فتحت أبواب الجحيم أمام كاثلين ديفان وهنري ستون فجأة، اللحظة التي ظهرت فيها صوفيّا مورغن أمامها طالبة حضورهما إلى مجلس السادة كانت لحظة فاصلة، فمنذ أن عاد السير هاثواي صباحًا بتوعكه الذي إزداد شيئًا فشيئًا حتى أطرحه الفراش علما أنهما سيكونان أول من يُسأل.ورغم إخبار هنري لها أن تثبت لم تستطع كاثلين أن تمنع نفسها من الإرتجاف خوفًا، هي لم تفعل شيئًا لكن ما أسهل أن يتهم السادة خادمًا بفعل لم يقترفه حتى ينهوا جدلًا قائمًا، ففي النهاية هو ليس سوى خادم وضيع يمكن إحضار عشرة غيره.
إقترب الثلاثة من الباب الكبير للغرفة حيث يجتمع النبلاء فتوقفت كاثلين وهمست قائلة بجزع لصوفيّا:
-أنسة مورغن، أقسم أنني لم أفعل شيئًا، أرجوك لا تدخليني إلى هناك!
نظرت صوفيّا إليها بملامح جامدة، ملامح علت وجهها منذ بداية الأزمة، كأن شيئًا ما داخلها قد مات، حدثتها صوفيّا قائلة:
-أعلم أنك لم تفعلي شيئًا أنسة ديفان لكن هم لا يعلمون، الكثير سيحصل ما إن نخطو إلى داخل تلك الغرفة لكني أعدكما أنني سأقف إلى جانبكما وإن عنى ذلك أن أتخلى عن حياتي.
إتسعت عينا كاثلين وهنري الذين لم يتوقعا أن تذهب صوفيّا إلى هذا الحد لكن على الأقل جعلهما هذا يشعران ببعض الأمان، لديهما حليف وليسا وحدهما.
عاد صوفيّا لتقول:
-والآن هلّا دخلنا؟
هزت كاثلين رأسها موافقة ثم دخل ثلاثتهم.
...........
وقف كل من هنري وكاثلين أمام جمع الموجودين كأن التهمة أثبتت عليهما فعلًا، بقربهما وقفت صوفيّا أيضًا في مواجهتهم لكن وعلى عكس التوتر البادي عليهما كانت هي كأنها تنظر لمشهد كئيب.
جلس اللوردات الثلاثة بينما توزع الشبان الخمسة حول المكان، كان اللورد كاريت أول من تحدث وقد وضع ساقًا فوق الأخرى وأشار بيده كأن الأمر محسوم:
-هيا، أخبرانا لم قمتما بتسميم السير ومرافقه ولننهي هذه المهزلة بسرعة.
إتجهت الأعين ناحيتهما، بتوتر تصارعت أصابع كاثلين مع بعضها بينما حافظ هنري على كبريائه وهو يقف مستقيمًا ويداه خلف ظهر، أجاب هنري سؤال اللورد قائلًا:
-أستميحك عذرًا سيدي لكننا لم نقم بتسميم السيد السير والسيد كارفين.
-كيف تجرؤ أن تكذب أمامي أيها الخادم القذر!
قال اللورد بغضب لم يكتمه ليتدخل غاري قائلًا برجاء:
-هل يمكننا أن نبقي حديثنا لبقًا سيدي؟
قالها وقد إرتاح أن النساء لسن موجودات معهم لينهره اللورد قائلًا:
-مع مثل هؤلاء لا يجب أن تتحدث بلباقة أبدًا أيها الفتى، عليك أن تتعلم هذا جيدًا.
أنت تقرأ
حدث ذات مرة في ويلفيرتون
Historical Fiction- مكتملة- × بريطانيا العظمى تتآلق في حلة العصر الفيكتوري، بداخل أرجاء قصرٍ جميلٍ ومترامي الأطراف في ريف ويلفيرتون تدور روايتنا... كانت سارا ويلفيرتون حريصة كل الحرص على أن تخرج من موسم الصيد هذه السنة بزوجٍ سيساعدها على الهرب من زيجة يصر أهلها عليها...