٣

11.5K 966 247
                                    


محافظة ويلفيرتون تعتبر من أقدم المناطق في المملكة المتحدة، حررها النبيل آرثر ويلفيرتون قبل قرن من الزمان من أيادي الإسكوتلنديين ولذلك سُميت بإسمه هي وغابتها القديمة الشاسعة والتي تحتوي على ثروات نباتية وحيوانية جعلتها تنافس غابتيّ وينسدور وشيروود العريقتين، مما جعل موسم صيدها الذي يمتد من بداية سبتمبر إلى أواخر أكتوبر من أهم المواسم في العام.

يتجمع فيه النبلاء من كل مكان من أجل ممارسة رياضاتهم المفضلة والمشاركة في المسابقات التي تقام خلال هذه الفترة وبالتأكيد حضور الإحتفالات الكبيرة التي تقام في نهاية الموسم في القرية وما جاورها.

يقع غرين هول وهو القصر الخاص بعائلة ويلفيرتون في أخر نقطة مفتوحة قبل الدخول في الغابة القديمة، قصر شاسع بني على طراز قصر وستمنستر " بيت البرلمان" بعمارة قوطية مميزة جعلته مُهابًا من قبل الجميع لكن في نفس الوقت ساعدت الخضرة المنشرة في المكان على إعطائه لمسة جمالية بهية.

إحتوى على قرابة مئة غرفة متنوعة مابين أجنحة النوم وغرف الطعام والألعاب وقاعات للإحتفالات بمختلف أنواعها، وفي أوقات الذروة يقترب عدد ساكنيه من الألف مابين أصحاب المنزل والضيوف وجيش الخدم الذي يستمر المنزل بسببهم في الوجود.

ومع إقتراب وصول أول وفد من الضيوف كان غرين هول في أوج نشاطه يستعد أولًا لإستقبال الماركيز ويلفيرتون وزوجته وإبنته الليدي سارا.

وفي إحدى الغرف الجانبية والتي يستعملها كبير الخدم في العادة للإجتماع بمرؤسيه جلست صوفيّا التي نالت لؤقت مؤقت لقب مديرة القصر برفقة اللورد غاري ويلفيرتون وزوجته الليدي إستر يراجعون آخر الترتيبات قبل حضور الماركيز لإعطائه التقرير النهائي.

إستمع غاري الذي أكمل عامه السادس والعشرين قبل أيام فقط لتقرير صوفيّا بإهتمام وهو يراجع في بعض الأوراق. على عكس أخته لم يرث غاري أيًا من ملامح والدته بل كان نسخة طبق الأصل عن والده الماركيز في شبابه، داكن الشعر كثيف الحاجبين، بأنف مستقيم وعينين حادتين، لكنه على الأقل أخذ عن والدتها الروح المرحة التي تختفي عندما يصبح جادًا وتظهر في كل الأوقات عداها.

بقربه جلست إستر بهدوء مصطنع وهي تراقب بأعين متسعة ما يجري، تزوجت إستر في سن العشرين من هذه العائلة العريقة ورغم كونها إبنة آيرل بنفسها لكن الفرق بين العائلتين كبير ومن المفترض منها أن تتعلم كل شيء عن هذه العائلة العريقة التي إنتمت لها وهذا كان يخيفها للغاية فهي في النهاية لا تزال في الواحدة والعشرين فقط!

-إذًا من سيصل أولًا؟
تساءل اللورد غاري لتجيبه صوفيّا وهي تأخذ ورقة سجلت فيها أسماء الحضور:

-وصلتنا حتى الأن خمسون رسالة رد من المدعوين. سبعة وعشرون منهم سيحضرون في النصف الأول من سبتمبر وأحد عشر منهم سيأتون في الإسبوع الأول منه وهم السادة الأتون - نظفت حلقها قليلًا ثم بدأت بتلاوة أسماءهم -

حدث ذات مرة في ويلفيرتون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن