٩

6.4K 700 219
                                    


لم يكن هنري ستون الخادم في قصر ويلفيرتون يحب أن يتم تعديل المهام المطلوبة من الخدم بعد توزيعها في الإجتماعات المعنية فهذا سيسبب إختلالًا في عمل الخدم قد يظهر للمقيمين في القصر وهو أمر لا يجب أن يحصل، لكنه وعندما طلبت منه صوفيّا مورغن عصر اليوم الماضي تولي مهام كاثلين ديفان في الإعتناء بشؤون الغرف في الطابق الثاني لم يمانع أبدًا فعل ذلك.

كان قد سمع خلال الأيام الثلاثة الماضية بعض الخادمات وهن يثرثرن بما سمعنه من كاثلين، عن اللورد أوليفر كاريت وطريقة معاملته لها مما أزعجه للغاية فهو يعتبر جميع العاملين في القصر كعائلة له ولا أحد يريد أن يتم معاملة فرد من عائلته هكذا، لهذا وعندما طلبت منه صوفيّا مورغن تولي غرفة اللورد كاريت مع غرفتيّ السير هاثواي والسيد كارفين إستجاب للأمر بكل سرور رغم كونه سيتطلب منه القيام بأعمال لا تناسب منصبه.

وما لفت نظره هو الإنزعاج الذي ظهر على وجه اللورد بعد أن قرع جرس الخدمه وجاءه هو بدلًا عن كاثلين، ظن هنري أن اللورد سيمطره بطلباته لكنه وطوال المساء وحتى موعد العشاء بقي ساكنًا في غرفته، عزى ذلك لما تعرض له خلال أول يوم من الصيد، وفي صباح اليوم التالي كان اللورد أول من إستيقظ وقد بدا منتعشًا على عكس مساء البارحة.

سهل خروج اللورد المبكر عمل هنري إذ لم يبق له سوى مساعدة السير في ما يحتاجه فالسيد كارفين كان أخبر الخدم أنه لا يحتاج مساعدة ويفضل تسيير أموره بنفسه.

طرق هنري باب السير قرابة الخامسة للمرة الثانية وهو ينادى بنبرة منخفضة لكن مسموعة:

-أستميحك معذرة سير هاثواي لكن يجب أن تبدأ الإستعداد لليوم.

بعد ثوانٍ جاءه رد متعب من الداخل أنه يمكنه الدخول.

دخل هنري وفي يده اليسرى يحمل طسلًا من الماء الدافئ برفقة منشفتين وضعهما على الطاولة بالقرب من سرير السير، جلس على طرف السرير بثياب نومه وقد كان منحي الجسد، تساءل هنري:

-سيدي هل تعاني من ألم ما؟

بصعوبة أجاب السير:

-وماذا.. يبدو لك! لقد عاد ألم معدتي...

ثم أطلق سبة وهو يتمايل قليلًا ليقول هنري:

-هل من مساعدة أستطيع تقديهما لك سيدي؟ دواء يمكنني إحضاره لك؟

-نعم نعم.. هناك على الطاولة قرب الباب، علبة فيها دوائي.

إتجه هنري ناحية الطاولة التي أشير عليها ليجد علبة بيضاء لم تحمل أي معلومات وضعت على طرف الطاولة، أحضرها له ليفتحها السير بعد أن أخذ نفسًا عميقًا وأخرجه ليبدو لهنري مسحوق أبيض في الداخل جعله يقول:

-سيدي إنتظر قليلًا لأحضر بعض الماء لتشرب به الدواء..

-ليس هناك داعٍ الماء قد يبطء مفعوله سأتناوله هكذا.

حدث ذات مرة في ويلفيرتون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن