١٤

5.7K 708 244
                                    


   
 
 
 
إنتهت جلسة ساخنة أخرى من جلسات مجلس اللوردات الكثيرة والتي لم تنقطع منذ أن تم سجن أحد أبرز أعضاءه - اللورد أوليفر كاريت - بتهمة القتل العمد وتهم أخرى مالبث أن ظهرت فور دخوله السجن. 

إنقلب المجلس رأسًا على عقب في وقت حساس للغاية إذ أن الإنتخابات البرلمانية على مقربة وأغلب المرشحين فيها كانوا من أتباع القتيل السير هاثواي ليسبب ذلك العديد من المشاكل داخل المجلس وينقسم أفراده لقسمين متضادين، جزء يتهم أعضاء المجلس القديمين بالفساد ويطالب بأن تسحب أسمائهم من الترشيحات وجزء أخر يطالب بإبعاد جميع من عاون السير هاثواي من الإنتخابات.

ووسط كل ذلك كان الماركيز ويلفيرتون في موقف عصيب فهو الرجل الذي كان يفترض به أن يصالح بين كاريت وهاثواي لينتهي الأمر بأحدهما ميتًا والآخر متهمًا بذلك ومسرح الجريمة هو قصره الخاص. 

ليتسبب كل ما حصل في معاناة أسرته من التهميش الإجتماعي لأسابيع لم تنتهي إلا بفضل أصدقائهم الذين نجحوا في تبديد كل الشائعات عنهم. لكن كان لا يزال يفترض منه أن يعمل على ثبات المجلس أمام ما يواجهه من مشاكل حتى بدء الإنتخابات، ليكون أول ما وضعه في لائحته هو التأكد من أن اللورد كاريت سيلاقي الجزاء الذي يستحق وبهذا يثبت أن الحزب بريئ من كل ما يحيط بكاريت من أفعال. 

وفور إنتهاء الجلسة في مبنى البرلمان حتى إستقل ويلفيرتون والبعض الآخر من أعضاء مجلس اللوردات المهتمين عرباتهم في إتجاه بمنى المحكمة العليا حيث سيتم اليوم النطق بالحكم النهائي في قضة كاريت.

.............

إمتلأت القاعة رغم وسعها بالناس، نبلاء وأثرياء لندن والكثير من الصحفيين والسياسيين، بعضهم جاء شامتًا والبعض جاء مضطرًا والبعض ترى في ملامحهم خوفًا من أن يكون هذا مصيرهم يومًا. 

وفي وسط ضجيج القاعة الكبيرة جلس غاري ويلفيرتون بالقرب من لوغان سكوت في مقاعد تقع بالقرب من باب القاعة الخشبي الكبير والذي يحرسه فردان من شرطة العاصمة قاما بعد أن تلقيا الأوامر بإقفال باب القاعة مانعين المتفرجين في الخارج والذين لم تتسع القاعة لهم من أن يشهدوا ما سيحصل بعد قليل. 

راقب لوغان من حوله، نساء إرتدين أفضل ثيابهن ورجال بدو وكأنهم جاؤوا ليعطوا أراءهم في سباق الخيل، لكن كان من الواضح إستبيان الحذر في تصرفاتهم والخوف في نظراتهم. جلس الجميع في المقاعد الطولية وهم يثرثون بإنتظار وصول المتهم ومحامي الدفاع، القاضي ومساعديه والمحامي الذي قاد القضية لهذه المرحلة، ليخرج غاري لوغان من تحديقه قائلًا:

-الجميع يتحدث عن السيد فينسنت، لكني لا أدري حقًا إن كان بإعجاب أم خوف منه.

وضع لوغان يدًا فوق الأخرى معلقًا:

حدث ذات مرة في ويلفيرتون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن