أبواب الجحيم

5.6K 284 481
                                    

«هل أنتم مستعدون؟»

تساءلت الچنرال إل بخفوتٍ مُبتلعةً ريقها ببطءٍ تناظر الجنود أمامها بترقّب، حتى جعّدت چيچي ملامحها ببكاءٍ متوسلةً:

«ليس اليوم، لا تفتحيها أرجوكِ، انتظري قليلًا!»

تنهدتْ الچنرال إل بيأسٍ تسأل مجددًا:

«إلى متى تريدون مني الانتظار؟»

«رُبما شهر، أو مائة عام مثلًا.»

ردتْ العريف سِل بابتسامةٍ أظهرت ضروسها، ولكنّ نظرات الچنرال إل لها أماتت تلك الابتسامة ودفنتها وأقامت لها عزاءً حتى تقهقرت سِل للخلف جالسةً على كرسيّ بين العريف روما والرقيب نيكس مُخفضةً رأسها بأسى، فضربت الكولونيل أوه بقبضتها على الطاولة الخشبيّة الكبيرة التي يتجمّعون حولها قائلةً بنفاذ صبرٍ:

«افتحيها ولننهي الأمر فقط إل.»

«لسنا جميعًا شُجعانًا مثلكِ أوه.»

علّقت فَن معترضةً بينما تداعِب الهامستر الصغير أمامها على الطاولة، فتحمحمت العريف روما قائلةً بهدوءٍ:

«أقترح أن نتقبّل جميعًا أمر فتحها اليوم وننهي النقاش، لقد طال إغلاقها والعُملاء على أبواب قلعتنا يكادون يحطّمونها من الانتظار.»

«إن كان عُملاؤنا شغوفين لنفتحها هكذا فليحسّنوا من طلباتهم بدلًا من جعلنا في موقف مماثلة نخشى فتح استمارة طلباتنا!»

ردت الرقيب نيكس بهدوءٍ حذق وبيدها قطنةٌ تمسح بها سيفها الأسود (كورو)، ففرقعتْ فيليسا باصبعيها مُعقّبةً:

«أنا أوافق نيكس، فبالنسبة لي،  فتح استمارة الطلبات بمثابة فتح أبواب الجحيم، حتى دُلبر المسكين أصبح يخشى ذلك.»

ثم نظرت لثعلبها الصغير الجالس بهدوء بين يديها، فهزّ رأسه وكأنما يؤكّد على كلاكها.

«كل ما أتمناه في هذه الحياة أن يكون لديّ القدرة على غلق الاستمارة فور فتحها لما تحمله بعض الطلبات من العفن، غير عددها الهائل الذي يجعلنا كـجنود للتصميم نكره عملنا.»

تمتمت باء بحنق فيما اسوَدَّ قرناها مُفشيان غضبها العارم وتلونت عيناها بالدمويّ، ما جهل چيچي تبتعد عنها بتوترٍ ملتصقةً بالكولونيل أوه الجالسة على يسارها.

«أجل أجل، في بداية فتح الاستمارة أكون متحمّسة، ولكن عند رؤيتي للطلبات المُندفعة كالسيول وما تحمله من أشياء غريبة أتمنى الموت علّيَ أرتاح منها..»

تحدّثت هِر هازةً رأسها للجانبين بيأسٍ، فربّتت العريف تينا على ظهرها بخفةٍ قائلةً:

«لستِ وحدكِ من يتمنى الموت لهذه الأسباب، أنا أيضًا أكره أنهم يستمرون بملء الاستمارة بالكثير من الهراء ولا يستمعون لتوضيحاتنا، إلّا من رحم ربي منهم طبعًا، وكأن ما نكتبه من قوانين وتوضيحات وننشره على حائط رسائلنا يحلّق في الهواء فور نشره.»

البؤساءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن