-«ماما.. متى سأصبحُ كبيرة؟»
نُطِقت هذه الجملة من لسان الطفلة تيا بكل براءة ولطف.توقفت والدتها عن المشي وأفلتَت يدها ثم جلست أمامها بوضعية القرفصاء، ابتسمت قائلة: «لماذا تريدين أن تصبحي كبيرة؟»
رفعتِ الطفلة عينيها محاولةً الحصول على الإجابة فهتفت بحماس: «إن كنتُ كبيرة أستطيع شراء سيارة جميلة باللون الوردي، وسآكل المصاص والسكاكر بالقدر الذي أريد وسأسكن في قصر مثل قصر الأميرات، وسأربي قططًا كثيرة..»
انفجرت والدتها ضاحكة وقالت محاولةً إمساك نفسها: «لكن.. إن أكلتِ الكثير من الحلوى ستفسد أسنانكِ ولن تستطيعي تناول الطعام أبدًا، أتريدين أن يحدث هذا؟»، حركت رأسها نافية فتابعت والدتها تقول بذات النبرة: «وأنتِ لديكِ حساسية من القطط عزيزتي؛ لذلك لا تستطيعين تربية القطط.»،
حزنت ملامح وجه تيا؛ فأسرعت والدتها تقول: «ولكن يمكنكِ فعل أشياء كثيرة..»، قاطعت والدتها بحزن: «مثل ماذا؟»، تابعت والدتها: «بإمكانكِ أن تصبحي طبيبة جميلة أو أي شيء تريدينه.»، قالت تيا بصوتها الصغير بلطف: «أريد أن أصبح مثلكِ ماما.»
اتسعتِ ابتسامة الأم ثم قرصت خدها برقة قائلة: «بل عليكِ أن تصبحي أفضل من ماما يا صغيرتي.»، تساءلت والفضول ينهش عقلها البريء: «لماذا ماما تريدينني أن أصبح أفضل منكِ؟»، عضت والدتها على شفتها محاولةً إيجاد كلماتٍ يسهل على الصغيرة فهمها، وقفت ونفضت التراب عن قدميها وأمسكت يد تيا قائلة: «لأن..لأن ماما ليست شخصًا جيد حتى تصبحي مثلها.»، لم تفهم الصغيرة ما قالته أمها لكنها قالت ببرائة: «إذن متى سأصبح كبيرة كي أكون أفضل من ماما؟»، ابتسمت والدتها قليلًا شاردة بملامح ابنتها، ربتت على شعرها بخفة قائلة: «حينما تصبحين في عمر العشرين يا صغيرتي.»
«العشرون؟ كم تبقى على وصولي لهذا العمر؟» سألت تيا بحماس منتظرة إجابة والدتها
«وقتٌ طويلٌ جدًا، خمسة عشر عامًا تقريبًا..» ردت عليها والدتها محاولةً إشباع فضول ابنتها الذي لا مجال لانتهائه في حال بدأت الأسئلة.
«أهي مدة طويلة؟» ومجددًا طرحت سؤالها، تنهدت والدها وهي تقول: «طويلة جدًا يا عزيزتي؛ لذا عليكِ عيش كل فترة من حياتك غير مكترثة للمدة.»
أومأت تيا بحزم وقالت:
«إذًا أنا أريد الوصول إلى العشرين.»
-
كانت معكم:
Shahd.on
أنت تقرأ
أريد الوصول إلى العشرين
Romanceلطالما تمنيتُ الوصول إلى عمر العشرين؛ فقد بدا إليّ أنه حلمٌ بعيد..