مظلة | umbrella [مكتملة]

1| عودة

مرحبا يا حلوين، اقرؤوا واستمتعوا وامتعوني بالضغط على النجمة 💜

*لن تدرك حبّك لها إلا حين تفقدها، نحن نفتقد الشمس كلما غربت، ونشعر بأننا عالون حين نسقط، ونكره الطريق حين نشتاق للمنزل..لكن ما فائدة الوصول متأخرا؟*

_

كانت فتاة بشعر طويل بني منسدل على كتفيها تجلس إلى مكتبها في غرفتها المظلمة نسبيا،  تحمل بيدها مسجلا..، كل ما يمكنك سماعه هو صوتها المتعب وسط الصمت الكئيب

" لقد مر هذا اليوم صعبا جدا كالأيام الخالية، إنه شعور غريب جدا، شعور أني ضعيفة ومنكسرة، أقصد أني حقا .. حسنا لا داعي للإكمال فدموعي تهدد بالإنهمار"

ضغطت على زر الحفظ وأعادت المسجل للدرج ثم قامت من مكانها متوجهة لسريرها، حيث ملاذها الوحيد.. استلقت عليه وراحت تراقب النجوم من خلال باب شرفتها المفتوح، ما تزال ضعيفة وبحاجة لترياق سحري ينسيها ما مرت به، هي ليست بخير مطلقا، لكن ماذا عساها تفعل سوى التظاهر بعكس ما يحدث، الحلّ أن تدّعي القوة واللاّمبالاة..

تنهدت وغطت عينيها " لم أنا حساسة لهذه الدرجة؟ إنه ليس موعد دورتي حتى!"

تقلبت مرارا وتكرار على كل الجوانب لكن دون فائدة فالنوم على ما يبدو قد هجرها الليلة أيضا !

تنحنحت بينما تقوم خائرة القوى من مكانها متوجهة نحو الأريكة تنتشل سترة من كومة الملابس المتراكمة. هي فوضوية جدا وتحب كونها كذلك، الفوضى مرادفة للراحة في قاموسها.

نزلت الدرج بخطوات متثاقلة تدندن لحن الأغنية المفضلة لديها و..لديه، قد تذكرت للتو أنهما يشتركان في الذوق الموسيقي.

حسنا وماذا إن؟ ذلك بلا معنى الآن، هو قطع الشك باليقين ووضح الأمر بشأن مشاعره التي لا يبادلها إياها، لذا هي لن تقاوم وستبتعد عن كل ما يذكرها به فهو اختار البعد.

خارج المنزل تسير في الأنحاء من دون وجهة معينة، يعجبها كثيرا الجو الليلي والمصابيح ذات الضوء المريح للعين و المنيرة دربا طويلا.

خطواتها التائهة قادتها إلى مكانها السري الذي ترتاح فيه كلما قصدته... حديقة الألعاب للأطفال الصغار.

دائما ما تجلس على الأرجوحة وتتأرجح بعشوائية دافعة نفسها ترسم برجليها خطّاً على الرمل الذي من شأنه تخفيف وطأة الوقوع .

أحست بالأرجوحة تجذب للخلف بسلاسة ثم تدفع بكفي يدين فاندفعت على إثرها  عاليا تتأرجح، لقد شوشها الأمر.. ما الذي يحدث ومن ساعدها بالتأرجح يا ترى؟ هل يعقل أنه جنغكوك؟!