقق ذلك الانتصار الساحق !! ..
ولم تنجح خطتي بهذا الشكل المثالي!!
كنّا سندمر حتمًا.. ! ، والقرية ستكون بأيديهم تمامًا فقد جهزوا عتادهم جيدًا وكانوا يفوقننا عددًا وعدة!!! الفضل يعود لحوراء تلك..!
مرجان: إنها دوماً تستمر بمفاجأتنا بلا توقف!
ياقوت بغضب : لا أعتقد انني أستطيع البقاء ساكنًا هكذ!!! ، كيف لهم أن ينقضوا ذلك العهد ويهاجمون قريتي على حين غرة !
ياله من جبن وسفل!!
ياقوت: مرجان هيا بنا فالتحزم امتعتك ولنعد للقرية!!
مرجان: حسنٌ!
يفتح ياقوت الباب وإذا بأشهب وآدم يوجهان السيف صوبه تمامًا!
أشهب: قريتي؟؟ حاكمنا؟؟
آدم: من تكون بحق؟
ياقوت يسل سيفة وبقوة يسقط سيفهما منهما ..!
ياقوت يقطب حاجبيه وبنبرة حادة : لاوقت لدي ! فالتبتعدا!
مرجان: اتبعانا!

السماء بدأت تدريجيًا تسود..
النجوم المرصعة تبدو كالألماس تَتَلألأ بشدة ..
أصبح لا يرُى في عمق تلك الصحراء ذات البرودة القارِسة..
سِوى خمسة من الفرسان..
يحملون بأيديهم شُعلةً..تُضيئ لهم عتمةُ الصحراء المهيبة...
وصلوا أخيرًا!
وقفوا!..
وتأملوا تلك القرية الصغيرة المضيئة!
في أسفل الجبل..
أشهب متعجبًا: ماهذا؟؟ لم أرى قرية مثلها قط!
آدم: لعله ذلك المكان الذي كانت ذاهبة إليه حوراء..

كان ياقوت يحاول جاهدًا تجاهل قلقله نحو حوراء..
نزل ياقوت منه مسرعًا ..
اقترب شيئًا فشيئًا ..
وأول مكان تبادر في ذهنه الذهاب لسوق القرية!
المكان الذي كانت تتردد إليه حوراء..
كانت حوراء تقضي ممتعًا برفقة سكان القرية
حدق بها من بعيد...
كانت تضع وشاحها الأحمر بشكلٍ أنيق..
وتضحك باستمرار برفقة كبار السن والأطفال..
تمسك بيديها قطعة صغيرة من الخبز ..
تقوم بتوزيع الحلوى على الأطفال..
شعر بالاطمئنان..
وأخذ يبتسم بلا توقف..
وعيناه تلمعان بشدة..

-يتبع

حَـاكِم الصَّحراءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن