الفصل الثالث || العام الثامن ✅

390 69 193
                                    

-

«توقف عن هذا جوني!» صرخت تيا بجوني الجالس خلفها فجأة والهدوء يعمُّ في الفصل، «ما الأمر؟» سألت المعلمة وهي تتوجه لمقعد تيا، «إنه جوني يا آنسة كريستي.. يدخل قلمه في شعري ويشده.»، نظرت الآنسة كريستي له بحدة ثم قالت: «صحيحٌ هذا الكلام جون؟»، عقد حاجبيه وتمتم: «اسمي هو جوني وليس جون.»، «ماذا قلت؟ لم أسمعك؟» قالت الآنسة وهي تقرب أذنها منه؛ فأمسك أذنها وصرخ بأعلى صوت: «أيتها العجوز الخرفة.. ألم تسمعيني؟ لقد قلتُ أن اسمي هو جوني.»، صرخت الآنسة كريستي من صوته الذي اخترق طبلة أذنها.

انفجر جميع الطلاب ضحكًا على ما حدث للمعلمة، نظرت تيا له بحزن وضيق وقالت: «أنتَ سيءٌ حقًا.. وتتساءل لماذا أكرهك!» ثم أدارت وجهها عنه، صمت الجميع حالما رأوا دموع المعلمة تنهمر من عينيها.

لم يشعر جون بالسوء بقدر هذا الموقف؛ فقد جعل تيا تغضب منه ومعلمته تبكي بسببه.

|•|

«تفضلي..» قيلت هذه الجملة من صاحب اليد التي امتدت أمام تيا فجأة وهي تتناول غداءها، «ما هذا جوني؟ لا تقُل لي دودة أو صرصار ككل مرة آخذ منك هدية..» ردت تيا بغضب وهي تدير وجهها عنه، حك رقبته وبدأ الانزعاج يزيد لديه، فجأة سحب كفة يدها ووضع فيها ربطة شعر صغيرة على شكل فراشة.

قال بصوتٍ خافت: «أنا آسفٌ على ما فعلته بكِ لا تكرهيني أرجوكِ.»، ذهب سريعًا من أمامها وتركها تشعر بالسوء.

ذهبت خلفه ونادت على اسمه عدة مرات لكنه تجاهلها وواصل ركضه، كانت ستلحقه ولكن جرس انتهاء الاستراحة انتهى، كانت تريد الاعتذار منه أيضًا على كلماتها القاسية وتشكره على أول هدية -لم تكن إحدى حشراته المقرفة-.

دخلت إلى الصف وقررت الاعتذار له حالما يعود إلى الصف، مرت الحصص ولم يأتي إلى أي واحدة وحان وقت العودة للمنزل، تملّك تيا شعور الذنب والحزن ولكن عليها العودة إلى البيت الآن..

خرجت إلى صف سارا لتعودان إلى البيت معًا، ولكن عند بوابة المدرسة رأت سيارة والدها ورايا تشير لها من داخلها، مشت بسرعة إلى السيارة، «بابا ماما؟ لماذا أنتم هنا؟ ورايا أيضًا..» سألت تيا وهي تشعر بالسعادة تتسلل إليها، «أوه، عزيزتي هناك أمرٌ سنتحدث فيه.. لذلك قررنا الذهاب إلى مطعم والتحدث هناك.» أجابت السيدة مارلين بابتسامة باهتة، أومأت تيا بتفهم لتقاطعها سارا قائلة: «أوه، سأذهب إلى البيت.. مع جوني إذًا.»، التفتت تيا لاسمه وعاد الشعور بالذنب لها.

ركبت السيارة وجلست في الخلف بجانب رايا، كانت الأجواء صامتة وساكنة لا يوجد أي صوت سوى صوت محرك السيارة.

أريد الوصول إلى العشرينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن