الفصل الخامس عشر...
لم يستطيع أن يستحمل وقوفها وهزارها مع ذلك المدرس حيثُ أنه وبعصبية أمسكها من معصمها وقال ببسمة مصطنعة:
_ فرصة اتمنى تكون سعيد يا أستاذها وأكيد مش هنشوف بعض تاني لإننا هنخرج عرسان بقى
أنهى حديثه ورحل تحت أنظار الأستاذ المذهولة جداً من تصرفاته، لاحت بسمته الساخرة وهو يقول بتفهم:
_ شكل طبعه حامي وضايق ميعرفش إنها زي أختي وإنها تلمذتي...
تنهد بقوة ثم رحل من المكان...
أما عن ذلك الأسد الذي لا يريد أن يحصل أحد على فريسته، كان يحاول أن يتحكم بانفعاله حتى يصل إلى جناحهما، نظرت له بغضبٍ مصطنع عكس ما بداخلها من سعادة لأنها قدرت أن تجعله ينفعل، تحدث معه بعنف:
_ أنا مش كلبة بتمشيها وراك...!!
كور يده بغضبٍ جامح، كان يتلاشى أن يرد عليها حتى لا يشاهد شجارهم أحد، نظر لها فقط كنوع من أنواع التحذير حتى تصمت..
ظل يضغط على ذر المصعد الكهربي ما أن وقف أمامه حتى جاء الوقت لكي يصعد به، جعلها تدخل أولاً وبعد ذلك هو ثم ضغط على رقم الطابق المتواجد فيه غرفته حتى يصل، بدأ يتحرك إلى أن وقف أمام الطابق المطلوب، خرج منه وأسرع إلى جناحهم، فتح الباب ودفعها بقوةٍ حيثُ أنها وقعت على أقرب أريكة قابلتها...
بدأ يتحدث بطريقة يملأها السب طريقة غير لائقة به، نعم يتكلم بهذه الطريقة في عمله ولكن أمامهم يحترم الجميع، كانت تحدق به باستغراب فتلك الحالة الأولى لها وهي تشاهده هكذا، هل تغير إلى هذا الحد، هي لا تستحمل غضبه ولكن لقد كان لا شيء أمام هذا العنف الذي انتابه، كانت تريد أن تجعله يغير حتى تنقم ولكنها انتقمت من روحها حيثُ أنها أصيبت بخوف شديد جعلها تتراجع للخلف حتى أنها وقفت لتلتصق بالجدران، تلعثمت وهي تقول له برجاء:
_ "ززيدان" أنا خايفة منك...!!! أهدى
أغمضت عيناه ما أن سمع إلى صوت رجائها، وبدأ يقول بلهجته العنيفة:
_ هو أنا مش لسه قايل للهانم النهاردة إنها ما تقفشي مع الشخص دا عشان عيب
ثم اقترب منها بعد أن صمت عن الكلام، حاولت أن تبتعد ولكنه حاوطها بذراعيه لتصبح مقيده بين يده، رفع حاجبه وهمس في أذنها:
_ أمنا الغولة أكلت لسانك عشان مترديش..!!
ابتلعت ما في حلقها حتى تستطيع أن تجيبه لتقول بعدم فهم مصطنع:
_ لا إنت قولت متتصوريش معاه تاني لكن ما قولتش ما نقفش معاه وبعدين دا مستر المادة مينفعش يكون واقف ومسلمش عليه وبعدين مالك مضايق ليه ها..
ضرب الحائط بيده بقوةٍ حتى أنه جرح يده، بدأ يتحدث من بين أنيابة للدرجة التي جعلت عروق رقبته تبرز:
_ حابة تهزري يالا هاها يالا اضحكي وأنا هضحك معاكي أقولك هسيب الاوضة ليكوا وهكون كيس جوافة برا أصلي ممنعتش تقعدوا مع بعض...
نظرت له بغيظ ودفعته بعيداً عنها وهي لا تعلم من أين جاءتها القوة، رفعت يدها بتحذير شديد وقالت:
_ إنت مين ها عشان تتكلم عني كدا قول إنت شايف نفسك كيس جوافة بس أنا مش شايفة نفسي حقيرة عشان أجيب حد هنا دا البروفسير بتاعي. مش أكتر ولا أقل بـحـ.....
قاطعها بصراخه الشديد حين قال بغضبٍ عارم:
_ إنتي متجبيش حاجة فيه حرف الباء لو سمعته وفيه اسم حد غيري يا " نجاة" هموت الحد دا..
ردت عليه بنفاذ صبر:
_ إنت عاوز إيه يا "زيدان" أنا اللي ببات فيه بصبح فيه حرام بقى اتجوزتني غصب وبعدين تقولي متقولش باء فاسم أي حد غيري... ارحمني بقى تعبت.. ياريت يا جوزي يا محترم نرجع نطلق إحنا صدقني مش هننفع أنا مش بشوفك غير الصديق اللي كان أعز حد في الدنيا بلاش نخسر ونهين في بعض أكتر من كدا وعاوزة أقولك كمان شكراً على السفرية اللي باظت ياريت تقطع الأجازة ونسافر بكرا...
___________________
أجابتها العجوز بعنف حيثُ أنها لا تحبذ أن تقول على الاسم الذي فعل هكذا حتى لا يحدث خلافات وانتقام:
_ بصي يا بنتي أنا مش بحب أقول لحد بس أنا شايفة سواد هيحصل لو ماقولتش
كانت "مريم" تحدق بها بلهفة شديدة، تعطي لها ايماء بسييط حيثُ أنها تعلم ما تقصده تماماً، بتلك اللحظة همست لها العجوز في أذنها لتجعلها تصرخ من صدمتها:
_ لا لا استحالة يحصل كدا، هي اااه مش بتحبني بس استحالة تعمل كدا دا الدار كله يبقى نار...
وضعت العجوز يدها على رأسها ثم قالت بثقة:
_ الكلام اللي قولته صح يا بنتي هسيبك دلوقتي وخلي بالك من جوزك يا بنتي سلام...
تركتها ورحلت من أمامها، بتلك اللحظة قفلت الباب بالاستراحة، وذهبت تجلس بجانب زوجها، ظلت تملس على رأسه وهي تحاور نفسها بصوتها الذي لا يسمعه غيرها:
_ أنا بحبک أوي ومحبتش حد قبلك ولا بعدک بس برغم كل اللي مرينا بيه خايفة إني مقدرش أكمل يا "أحمد" لازم نبعد...
وكأنه كان يسمع حديثها الذي لم يخرج من فاهها، وكأن روحهما مازالت متصلة، لم يفتح عينه قط.. ولكن انزلقت دمعة يتيمة منها لا يرافقها أحد، كانت خفقاته تتزايد للدرجة التي جعلتها تسمعها، وضعت يدها بالقرب من قلبه وقالت بدموع:
_ ياريتنا ما اتجوزنا حياتنا كلها اتقلبت في يوم واحد.
ياريتني كنت مكتوبة على اسمك بس من غير ما نكون في بيت واحد...
أغمضت مقلتيها بشدةٍ، محاولة أن تغفل قليلاً لعلها تقدر على أخذ أكبر قرار بحياتها...
______________________________
خرجت مع "صباح" حتى ترى ما يحدث في قريتهم، كان الجميع يحدق بها بقوةٍ، استغربت منهم ولكنها سرعان ما وقفت مصدومة حين رأت والدتها تأتي ومعها زوج ابنة عائلة الأسيوطي وأهل البلد ورائهم يقولون بعلو:
_ نعيمة زانية ومع مين يا بلد مع جوز بنت الاكابر سته وتاج رأسه
كان الجميع يضربهم بالصخور، أسرعت تهرول نحوها بهلع ثم أمسكتها وقالت بحد للجميع:
_ كفاااااية كفاية ترموا كل حاجة عليها نسيتوا إنها ست كبيرة ضربتوها بالتوب وقربت تموت كفاية بقى...
أسرعت لها "صباح" حتى تهديها وتكون بجانبها، ولكنها توقفت حين سمعت سيدة تقول:
_ ست كبيرة ولما هي ست كبيرة ليه محترمتش موت أبوكي الكل عارف إنها مش تمام بيتكوا اتبنى من الحرام..
هو كمان إنسان مش كويس هو كمان محولش يصون اللي فضلت محافظة على شرفه وبيته اللي مخرجتش لأهلها مجرد سر بنهم برغم من إنهم كبرات البلد كفاية بقى تدفعي عنها....
كانت تقف بذهول شديد، فحديثها صحيح جداً، ولكن كيف لها ألا تقف معها ستظل والدتها، أغمضت عيناها بشدةٍ وقالت برجاء:
_ خلاص سبوها وسامحوها وهي مش هتعمل كدا تاني أنا بتمنى تسامحوها...
