صمت كصمت المقابر ساد تلك الغرفة، إنهار اللورد ويلفيرتون على كرسيه وعلى وجهه نفس الملامح التي علت وجه هاريسون، حتى اللور كاريت جلس وقد هزمه الخبر. تبادل لوغان مع سبستيان المراقب نظرات أما كاثلين ورغم كونها الآن أصبحت متهمة بقتل هذا الرجل إلا أنها كشخص قام بخدمته لثلاثة أيام وجدت نفسها تدمع لموته، حافظ هنري على رباطة جأشه أما صوفيّا فقد بدا أنها تنتظر أن يقول الخادم المزيد..-يا إلهي الكريم، ما الذي سنفعله الآن.
قال هاريسون وقد وضع يديه على رأسه. ليضيف ويلفيرتون:
-خبر كهذا لن يقسم سكوتلانديارد فقط إلى نصفين بل مجلس اللوردات أيضًا، لقد كان الرجل يريد ترشيح نفسه في الإنتخابات القادمة!!
-يبدو أن أيامًا عصيبة ستواجهنا..
ختم اللورد كاريت وهو يمرر أصابعه في ذقنه مفكرًا.
فجأة فتح الباب الفاصل بين الغرفة حيث تجلس النساء وظهرت الليدي سارا وقد بدا القلق على وجهها، إقترب لوغان منها متسائلًا:
-أنسة ويلفيرتون، هل من مشكلة ما؟
نظرت إليه بأعين تكاد تفيض دمعًا وقالت:
-هل.. هل ما قالته الخادمة صحيح؟ لقد.. أخبرتنا خادمة أن السير هاثواي قد مات!
بأسى أجابها بالإيجاب فغطت فمها بيدها وسمع لوغان أصوات شهقات قادمة من الغرفة المجاورة حيث لابد أن جميع النساء يستمعن الآن لما يقال، لتضيف سارا بسرعة وقد تمسكت بساعد لوغان:
-وماذا حل بالسيد كارفين! هل هو بخير؟ أخبرني!
إنتبه لوغان حينها أنه لا يعرف، لقد أنساه خبر موت السير أمر ديريك فإلتفت ناحية الخادم الذي أجاب سؤال سارا قائلًا:
-السيد كارفين يتم علاجه الآن، هذا ماذُكر في الرسالة سيدتي.
-يعني أنه لم يمت؟
سأل هاريسون فأكد الخادم أن هذا ما ذكر في الرسالة، تنهدت سارا الصعداء وفقدت توازنها فأمسكها لوغان بين يديه ونظر إليها بإنزعاج لم يستطع منعه، وبصوت لم يسمعه غيرها قال:
-ألديك مشاعر حقيقية تجاهه؟
أبدت سارا بعض إستغراب لكنها سرعان ما هزت رأسها وقالت:
-كنت لأفعل نفس الشيء لو كان اللورد آنسون أو السيد فينسنت، إنهم أناس قضينا معهم الكثير من الوقت في الأيام الماضية ولهذا أهتم بما يحصل لهم.
إبتلع لوغان الإجابة ثم قال:
-الآن يجب أن تعودي إلى الداخل.
إلا أنها وقبل أن تذهب لاحظت أن صوفيّا موجودة برفقة البقية، قالت وقد دخلت مع لوغان إلى حيث والدتها وبقية النساء:
أنت تقرأ
حدث ذات مرة في ويلفيرتون
Historical Fiction- مكتملة- × بريطانيا العظمى تتآلق في حلة العصر الفيكتوري، بداخل أرجاء قصرٍ جميلٍ ومترامي الأطراف في ريف ويلفيرتون تدور روايتنا... كانت سارا ويلفيرتون حريصة كل الحرص على أن تخرج من موسم الصيد هذه السنة بزوجٍ سيساعدها على الهرب من زيجة يصر أهلها عليها...