الفصل السابع || العام الخامس عشر

274 51 108
                                    

-

فتحتْ باب البيت وهي سعيدة جدًا وهي تحمل الكأس وترتدي الميدالية الذهبية، صرخت بكل سعادة: «لقد فزت في النهائيات!»، سمعت خطوات راكضة تتجه نحوها من الأعلى وإذ بها رايا تصرخ بسعادة وتعانق أختها الصغيرة «كنتُ أعلم أنكِ ستفوزين وتجعليني فخورةً بكِ.»، ربتت الأخرى على ظهرها ضاحكة ثم لاحظت وجود رائحة تعرفها جيدًا على سترة رايا وبدأت بالاشتمام مثل كلب الأثر، أمسكت بالسترة من الكتف وشدتها قائلة: «تضعين من العطر الخاص بي.. من سمح لكِ؟» كانت تضع ابتسامة صفراء على شفتيها وحقًا كانت مخيفة..
ضحكت رايا وهي تحك رقبتها ثم قالت: «ما بكِ منذ قليل كنا نعانق بعضنا لا تكوني لئيمة لقد كانت رائحة جميلة فلم أقاوم.»، أفلتتها تيا مضيقةً عينيها بتهديد، نظرت من حولها باحثةً عن والدتها ومستنكرة عدم ظهورها إلى الآن «أين هي أمي؟»، ارتمت رايا على الأريكة وشغلت التلفاز ثم أجابت: «خرجت قبل ساعة للتسوق، على الأرجح ستصل قريبًا.»، أومأت لها وقررت الصعود لأخذ حمام تريح عضلات جسدها وتتخلص من العرق.

ملأت الحوض بالماء الساخن.. بل الحار، فدائمًا ما يغمى عليها حالما تخرج من الحوض أو تصاب بنزيف أنف،وحصلت على كمية لا بأس منها من التوبيخات والصراخ والتحذير، لكن يستحيل تغيير العادات التي نحبها. أغمضت عينيها تستمتع بشعور الراحة الذي تسلل لجسدها، عادت ذاكرتها للحظة فوزها..

كانت تنظر لحبال مضربها بشرود حالما انتبهت للهتاف من حولها، أصدقاؤها هناك يصرخون ومنافستها تتقدم نحوها.. هي فازت! لقد فعلتها حقًا! ركضت نحو منافستها وصافحتها، رفعت الأخرى يد تيا معلنة عن فوزها بينما الجميع هتف لها وحياها، عانقتها تيا متمنية لها التوفيق في القادم ومتمنية منافسة جديدة بينهما، ركضت نحو أصدقائها وكان أول من استقبلها براد بعناق عميق، ثم سارة والآخرين وأخيرًا جوني..
ضمت ركبتيها لصدرها وخبأت وجهها بخجل وصرخت بسعادة وهي تتذكر أن جوني عانقها، بدأت بضرب الماء بقدميها وسكب الماء في كل أرجاء الحمام.

سمعت رايا تطرق الباب بقوة وهي تقول بصوتٍ عالٍ: «هيا اخرجي أيتها البقرة، لا داع لأن تجعلي جدران الحمام تستحم أيضًا لأنك تفكرين بالشخص الذي أنتِ معجبة به، أمي جلبت طعامًا جاهزًا من الخارج وبعض الجعة وحلوى و..»، صرخت تيا بانزعاج: «لا داع لتعددي لي ما جلبته أمي ثم ما الذي سأستفيده من الجعة؟ هل سأشرب مثلًا؟ ألا تعلمين أنكِ مزعجة! دعيني أحظى بحمام لطيف ما المشكلة؟»، ردت رايا بنفس النبرة: «كيف تستطيعين الرد هكذا؟ كأنكِ على استعداد لإعطاء هذه الأجوبة قبل أن أتكلم حتى! ونحن جائعتان ولسنا مضطرتان لانتظارك.» ثم سارت وهي تتمتم: «ما هذا الأطفال يكبرون ليصبحوا قليلي الأدب.»

وقفت على الأرض بعض من الدقائق لتحافظ على توازنها وتستعيد الاحساس في قدميها بسبب المياه الساخنة، كان البخار يملأ المكان.. حتى أنه كان يخرج من جسدها من شدة حرارة الماء، مسحت القطرات المتكومة على جسدها بيدها ثم ارتدت رداء الحمام ولفت رأسها بالمنشفة وذهبت لغرفتها.

أريد الوصول إلى العشرينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن