٢

11.9K 1K 536
                                    


..

رغمًا عنها لم تستطع سارا ويلفيرتون الإستمتاع برقصتيها الأولتين إذ كلما حاولت ذلك وجدت نفسها تتذكر ما حصل قبل قليل برفقة الدوق سكوت ولتنزعج أكثر وأكثر من والدها الذي لم ينتظر حتى نهاية اليوم ليرسل دعوة للوغان.

وفي النهاية وجدت نفسها تطلب من مرافقها الثاني أن يأخذها لمجلسها لترتاح قليلًا قبل أن تبدأ الرقصة الثالثة ليقوم هو بطلب كأس من الشراب لها قبل أن يستأذنها بالذهاب.

من حولها جلست سيدات متزوجات كن يثرثرن عن أحد ما ولم تنتبه لهن إلا عندما همست إحداهن قائلة:
-أليست هذه سارا ويلفيرتون!

ميزت سارا الصوت مباشرة وإلتفتت ناحية مصدره لتجد صديقتها القديمة إيميليا قد نهضت من مجلسها عندما تأكدت من هويتها وإقتربت منها، نهضت سارا هي الأخرى وقد إرتسمت إبتسامة كبيرة على شفتيها وحيت صديقتها قائلة:

-إنها بالفعل أنتِ إيميليا! لم أرك منذ حفل زواجك!!
-للأسف فرقت بيننا الأيام والظروف عزيزتي، لطالما تساءلت إن كنت بخير ويبدو أنك على خير حال.

أكملت وهي تنظر لسارا المتأنقة لأقصى حد وشدت على يدها ببهجة.

-وأنت أيضًا تبدين بخير عزيزتي، يبدو أن اللورد بلاك وود يحسن معاملتك.

إحمرت وجنتا إيميليا عند ذكر إسم زوجها لكنها أكدت كلام صديقتها، سرعان ما تحولت إبتسامتها لأخرى حزينة بينما قالت:

-رغم ما مر بنا خلال السنة الماضية إلا أننا نكافح ونحاول الخروج من دائرة الحزن التي ألمت بنا.

عبست سارا وهي تتذكر أن والديّ اللورد أغسطس زوج إيميليا قد توفيا بسبب حادث عربة خلال السنة الماضية وقد سبب ذلك حزنًا كبيرًا فهما كانا من نخبة الطبقة النبيلة، شدت سارا على يد إيميليا وقالت:

-هل زوجك بخير؟
-نعم هو كذلك، صحيح أننا قضينا الشهور الماضية كلها في برمنغهام دون إختلاط بأحد إلا أننا قررنا وللوقت الحالي العودة للمجتمع لبضعة أشهر، لا يزال أغسطس يريد متابعة التحقيق في ما جرى لوالديه لكن الأمر صعب.

-هل تم إيجاد أي دليل أن الحادث كان بفعل فاعل؟

-كلا.. لقد نجح المحامي السيد فينسنت بإغلاق القضية بعد أن قدم أدلته للشرطة لكن أغسطس يريد المحاولة مجددًا.

-أوه عزيزتي، لا أدري ماذا أقول.
علقت سارا بحزن لتعود إيميليا وتبتسم قائلة:
-ليس عليك قول شيء، بل في الحقيقة يجب أن أعتذر لك إذ أننا لن نستطيع تلببية دعوتكم لحضور موسم الصيد في ويلفيرتون إذ يجب علينا العودة لبرمنغهام قريبًا.

-ولم العودة بهذه السرعة، أظن أن البقاء في لندن سيفيدكما.

عادت وجنتا إيميليا لتحمر وهي تجيبها بهمس:
-كنا لنفعل ذلك لكني أفضل أن أبقى في الريف بعيدًا عن تلوث لندن حتى لا يتأثر طفلي به.

حدث ذات مرة في ويلفيرتون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن