الفصل السادس || العام الثالث عشر

337 57 199
                                    

-

أنا حقًا أكره هذا اليوم.. ما هو هذا اليوم؟ إنه اليوم الذي سأذهب فيه للمبيت عن أبي وقضاء الوقت معه.
حسنًا ليس وكأنني أكره أبي أو شيء من هذا القبيل، لكن كل ما في الأمر أنني أشعر بالملل هناك! أجد والدي كالمعتاد قد أحضر لي ألعابًا لأتسلى بها، لكن الألعاب للأطفال الذين بدأو بالحبو، تخيلوا معي هنا.. أنه يحمل كيسًا من المكعبات البلاستيكية لي، وماذا؟ وفناجين شاي بلاستيكية.. هل قلت أنني سأصنع حفلة شاي؟ وحينما يسألني عن رأيي أخاف أن أعترض وأجرح مشاعره ويجب أن أتفاجأ أيضًا حينما يقدمهم لي!

الجزء الأكثر إضحاكًا هو أنه يطلب مني الذهاب للنوم عند الساعة الثامنة حينما نكون في نهاية الأسبوع، أنا حتى أنام عند العاشرة في وقت الدوام المدرسي. ليس هناك أي أولاد في سني يسكنون حوله، ولا يوجد أحد يزوره سوى السيدة فيونا العجوز اللطيفة التي تحشوني بالكعك.

أكره المنطقة السكنية التي يعيش فيها، في الليل تصبح معتمة جدًا لا أضواء إنارة كثيرة في الشوارع.. إنها أشبه بالريف، وأصوات الكلاب الضالة التي لا تسمح لي بأن أغمض عيني للنوم!

حاولت كثيرًا إخبار والدي بتغيير منطقته السكنية، لكنه مشغولٌ دومًا ولا يوجد وقتٌ لديه ليسمع ما لدي، فهو لديه عمله والأوراق التي دائمًا ما يقرؤها ويكتبها. أحيانًا يراودني شعورٌ بأن والدي يجبر نفسه علي.. وأنه لا يحبني.
حينما كنت صغيرة كنت مقربةً جدًا من والدي لكن بعدما انفصل عن أمي أصبحت لا أراه كثيرًا وبدأتُ أتصرف معه برسمية.

أتمنى لو أن رايا تذهب معي.. لكن رايا فوق السن القانوني، أي أنها غير مُجبرة على المجيء معي، علاقتها مع والديَّ أصبحت أقوى من علاقتي معهما، أصبحتْ مثل البالغين تمامًا.

وها أنا ذا جالاسة أنتظر قدوم أبي ليأخذني، ولا أعلم لمَ تأخر؟ ليس من عادته، بيته ليس بعيدًا من هنا فلمَ كل هذا التأخير؟

نزلت إلى الأسفل حاملةً معي حقيبتي، كانت أمي تشاهد التلفاز، ولم أشعر بوجود رايا في البيت فسألتها: «أين رايا؟»، نظرت لي من الأسفل للأعلى بنظرة تقييمة وقالت: «خرجت في موعد..»، أردفت وهي تشير لي بأصبعها: «اقتربي قليلًا.»، استغربت منها وتقدمت بسرعة، وقفت أمامها أنتظر منها أن تتكلم، عدلت من جلستها ثم بدأت بتعديل قميصي وحالما انتهت أعطتني ابتسامة وقالت: «تبدين جميلة يا صغيرتي.»، ثم أتبعت كلامها بحضنٍ خفيف وأردفت: «كوني فتاةً جيدة ككل مرة ودعيني أظل فخورة بكِ.»، شعرتُ بالخجل والسعادة في وقتٍ واحد وبادلتها الابتسامة ثم سألت: «لمَ تأخر بابا؟»، أمسكت بهاتفها ونظرت للساعة «لقد قال أنه سيتأخر قليلًا، هناك خطبٌ ما في عجلات سيارته.»، أومأت لها ثم جلست بجانبها أشاهد معها التلفاز ونتبادل الأحاديث القصيرة.

أريد الوصول إلى العشرينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن