-
« أنتِ هي بطلة قصتي أنا لكنك لا تعلمين ذلك، لا تعلمين كم هي المسافات الطويلة التي ركضتها خلفكِ وأنتِ لازلتِ تركضين بدون النظر للخلف نظرة واحدة وإعطائي اهتمام!»
عادت هذه الجملة لرأسها مجددًا، دفنت رأسها في الوسادة من شدة الاحراج.. هي تشعر باحتراق وجهها كلما تذكرت الموقف، أو حتى تلك القبلة!
بعدما حصل كل ذلك عانت من صعوبة في التعبير عن مشاعرها، أتحزن لأنها ليست من يحبها جوني، أو تفرح لأنه يحب صديقتها ويجب عليها تمني الخير لها، أم يجب أن تصدم من اعتراف براد المفاجئ أو تشعر بالإحرج، أو حتى تفرح لأنه يحبها، أم كان عليها ان تحزن وتغضب منه لأنه كذب عليها وأوهمها أو لأنه كان قد خبأ عليها مشاعر جوني تجاه سارا طيلة الوقت، وتلك الهدية التي أهدتها إياها سارا؟ يجب أن تكون سعيدة بشأنها.. كانت تحمل إحدى صخور البحر على صدرها، لخمسة أيام لم تخرج من غرفتها ولم تتناول سوى بضع لقيمات صغيرة من الطعام إرضاءً لوالديها، حتى أصدقاؤها صدتهم عنها وطلبت منهم الرحيل، لم يكن بوسعهم سوى تفهمها رغم قلقهم، كان الجميع قد جاء لزيارتها إلاه.. هو لم تلمح طيفه لم تسمع صوته لا أخبار عنه لا شيء، لكن كيف ستجد كل هذا وهي في غرفتها محبوسة؟ لكنها كانت تستطيع رؤيته من نافذتها يقطع الحطب يتضاحك ويتمازح مع والده، لكن منذ ذلك اليوم لم يمر حتى من المكان، حتى أنها بدأت بالانزعاج منه أكثر من قبل وستغضب الآن وها هي الآن بالفعل بدأت بالغضب إنها تحمله الذنب، لقد جعلها هكذا ولم يأتِ ولو بالخطأ ليسأل عن حالها، هي متأكدة أنه لم يفعل حينما كانت نائمة أو حتى بالسر فوالدتها تخبرها بكل أحد قد جاء حتى ولو أخبرها أن لا تخبر تيا.
تذكرت فجأة حقيبتها التي أخذتها وقتما فتحوا تلك الكبسولة، وقفت على قدمها وشعرت بألم لأنها لم تمشِ عليها منذ وقت فلم يصلها الدم، تابعت المشي إلى أن وصلت إلى خزانتها وأخرجتها منها، جلست على سريرها وفتحت المذكرة، فسقطت رسالة ما منها، أمسكتها وتذكرتها.. كانت تلك الرسالة التي كتبتها لنفسها، فتحتها وبدأت بتفحص أولى الحروف بخطها الصغير والطفولي، مررت إصبعها على كل جملة وتحسستها كأنها تشعر بها، عادت للقراءة من جديد
«إلى تيا الكبيرة، أنا هي تيا ذات التسع سنوات قررنا إرسال هدايا لبعضنا في المستقبل، لا أعلم ما الذي علي كتابته بالفعل لكنني سأحاول جعلكِ سعيدة، ربما أنتِ لم تشتاقِ لي بالفعل لأنكِ لم تحبي الطفولة بالفعل وأردتِ الوصول للعشرين، لذا هل مازال هذا حلمنا؟ كيف هو الحال معكِ؟ هل تقرأين رسالتي وأنتِ حزينة أم تضحكين علي؟» ابتسمت عند قرائتها لهذه الجملة وتابعت «تعلمين يا تيا أريد أن أراكِ بشدة.. هل مازلتِ الأطول بين الجميع؟»، حركت رأسها نفيًا وهمست: «بل الأقصر.»، عادت مجددًا «أريد أن أخبركِ في حال كنتِ حزينة؛ ذات مرة رايا أخبرتني أنني حينما أحزن لخمس دقائق فقط أكون قد خسرت وقتًا طويلًا في الاستمتاع والراحة ومشاهدة الأشياء الجميلة من حولي، فأنا مشغولة بالبكاء فقط، مهما كان السبب الذي أنتِ حزينة بشأنه فهو لا يستحق أبدًا، في النهاية سيرحل ذاك السبب بعيدًا بينما أنتِ ستقضين الوقت في حزنك، عليكِ النظر إلى جانبكِ الأيمن دومًا ستجدين هناك هدية أو أحد ما موجود لأجلك كي ينقذك من هذا الحزن، ولكنك لم تلاحظيه أبدًا لأن البكاء غطى على مجال بصرك.»، عضت على شفتها حينما شعرت بدموعها تترقرق اغمضت عينها ببطء قسقطت دمعتها على الورقة، مسحت دمعتها عن الورقة فتسب بتمزق مكانها، أعادت عينها عند تلك النقطة التي وقفت عندها «لا أعلم حتى كيف أنصح وأكتب حِكَم سامحيني.» هربت ضحكة صغيرة منها وهي تمسح دموعها «والآن إن كنتِ سعيدة فأنا حقًا أتمنى لكِ أن تدوم هذه الابتسامة والسعادة لأطول وقت ممكن، ولا تهتمي لمن يحاول أن يحزنك،ِ مثلي تمامًا.. لقد كُسر نابي السفلي وأصبح شكلي بشعًا لكنني لازلت أبتسم لأنني أحب الابتسام والضحك.
حسنًا لستُ فضولية لما حدث معك طيلة هذه السنوات ولا لما يحدث لك الآن فأنا سأمر به في المستقبل.
اعلمي أنني أحبكِ كثيرًا وجدًا وأبدًا أيتها القوية.»، لم تعلم كيف ساعدتها هذه الرسالة على الشعور بطريقة أفضل، ابتسمت وهي تنظر ف المرآة، فتحت الستائر والنافذة، ثم خرجت لدورة المياه.
أنت تقرأ
أريد الوصول إلى العشرين
Romanceلطالما تمنيتُ الوصول إلى عمر العشرين؛ فقد بدا إليّ أنه حلمٌ بعيد..