كانت "نعيمة" تنظر إلى الأسفل برعب كبير، تفكر بالحديث الذي يخرج من فم ابنتها، تتمنى أن تنجح في انقاذها، تحدث بضعف:
_ اااأنا عملت غلط بس بتي متعرفش وكمان كنت ماشية وراء شيطاني فسامحوني...
وكأن الجميع لم يوافقوا على المسامحة، أسرع الجميع إلى بيتها ليخرجوا أغراضهم تحت أنظارهم المصدومة، والتي جعلت "شيماء" تقول باستفسار:
_ بتعملوا إيه طيب...؟
_________________________________
في سيارة "مصطفى"..
فضلت" أمل" أن تبقى صامتة، فهي لا تريد أن تتحدث في شيء معه، تعلم بأنه مازال يحترمها، ولكنها اختارت فلن تصنع له جروح، انتبهت له عندما قال بتساؤل:
_ تحبي أخرجك فين؟
_عاوزة أروح
هذه كانت اجابتها حيثُ أنها تشعر بالتعب تريد أن تنفرد مع روحها، نظر لها بتلك اللحظة وقال:
_"أمل" أنا عارف إنتي عاوزة تروحي ليه؟ أنا صديقك مش ابن عمك بس..
رفعت رأسها وحدقت به وقالت لتغير الحديث:
_ مش هعيط على "طارق" متقلقش المهم سيبك مني وقولي بقى هنفرح بيك امتى..
رد عليه ببرود:
_ أنا فسخت الخطوبة...
فتحت فهاها بصدمة ثم ابتلعت ما في حلقها وقالت بعنف:
_ ليه؟ وليه مقولتش للعيلة....وعشاان كدا هي مجتش الفرح...
_ بعدين نبقى نتكلم في الموضوع دا ها هتخر....
لم يستطيع أن يكمل حديثه حيثُ رنين الهاتف المزعج، نظر إلى شاشة محموله فوجد أن المتصل ما هو إلا جده، ضغط على ذر الرد وقال:
_ أيوا يا جدي متقلقش هي معايا هنيجي دلوقتي سلام.
لا يمهل جده أن يتحدث، حتى أنه لم يسمع أي كلمة منه، جحظت به "أمل" باستغراب وقالت:
_ هو جدك رد عليك ولا اتكلم إنت قفلت في وشه السكة...
أجابها باقتضاب بسيط:
_ لا بس هيسأل عنك وأنا عارف فريحته لحد من روح..
أنا هروح على البيت.
غير طريقه ليذهب إلى المنزل الخاص بهم وأسرع في السير حتى يصل قبل أن تبدأ النيران
______________________________
أجابها بهدوء عكس ما بداخله من نيران:
_ أنا متجوزتكيش كدا وخلاص ليه بتفهمي زي ما إنتي عاوزة...
صرخت به بقوةٍ:
_عشان دا اللي شيفاه أنا فاهمة صح للأسف. إنت بس زهقت من العزوبية فقولت تأخذ اللي عاوزه من حد طالما مش هتتجوز حبيبتك
لم يتحمل بتلك اللحظة حديثها فلقد أخطأت في حقها وفي رجولته، جذ على أنيابه وهو يقول بغضب:
_ أنا لو عاوز أخد حق من حقوقي اللي في دماغك كنت عملت كدا يوم الفرح أو يوم كتب الكتاب أنا أقدر أستحمل ما أنا طول عمري كنت عازب قالولك أغتصب حد...
الانسانة اللي كنت بحبها اكتشفت إني محبتهاش فبلاش تتكلمي وإنتي مش عارفة سبب الشيء...
قدر بحديثه يهديها، ولكن ظل سؤال واحد يدور في مخيلتها:
_ طب ليه اتجوزتني؟
كور يده المجروح بعنف فتساقطت الدماء على الأرض، كل ذلك وهي لا تشعر بها، رد عليها بتنهيد حتى ينهي ذاك الحديث:
_ عشان جبت النكد لنفسي بصي يا "نجاة" لازم تعرفي بنفسك أنا اتجوزتك ليه تمام وأنا مش هقولك دلوقتي عن إذنك أتمنى يكون شهر عسل سعيد عليكي.
تركها ودلف إلى المرحاض تحت أنظارها المصدومة من كلامه، جلست بتلك اللحظة على الأريكة ثم وضعت يدها على رأسها حيثُ انتابها ألم شديد بجمجماتها، فتحت عيناها بعد دقيقة من الزمن لتقع حدقتها على دماء" زيدان" لا تعلم لما الهلع اصابها، تذكرت وهو يضرب بيده بالحائط، ابتلعت ما في حلقها بصعوبة بالغة وبعد ذلك قامت مهرولة نحوه وهي تصرخ باسمه بعد أن دقت على الباب بقوة:
_ "زيداااااان" افتح...
___________________________________
ضرب "سالم" كفيه ببعضهم وهو يقول:
_هو فيه إيه يا ولاد وإيه اللي بيحصل دا؟
رد عليه "أحمد" بهذه اللحظة حين قال بهدوء:
_ الكلب ما يتزعلش عليه يا أخوي هنعلمه الأدب هو مكنش ليها...
كان "سليم" مهموم، صامت، لا يعلم هل أثر بحق ابنته لبوافق على تلك الزيجة التي ستجعلها طوال الحياة منكسرة، وضعت بتلك اللحظة "فاطمة" يدها على كتفه وقالت بحزن:
_ ربنا بيختار الخير يا أخوي..
بهذا الوقت قالت "هانم" بهدوء:
_ الست "نور" على التلفون يا عم الحاج
نظرت "فاطمة" إلى "كاملة" و "مها" وقالت:
_ واحدة فيكوا ترد
أعطت "كاملة" إيماء صغير برأسها ثم قامت من مكانها لترى ما الذي تريده "نور" برغم من تيقنها بأن ستستفسر عما حدث مع شقيقتها....
دلفت إلى الداخل وأمسكت بسمعة الهاتف وقالت بحنو:
_ أيوا يا "نور" إنتي كويسة..
كانت "نور" تهمس وكأنها لا تريد أن يسمعها حد:
_ في إيه يا خالة إيه اللي حصل في دار "أمل"
استغربت "كاملة" من صوت "نور" فقالت:
_ متقلقيش بس قوليلي مال صوتك كنتي بتعيطي يا بنتي ولا إيه...؟!
ردت عليها بتلعثم:
_ لا يا غالية بس مشغول بالي على "أمل"
_ لا يا حبيبتي متقلقيش خلي بالك من نفسك ومن عيالك وهبقى أكلمك بعدين
انهت المحادثة معها، وعادت مرة أخرى إلى العائلة، فوجدت أن ابنها وصل ومعه " أمل" أسرعوا جميعاً باتجاهها وبدأت أسئلتهم الكثيرة والتي جعلتها تصرخ وتقول:
_ كفاااااية بقى دلوقتي جاين تسالوني ليه مقولتيش ليه جبتي ذنب الخلفة عليكي أنا اتعلمت أحافظ على بيتي بس إنتوا...
صمتت عن الكلام حين نظرت إلى ابيها بعتاب وعادت تقول:
_ شوفت احساسك وخوفك على "مريم" كتير وانهاردة كنت حاسس بيها بابا احنا مش بنغير منها احنا بنحب بعض بس عاوزين اهتمام يا بابا أنا محدش حس بيا غير "لين" و "زيدان" ومردتش أقولهم، كان نفسي يا بابا تقولي مالك أنا حاسس إنك موجوعة صدقني كنت هقولك
انهت حديثها ورحلت من أمامهم ولم تعطي لهم فرصة للحديث، بتلك اللحظة قال "مصطفى":
_ جماعة محدش يأخذ على كلامها ولا يروح ليها دلوقتي هي عارفة إننا حاسيين بيها بس ياريت الكل ينام ومتفكروش في حاجة
________________________
كان " محمد" يراقب " نور" التي تغيرت عن الصباح بكثير فتلك الذي رأها كانت تحقد على أشقائها وعليه، كانت تبغض حالها، هي بالفعل تصطنع الغيرة والكره من الجميع ولكن لما تفعل هكذا، ترك المكان وذهب عندما رأها تنهي المحادثة، أما هي فأغمضت عينها بقوة وقالت:
_ هروح أشوفها بكرة لازم أكون جنبها قبل ما أعمل اللي هعمله...
كانت دموعها شبه متمردة تريد النزول ولكن شيءٍ ما يمنعها..
قامت من مكانها وذهبت إلى غرفة أولادها لكي تطمن عليهم، وما أن تأكدت بأنهم ذهبوا في سبات عميق حتى خرجت من غرفتهم، واتجهت نحو غرفتها لعلها تغفل قليلاً وتمنع نفسها من التفكير الغامض والمجهول...
_______________________________
فتح الباب وهو يقول باقتضاب:
_ نعم...!
أمسكت يده بهلع ثم قالت بصرامة:
_ جرحت نفسك من عصبيتك فيها إيه أما أقف مع الزفت المدرس بتاعي قولي..
جذ على نواجذه ثم رفع يده بتحذير وقال:
_ارحميني ومتجبيش سيرته بقى كفاية أنا جاي اتبسط مش تعكنني على اللي جابوني.
انهى حديثه وجاء حتى يرحل ولكنها أمسكت يده المجروحة بشدة وقالت:
_ هطهر الجرح بتاعك الأول أيدك مفتوحة
_ ليه ها ليه قوليلي مشغول بالك ليه..! مش كنت من شوية شخص متجوزك عشان رغبة في بالي
لم تعطي له جواب بل فضلت أن تقوم بتطهير جرحه، بتلك اللحظة لا يعلم ما دفعه لتقبيلها حين نظر في مقلتيها بقوة، شعر أنه سيلتهم شفتيها ولكن تذكر بعد دقيقة من تلك القبلة التي قطعت أنفاسهما، بأنها لا تريده، كان سيتركها ولكنها تقبلت وتبادلت معه في قبلتهما الأولى التي جعلت خفقتهما تتزايد بنيران الحب...
ابتعدت أخيراً عنه حتى لا يتزايد وتستسلم له وتعود تندم، تنهدت بشدة ثم وضعت العلبة الخاصة بالإسعافات الأولية على المنضدة المتواجدة بالحمام، تحدثت معه بتلعثم:
_ ااا أنا ربط الجرح عن إذنك هدخل أنام...
كل منهم كان في عالم آخر، ولكن كان "زيدان" يبتسم على خجلها، أما هي فكانت تضع يدها على شفتيها ولا تعلم لما تبتسم هكذا...
_____________________________
غاب الليل الذي طال في رحلته للجميع وأشرقت شمس لتعلن عن صباح يوم جديد يملأه أشياء كثيرة لا يعلمها أحد، بالإستراحة الخاصة بـ "مريم و أحمد"، فتح "أحمد" مقلتيه أخيراً بعد صعوبة اليوم الذي مر به، وضع يده على جمجمته يتحسس الألم المتواجد به، استدار يسارا فلم يجد شيء وعاد يستدير يمينا فوجد ملاكه نائم بوضع متعب كبير، اعتدل قليلاً بنومته وقال بحب وندم:
_ آسف حبيبتي أنا عارف إني اتغيرت معاكي بس مش عارف ليه اتصرفت بالشكل دا مش عارف إيه حصلي بس إنتي ماسبتنيش أبدا برغم اللي عملته كنت حاسس بيكي يا "مريم"
اقترب قليلاً منها وبدأ يناديها بحنو حتى تقوم وتغفل على المخدع:
_ حبيبتي "مريم" قومي يالا...
فتحت "مريم" حدقتها بالفعل ولكن بتعب شديد نظرت له ثم انتفضت سريعا وهي تقول:
_ "أحمد" إنت بخير صح..
هز رأسه بهدوء وهو يقول:
_ بخير يا حبيبتي..
أشار لها حتى تقرب منه وبالفعل اقتربت ولكنها تفاجئت عندما أمسك يدها وقال:
_ مكنتش في وعيي يا "مريم" أنا آسف..
تنهدت "مريم" بهذا الوقت وحاولت أن تغير الموضوع فقالت:
_ بعدين نتكلم بس دلوقتي أنا عاوزة أمشي من هنا وياريت منقولش لحد على حوار السحر اللي اتعملك خلي اللي عاوز يعمل كدا يفكر إنه نجح عشان خلاص قربت نهايته....
_______________________
يتبع »»»»»
دلوقتي عشان نكون عارفين المعاد
١/نختار يومين ف الاسبوع وتكون الحلقة كبيرة ولا يوم ويوم وتكون متوسطة ولا كل يوم وتكون حلقة صغيرة ياريت تقولولي عشان أحدد المعاد الجديد وعشان مهملش في الدراسة
توقعاتكم
أنت تقرأ
أسيرة الأسد
Misterio / Suspensoوحشٍ قاتل كالأسد مفترس لا يعرف إلا القسوة الجميع بالنسبة له ولا شيء، يشعر أنه ملك العالم وانتابه شعور أن الحياة أصبحت تحت أقدامه جعلها أسيرته منذ أن أصبحت شيءٍ هام بحياته وضع لها قانونه الخاص، لا يحق لها أن تعيش فقط تستمع لحديثه حتى ولو كان سبب ف...