تسللت أشعة الشمس عبر النوافذ معلنةً بداية يومٍ جديدٍ، فقد بدأَ الجنودُ يومهم بتناولِ الفطورِ في المقهى، ومنهم من لا يحبذُ تناولَ شيءٍ في الصباح لذا توجّه مباشرةً لقاعةِ العملِ بالفِعل.
كانت تاتيانا تمسك كتابًا بيدها وتكتب بكل تركيز وجديّة إلى أن انضم إليها باقي الجنود متوجّهين لإنهاء مهامّهم، هكذا مرت الساعات والهدوء يخيم على المكان وكلٌ منغمسٌ في عمله إلا آسكا، التي كانت تحدّق بتاتيانا بشك فهي لم تعهد منها هذا الهدوء من قبل، تاتيانا تقضي معظم ساعات العمل في الحديث ما جعل آسكا فضولية حول هذا الذي تقومُ تاتيانا بكتابته والذي يستحقّ كل هذا التركيز.
تقدمت آسكا نحو مكتبها قبل أن تجلس بجانبها بهدوء وحرص كي لا تزعِجها أو تزعِج أحد الجُنود، همست آسكا بخفوت:«ماذا تكتبين؟»، أجابتها الأخرى بصوتٍ معتدل:«أكتب قصة فيلم سكريم ولكن غيرت الشخصيات وجعلتها تنطبق علينا نحن الجنود» استغربت الأخرى من كلام تاتيانا العجيب لتسألها من جديد:«وماذا ستستفيدين من هذا؟ هل هي إحدى مهامك؟ يمكنني مساعدتك، فأنا أحفظ تفاصيل الفيلم»
وقفت تيانا بسرعة وصفقت بيديها بحماس:«ستساعدينني حقا! إنه من أفضل الأفلام التي شاهدتها على الإطلاق! لقد شاهدته أنا وفيدا وجيجي البارحة» قلبت فيدا التي كانت تسترق السمع عينيها بضَجر وقالت:«لا أعلم كيف يعجبكم ذلك النوع من الأفلام، بالنسبة لي أسوأ فيلم على الإطلاق»
تعالت ضحكات تاتيانا وجيجي عند تذكُّرهم حالة فيدا بالأمس وصرُاخها عند مشاهدة الفيلم، بعدها نطقت تيانا قائلة لآسكا:«في الواقع وصلت للنهاية حيث سيموت جميع الجنود إلا شخص واحد وهو سكريم، نهاية مأساوية، أليس كذلك؟»، وقف الكابتن هوك متوجها ناحيتها وقال:«متشوق لمعرفة مَن مِن الجنود أعطيتِه شخصية القاتل»
أجابته تاتيانا وهي تلوّح بيديها:«لا أريد أن أفسد عليك الأحداث، ستكون تلك مفاجأة لكم عند قراءة الكتاب» تقدمت له تعطيه الكتاب حتى يقرأه، وفي نفس الوقت دخلت ليلاك الغرفةَ لتقع عيناها على الكتاب الذي بات في يد هوك.
«تاتيانا، وجدت كتابك! كنت سأعطيه لك البارحة لكن نسيت» تجمدت تاتيانا في مكانها وتدلى فكها على وسعه من الصدمة، وأبت الكلمات أن تغادر حنجرتها، تقدمت منها ليلاك تنظر إليها بقلق وقالت:«ماذا حدث؟! هل أنت بخير، تاتيانا؟» إلا أن الأخيرة بقيت على حالها ما دفع كل الجنود إلى التقدم نحوها، ظلت على تلك الحال لدقائق والكل يسأل عمّا إن كانت بخير.
تقدمت مس ماربل منها حاملة كأسًا من الماء وساعدتها على شربه، بعد أن ارتشفت القليل منه تجمعت الدموع في عينيها وبدأت بالانسياب على خديها وهي تشرح لهم بصوت تخللته شهقاتها:«هل هكذا ستكون حكاية الجنود؟ هل سنموت بهذه الطريقة البشعة ويقضي علينا شخص منا؟ هل نحن نستحق ما سيحدث لنا؟»