إعلان!

56 5 8
                                    

اقترب مرجان نحو ياقوت ..
مرجان مبتسمًا: يا إلهي أنت متيم بها فعلًا
ياقوت يتجاهل مرجان  واتجه للسوق مسرعًا نحو حوراء..
صرخ طفلاً بكل بهجة بعد أن لمح الحاكم ياقوت
هفا الجميع إليه متهللًا
-انظروا انه الحاكم ياقوت !!
-الحاكم ياقوت قد عاد!!!
-لم نرك منذ مدة طويلة !!
-افتقدناك بشدة!!
-حدث الكثير والكثير آناء غيابك!!

بينما كان الجميع يرحب بكل دفء ..
عينا ياقوت كانت تمامًا واقعة بعيني حوراء ..
وهي واقفةً بالخلف لم تتحرك ولم تنبس ببنت شفة ..
وبسرعة اخفض ياقوت عيناه للأسفل ..
-ياقوت أنظر لتلك الفتاة استمرت بقول أنها صديقتك وعلى معرفة وثيقة بك ، في بادئ الأمر نحن لم نثق بها إطلاقًا!! ، ولكن أثناء المعركة جعلتنا نتراجع تمامًا عن كل تلك الشكوك التي اعترتنا !!
-نعم انها بطلتنا حوراء
امتقع وجه ياقوت...
لم يكن يرِدها أن تعلم بشأنه تمامًا.. 
وإن علمت لم يبغي بأن تعرف من أي أحد قط ، كان يريد بأن يخبرها بنفسه ..
شعر بأنه في مأزق تمامًا فنظراتها له لم تكن مطمئنة البتة..
ياقوت بنبرة مرتبكة وعيناه ترفّ بإستمرار: نعم هذه هي صديقتنا التي تعرفت عليها صدفةً ، ومما سمعته منكم بأنها قامت بإنقاذ قريتنا من الهلاك !! ، وسنقوم جميعًا بإكرامها غدًا وبذل ما بوسعنا لموافاتها حقها !! ، أما الآن فاليخلد الجميع للنوم إنه منتصف الليل!..

بعد أن رحل الجميع وساد الهدوء القرية بأكملها ..ذهب ياقوت مباشرة لحوراء ليسألها عن حالها ، ويفسر موقفه نحوها...
ياقوت : هل كنتِ بخير؟
وفي تلك اللحظة لمح ياقوت ندبة عميقة في عنقها ..
حوراء بإمتعاض: حاكمًا؟؟من تكون؟
هل تخلني خرقاء ؟
وتريد إكرامي وماقصة صديقتنا هذه؟
لاعجب في أن جميع الحكام متماثلين جدًا!
ياقوت يقترب من حوراء وبنبرة خافته ممسكًا بكتفيها: هل ستدعيني أفسر لك جميع ذلك؟؟
أنا أتفهم ردة فعلك تلك
ولكن ليس وكأن بيننا شيئًا بالفعل! ...
هل تقولي بأن جميع الحكام متشابهين ؟
منذ أول لقاء لنا..
وقعت أسيرًا في حبك..!
أردت بأن أتشبث بك..!
أردت بأن أبدأ لكن لا أعلم من أين!..
أول ماتبادر بذهني هو إخفاء هويتي عنك!
لقد علمت بأن ردة فعلك ستكون مثل هذه تمامًا!!  "أنت وجميع الحكام ساوسية"
جشع، شهوة ،قسوة، ظلم ، فساد...
علمت بأن ذلك سيتبادر في ذهنك تمامًا ..
فقررت بأن لا خفي حقيقتي حتى يحل الأوان المناسب..
ولكن لقد فسد كل شيء..!
في خضم نقاشهما الحاد..أتت امرأة مسنة برفقتها حفيدها الصغير .. متجهة ناحية حوراء وتمسك يديها بكل دفء
-هيا فالتأتي برفقتنا سنستضيفك الليلة لي منزلنا الصغير..
حوراء ترمق ياقوت بنظرة خاطفة وتذهب برفقتهم...!
مرجان يأتي من خلف ياقوت: لمَ هي صعبة المنال هكذا يالها من بغيضة !
ياقوت بصوتٍ عالٍ: هل كنت تتنصت طيلة الوقت!!..
مرجان: لقد أتيت في منتصف حديثكما...
لابد من أنك مرهقًا جدًا هيا بنا إلى القصر هذه المرة !!وليس لذلك المنزل المهترئ كفاك تظاهرًا!! ، باتت تعرفك الآن، وإياك بأن تستسلم !! ، ستصبح مثيرًا للشفقة..
ياقوت: كم أمقتك!! ، لقد رأيت ندبة في عنقها ، لابد من أنها أصيبت بها أثناء المعركة أريد أن أعرف من تسبب بها!!
مرجان: حسنًا سأسأل ثاقب ربما يعرف عنها شيئًا ..
دخلت في المنزل الدافئ ..
وضعت قدمياها على غطاء النوم السميك وخديها على تلك الوسادة الناعمة..
وشردت في تلك لسماء الآسرة خلال النافذة الصغيرة..وكلام ياقوت يتردد داخلها..
تعض شفتيها بعد ما تذكرت ماقالته له..
تحاول النوم ولكن لاجدوى..
مشاعرها كانت متضاربة جدًا...

حَـاكِم الصَّحراءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن