«هيّا بسرعة، أسرعي باء! أسرعوا جميعًا! أحضروا أُناسًا يسرعون! إنهم في طريقهم إلى القلعة، سيصلون قبل أن نـ...»
صمتت فيليسا مُرغَمة بعدما التفتت باء وصفعت وجهها تُجبرها على السكوت والسكون بمكانها، كانت تهرول هنا وهناك في أرجاء القلعة تفرد ذراعيها وتشير بالأوامر للجميع بحماسٍ زائدٍ قليلًا عن الحد.
بل زائدٌ كثيرًا.والنقطة هنا.. أن لا أحد التفتْ لها أو ردّ عليها.
«ماذا؟ مَن سيصل؟ لمَ فلافل متحمسة بهذه الطريقة؟»
نزلت العريف دال دَرج القلعة الداخليّ تتثاءب بنعاسٍ بشعرٍ أشعث وكأن أحدهم أرغمها على الاستيقاظ من سُباتها، فتنهّدت العريف روما بمللٍ وأشارت لـفيليسا دون النظر لها مجيبةً:
«الدفعة الجديدة في طريقها للوصول للقلعة، أرسلت لهم إل بومتها ليريا لتحضرهم على ظهرها. وفيليسا متحمسة تكاد تلقي بنفسها عن سفح الجبل من الحماس.»
«ألستم متحمسين مثلي؟»
رفعت فيليسا حاجبها متسائلةً تضيّق عينيها رامقةً باء بنظراتٍ مميتةٍ بعدما صفعتها، فنهضت فَن عن الأريكة يسار الدرج مجيبةً:
«متحمسون بالطبع، ولكن ليس لدرجة حماسكِ القاتل، افعلوا ما تشاؤون لاستقبالهم، ولكن أرجوكم لا تفسدوا ترتيب القلعة، لقد انتهيتُ من الإصلاحات رقم الألفين بالأمس.»
هزت فيليسا رأسها قالبةً عينيها، بينما التفتَ الباقون وأشاروا لـفَن بالتأكيد، وقبل أن تفتح فَن فمها مجددًا ظهرت الچنرال إل من إحدى جدران القلعة تخترقها واقفةً أمام الدَرج، ثم نظرت بحاجبٍ مرفوعٍ للتجمُّع حولها.
فَن عادت للجلوس بجانب هِر التي تُرجع رأسها للخلف ناظرةً لسقف القلعة المنقوش بتصاميم مختلفةٍ بشرودٍ، على مقرُبةٍ منهما احتلّت العريف دال أريكةً أخرى تكمل قيلولتها عليها، وخلفها چيچي تهمس لحيوانها لارفيس بابتسامةٍ تُظهِر سوء نواياها تجاه العريف دال.
وعلى الجانب الآخر من الدَرج تجلس العريف روما ولا زالت جروح حروقها لمْ تندمل، بجانبها سِل تحاول لمس حروقها بسبّابتها وكأنها شيءٌ غريبٌ، بينما باء واقفة بجوارهما تنظر للعريف روما بسخريةٍ، وتينا جالسةٌ في ركنٍ بمفردها تتحدث مع الحائط.